حديث: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء من الوعيد للعالم الذي لا يعمل بعلمه، وإن كان علمه ينتفع به غيره
متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣٢٦٧)، ومسلم في الزّهد والرّقائق (٢٩٨٩) كلاهما من طريق الأعمش، عن شقيق، عن أسامة بن زيد، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونعلم.
هذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3267)، ومسلم في صحيحه (رقم 2989)، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، حِبِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أولاً. شرح المفردات:
● تندلق أقتاب بطنه: تندلق: تخرج وتتسع. والأقتاب: جمع قتب، وهو ما يشد على بطن البعير تحت الحزام، وشبه به هنا أمعاء البطن. أي تخرج أمعاؤه ويتسع بطنه من شدة العذاب.
● يدور بها كما يدور الحمار بالرحى: يدور بأمعائه في النار دوراناً شديداً، كما يدور الحمار في رحى الحبوب، وهو مثل للدوران المستمر الشاق.
● فيجتمع إليه أهل النار: يأتيه أهل النار متعجبين من حاله.
● ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟: يسألونه مستنكرين، لأن من كان يفعل ذلك يستحق الجنة لا النار.
● بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه: يعترف بذنبه وخطيئته، حيث كان يناقض قوله فعله.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يصور هذا الحديث مشهداً من مشاهد يوم القيامة، يُؤتى فيه برجل ممن كانوا في الدنيا يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف، ولكنهم لا يلتزمون بما يأمرون به، وينهون عن المنكر وهم يرتكبونه، فيلقى في النار ويعذب عذاباً شديداً، حتى تخرج أمعاؤه ويدور بها في النار. فيتعجب منه أهل النار ويتساءلون: كيف أُدخل هذا الذي كان يدعو إلى الخير النار؟ فيكشف لهم عن حقيقة أمره، وهو أنه كان يناقض قوله فعله، فيأمر الناس بالبر وهو لا يفعله، وينهاهم عن الشر وهو واقع فيه.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- خطر النفاق العملي والمناقضة بين القول والفعل: الحديث تحذير شديد من أن يكون المرء من الذين يعظون الناس وينسون أنفسهم، قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44].
2- الإخلاص ومراقبة الله تعالى: يجب على الداعية والعالم وكل مسلم أن يستحضر مراقبة الله في كل أمره، وأن يخلص العمل لله، فلا يكون قصده الرياء أو السمعة.
3- القدوة الحسنة: على من يتصدى لأمر الدعوة وتعليم الناس أن يكون أول الملتزمين بما يدعو إليه، وأول المنتهين عما ينهى عنه، ليكون قدوة عملية صالحة. فالعمل أبلغ من القول.
4- التواضع والحكمة في النصيحة: فهم الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه من هذا الحديث ضرورة الحكمة والستر في النصيحة، خاصة مع ولاة الأمر، فلا تكون على الملأ مما يفتح باباً للفتنة، بل تكون سراً بين الناصح والمنصوح، محافظة على هيبة الإمام ووحدة الصف.
5- عظم جزاء المرائي: أن الذي يعمل العمل لغير الله، أو يقول القول ولا يعمل به، فإن عذابه شديد، وإن كان في صورة المتعبد أو الداعية.
6- بيان حقيقة العبودية: العبودية لله هي الاستسلام له ظاهراً وباطناً، قولاً وعملاً، فمن نقص واحداً منهما فقد نقص في عبوديته.
رابعاً. معلومات إضافية:
● السياق: جاء كلام أسامة بن زيد رضي الله عنه في ظرف دقيق، حيث كان الناس ينتقدون عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويدعونه لمناقشته على الملأ، فأبى أسامة ذلك؛ لأنه فهم من هذا الحديث أن المجاهرة بالعيب والافتخار بذكر عيوب الآخرين منكر يجب اجتنابه، خاصة إذا كان فيه إثارة للفتنة.
● الوعيد خاص بمن ترك العمل بالكلية: ذكر العلماء أن هذا الوعيد الشديد خاص بمن كان يترك العمل بالكلية مع أمره به، أو يفعله أحياناً لكنه تساهل في تركه غالباً، أما من يفعله لكن له بعض التقصير فليس داخلًا في هذا الوعيد الدقيق، لكن عليه أن يحذر من المخالفة.
● الحديث يدل على عظم مكانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: حتى أن صاحبه يُسأل عنه في النار، مما يدل على أنه من أعظم الواجبات الإسلامية.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على أنفسنا، وأن لا يجعلنا ممن يقول ما لا يفعل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قوله: «فتندلق أقتاب بطنه». أقتاب: جمع قِتْب -بكسر القاف وسكون المثناة- وهي الأمعاء، واندلاقها خروجها بسرعة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 201 من أصل 207 حديثاً له شرح
- 158 بلغوا عني ولو آية ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده...
- 159 من كذب علي متعمدا فليتبوأ بيتا في النار
- 160 من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار
- 161 من لبس الحرير في الدنيا حرمه في الآخرة
- 162 من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من جهنم
- 163 إن كذبا علي ليس ككذب على أحد
- 164 من قال علي ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار
- 165 مِنْ أفرى الفِرى من قال عليَّ ما لم أقل
- 166 من كذب علي متعمدا ليُضل به الناس فليتبوأ مقعده من...
- 167 من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
- 168 لولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا
- 169 من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار
- 170 من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار
- 171 مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به
- 172 كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع
- 173 من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين
- 174 فهو أحد الكاذبين
- 175 احذروا دجالون كذابون يأتونكم بأحاديث لم تسمعوها
- 176 من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب
- 177 الدُّنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه
- 178 من تعلم علما يبتغي به عرض الدنيا لم يجد عرف...
- 179 لا تعلّموا العلم لتُباهوا به العلماء
- 180 فغطى أصحاب رسول الله ﷺ وجوههم لهم خنين
- 181 لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم
- 182 مَنْ أَبِي؟ فقال: أبوك حذافة
- 183 سلوني عما شئتم
- 184 ادعوني ما تركتكم إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم
- 185 عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعًا وهات
- 186 من سأل عن أمر لم يحرم فحرم من أجل مسألته
- 187 من وجد مع امرأته رجلاً فليقتله
- 188 من خلق الله؟
- 189 إضاعة المال وكثرة السؤال وقيل وقال
- 190 نهي الصحابة عن التكلف في الدين
- 191 ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت...
- 192 إن أكثر منافقي أمتي قراؤها
- 193 أكثر المنافقين في الأمة من قرائها
- 194 إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا
- 195 تستر بينك وبينها بثوب ثم تصلّي بحذائك
- 196 ما تركنا عهد نبيّنا ولا قطعنا أرحامنا
- 197 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكُمْ لَأَهْدَى مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ
- 198 لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء
- 199 من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر
- 200 هلك المتنطعون
- 201 يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه
- 202 اللَّهُمَّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع
- 203 عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل وعن ماله...
- 204 يؤتى بالرجل الذي كان يطاع في معصية الله فيقذف في...
- 205 من يأمر الناس بالبر وينسى نفسه
- 206 مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه
- 207 من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من السنة
معلومات عن حديث: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه
📜 حديث: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








