حديث: الشؤم في الفرس والمرأة والمسكن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إنْ كانت الطيرة (الشؤم) ففي ثلاث

عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله ﷺ قال: «إن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن». يعني الشؤم.

متفق عليه: رواه مالك في الاستئذان (٢٢) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.

عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله ﷺ قال: «إن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن». يعني الشؤم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ فَفِي الفَرَسِ وَالمَرْأَةِ وَالمَسْكَنِ». يَعْنِي الشُّؤْمَ.

شرح المفردات:


● الشؤم: ضد اليُمْن، وهو الاعتقاد بأن شيئًا ما يجلب الحظ السيء أو النحس.
● الفرس: يشمل الخيل بشكل عام.
● المرأة: الزوجة أو الأنثى.
● المسكن: البيت أو المكان الذي يسكنه الإنسان.

شرح الحديث:


هذا الحديث جزء من حديث أطول رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، والغرض منه بيان حقيقة الاعتقاد في الشؤم الذي كان منتشرًا في الجاهلية.
بيان المعنى:
- قوله ﷺ: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ» أي: إذا كان الاعتقاد في الشؤم صحيحًا (وهو ليس بصحيح في الواقع)، فليس الشؤم في الطيور أو الأيام أو غيرها كما كان يعتقده الجاهليون، بل الضرر الحقيقي الذي قد يصيب الإنسان يكون من ثلاثة أشياء:
1- الفرس: إذا لم يُنفق في سبيل الله، فقد يكون سببًا في التفاخر والعداوة، أو يُشغل عن الطاعات.
2- المرأة: إذا كانت سيئة الخلق، غير مطيعة لله، فقد تكون سببًا في إغضاب زوجها وإفساد بيته.
3- المسكن: إذا كان ضيقًا أو سببًا للتبذير أو الإسراف، أو شُغِلَ به عن ذكر الله.
ولكن النبي ﷺ نفى الشؤم أصلًا في أحاديث أخرى، مثل قوله: «لاَ طِيَرَةَ، وَأَحَبُّ الْفَأْلَ» (رواه البخاري). فالمقصود هنا ليس إثبات الشؤم، بل رد الاعتقاد الخاطئ للجاهلية وتصحيحه، بأن الضرر الحقيقي ليس في الأشياء الجامدة، بل في سوء استخدام هذه النعم.

الدروس المستفادة:


1- تحريم الاعتقاد في الشؤم: فالتشاؤم بالطيور أو الأيام أو الألوان etc. شرك أصغر لأنه اعتماد على غير الله.
2- أن الضرر الحقيقي comes from سوء التصرف: فالنعم قد تتحول إلى نقم إذا أسئ استخدامها.
3- الحث على الاستقامة: فالإيمان بالله وحده هو الذي يدفع الضرر، كما قال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} (التوبة:51).
4- الفرق بين الشؤم والتفاؤل: النبي ﷺ أحب الفأل الحسن، وهو التفاؤل بالخير.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُفهَم في سياقها، فقد روى البخاري أن رجلًا قال للنبي ﷺ: "إن في بيتنا عُقْرَبًا تُلدغنا"، فقال له: «أما لو قتلتُموهَا أول مَا رأيتُموها لم تَكُنْ شيئًا، ولكن قولوا: اللهم اكفناها». فبيَّن أن الضرر ليس في الشيء نفسه بل في تقصير الإنسان.
- العلماء كابن حجر وابن القيم أوضحوا أن الحديث ليس إثباتًا للشؤم، بل تهكم على معتقد الجاهلية وتصحيح للمفاهيم.
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الاستئذان (٢٢) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره. ورواه البخاري في النكاح (٥٠٩٥)، ومسلم في السلام (٢٢٢٦) كلاهما من طريق مالك به.
وفيه نفي أيضا للطيرة في الأشياء الثلاثة المذكورة، ومعنى الحديث لا طيرة في هذه الثلاثة أيضا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 942 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الشؤم في الفرس والمرأة والمسكن

  • 📜 حديث: الشؤم في الفرس والمرأة والمسكن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الشؤم في الفرس والمرأة والمسكن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الشؤم في الفرس والمرأة والمسكن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الشؤم في الفرس والمرأة والمسكن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب