حديث: هذا الصلب في الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الاختصار في الصّلاة

عن زياد بن صُبيح الحنفي قال: صلَّيتُ إلى جنب ابن عمر، فوضعتُ يدي على خاصرتي، فلمّا صلَّى قال: هذا الصلبُ في الصّلاة، وكان رسول الله ﷺ ينهى عنه.

حسن: رواه أبو داود (٩٠٣)، والنسائي (٨٩٢) كلاهما من طريق سعيد بن زياد، عن زياد بن صُبيح فذكر مثله.

عن زياد بن صُبيح الحنفي قال: صلَّيتُ إلى جنب ابن عمر، فوضعتُ يدي على خاصرتي، فلمّا صلَّى قال: هذا الصلبُ في الصّلاة، وكان رسول الله ﷺ ينهى عنه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن زياد بن صُبيح الحنفي قال: "صلَّيتُ إلى جنب ابن عمر، فوضعتُ يدي على خاصرتي، فلمّا صلَّى قال: هذا الصلبُ في الصّلاة، وكان رسول الله ﷺ ينهى عنه."

1. شرح المفردات:


● زياد بن صبيح الحنفي: راوي الحديث، وهو تابعي ثقة.
● إلى جنب ابن عمر: بجوار الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
● خاصرتي: الخاصرَة هي الجانب أو وسط البطن، والوضع عليها يعني وضع اليد على الخاصرة بإصبعه أو بكفه.
● هذا الصلب: الصَّلْب هنا بمعنى وضع اليد على الخصر، وهو هيئة مكروهة في الصلاة تشبه هيئة المتكبرين أو المتعَبين.
● ينهى عنه: النهي هنا للكراهة التنزيهية وليس للتحريم على الراجح من أقوال العلماء.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الراوي زياد بن صبيح أنه صلى بجوار الصحابي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، فقام أثناء صلاته بوضع يده على خاصرته (جنبه أو وسطه). فلما انتهت الصلاة، نبهه ابن عمر إلى أن هذه الهيئة –وهي وضع اليد على الخصر– مكروهة في الصلاة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنها.

3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


● كراهة وضع اليد على الخصر في الصلاة: هذا هو الحكم الرئيسي من الحديث، حيث أن هذه الهيئة تنافي الخشوع والتواضع الذي ينبغي للمصلي أن يكون عليه. وقد ذكر العلماء أن النهي هنا للكراهة وليس للتحريم، لأن الأصل في النهي يقتضي التحريم إلا إذا وجد ما يصرفه إلى الكراهة، وقد صرفه بعض العلماء لعدم وجود عقوبة أو إعادة للصلاة بفعله.
● حرص الصحابة على تعليم السنة: ينبغي لنا أن نقتدي بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرصهم على تعليم الناس السنة وتحذيرهم من المخالفات، بلطف وأدب كما فعل ابن عمر رضي الله عنه حيث انتظر حتى انتهت الصلاة ثم نبه الراوي برفق.
● التشبه بأهل الكبر والاستكبار: ذكر بعض العلماء أن وضع اليد على الخصر في الصلاة يشبه هيئة المتكبرين أو المعتدين بأنفسهم، وكذلك يشبه هيئة المتعبين الذين يستريحون بوضع أيديهم على خصورهم، وكلاهما لا يليق بحال المصلي الذي يناجي ربه.
● أهمية هيئة المصلي وخشوعه: ينبغي للمسلم أن يحرص على هيئته في الصلاة، وأن يتجنب كل ما يشغله عن الخشوع أو ينافي الأدب مع الله تعالى.
● فقه ابن عمر ودقته في رواية السنة: حيث استدل على النهي بقوله "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه" مما يدل على حفظه للسنة وحرصه على تطبيقها ونشرها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وصححه الألباني.
- بعض العلماء يرى أن النهي للتحريم، ولكن الراجح –كما ذكر النووي وغيره– أنه للكراهة، وأن الصلاة صحيحة مع الكراهة.
- من الأدلة الأخرى على كراهة هذه الهيئة ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى أن يصلي الرجل مختصرًا" (متفق عليه)، والمختصر هو الذي يضع يده على خصره.
نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن الاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٩٠٣)، والنسائي (٨٩٢) كلاهما من طريق سعيد بن زياد، عن زياد بن صُبيح فذكر مثله. واللّفظ لأبي داود.
وفي رواية النسائيّ: قال: صليت إلى جنب ابن عمر، فوضعتُ يدي على خصريّ، فقال لي هكذا: ضربة بيده. فلمّا صليتُ قلت لرجل: من هذا؟ قال: عبد الله بن عمر، قلت: يا أبا عبد الرحمن! ما رَابَك مني؟ قال: إن هذا الصلب، وإن رسول الله ﷺ نهانا عنه.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٤٨٤٩) نحوه.
وإسناده حسن لأن سعيد بن زياد الشيباني مختلف فيه.
وثَّقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال النسائيّ: ليس به بأس.
اختلف في معنى التخصر. والصحيح الذي عليه المحدثون أن يصلِّي الرّجل واضعًا يده على الخاصرة. واختلف في حكمة النهي فالصَّحيح أنَّ فيه تشبهًا بالصّليب كما قال عبد الله بن عمر.
وكانت عائشة تكره أن يجعل يده في خاصرته، وتقول: إن اليهود تفعله. أخرجه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٠٨) موقوفًا عليها.
قال الخطّابي: إن ذلك من فعل اليهود. وقد رُوِيَ في بعض الأخبار: أن إبليس أُهبط إلى الأرض كذلك وشكل من أشكال أهل المصائب، ويضعون أيديهم على الخواصر إذا قاموا في المآتم، وقيل هو أن يُمِسك بيده مِخصرةً، أي عصا يتوكأ عليها.
قال الحافظ ابن حجر: «اختلف في حكمة النهي عن ذلك فذكر منها ما ذكرت، وزاد عليها حِكمًا أخرى» «الفتح» (٣/ ٨٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 827 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا الصلب في الصلاة

  • 📜 حديث: هذا الصلب في الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذا الصلب في الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذا الصلب في الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذا الصلب في الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب