حديث: دخل رسول الله فرأى في يدي فتخات من ورق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: في الحلي زكاة ٌ

عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد أنه قال: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَرَأَي فِي يَدَيَّ فَتَخَاتٍ مِنْ وَرِقٍ فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟». فَقُلْتُ: صَنَعْتُهُنَّ أَتَزَيَّنُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: «أَتُؤَدِّينَ زَكَاتَهُنَّ؟». قُلْتُ: لا أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: «هُوَ حَسْبُكِ مِن النَّارِ».

حسن: رواه أبو داود (١٥٦٥) عن محمد بن إدريس الرّازيّ، حدثنا عمرو بن الرّبيع بن طارق،
حدّثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمّد بن عمرو بن عطاء أخبره، عن عبد الله ابن شدّاد بن الهاد، فذكره.

عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد أنه قال: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَرَأَي فِي يَدَيَّ فَتَخَاتٍ مِنْ وَرِقٍ فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟». فَقُلْتُ: صَنَعْتُهُنَّ أَتَزَيَّنُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: «أَتُؤَدِّينَ زَكَاتَهُنَّ؟». قُلْتُ: لا أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: «هُوَ حَسْبُكِ مِن النَّارِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن عبد الله بن شداد بن الهاد أنه قال: دخلنا على عائشة زوج النبي ﷺ فقالت: دخل علي رسول الله ﷺ فرأى في يدي فتخات من ورق فقال: «ما هذا يا عائشة؟». فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله! قال: «أتؤدين زكاةهن؟». قلت: لا أو ما شاء الله. قال: «هو حسبك من النار».
شرح المفردات:
● فَتَخَاتٍ: جمع فَتْخَة، وهي الخاتم أو الخواتم المصنوعة من الفضة.
● مِنْ وَرِقٍ: الورق هنا يعني الفضة.
● أَتَزَيَّنُ لَكَ: أتجمّل لك وأتزين من أجلك.
● أَتُؤَدِّينَ زَكَاتَهُنَّ: هل تخرجين زكاة هذه الحلي؟
● حَسْبُكِ: ما يكفيك ويحميك.
شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن شداد أنه دخل على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فحدثتهم بهذه الواقعة التي تعكس جانبًا من حياتها مع النبي ﷺ.
فقد دخل عليها رسول الله ﷺ ذات يوم فرأى في يديها خواتم من فضة، فسألها عنها استفسارًا وحبًا ﷺ: «ما هذا يا عائشة؟». فأجابته بحبها له ورغبتها في إظهار الزينة له خاصة: «صنعتهن أتزين لك يا رسول الله!».
فوجهها النبي ﷺ إلى حكم شرعي مهم يتعلق بهذه النعمة، وهو حق الله تعالى فيها، فقال: «أتؤدين زكاةهن؟» أي هل تخرجين الزكاة الواجبة في هذا الحلي إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول؟
فأجابت أم المؤمنين بصدق وورع: «لا أو ما شاء الله» أي لا أخرج زكاتها، أو أنكرت ذلك بقولها "ما شاء الله" على سبيل التواضع وعدم الجزم.
فأخبرها النبي ﷺ بالعاقبة المترتبة على ذلك: «هو حسبك من النار» أي أن إخراج زكاة هذا الحلي يكون سببًا في وقايتها من عذاب النار، ويكفيها ذلك من دخولها أو من عذابها.
الدروس المستفادة والعبر:
1- جواز اتخاذ الحلي من الفضة للنساء: الحديث دليل على إباحة التزين بالفضة للنساء، وهو إجماع بين العلماء.
2- وجوب زكاة الحلي: ذهب جمهور العلماء (الشافعية والحنابلة وبعض المالكية) إلى وجوب زكاة حلي النساء إذا بلغت النصاب (595 جرامًا من الفضة تقريبًا) وحال عليها الحول، واستُخدِمَت للزينة أو للادخار. وهذا الحديث من أقوى أدلتهم.
3- مشروعية التزين للزوج: حث المرأة على التجمّل لزوجها، فهو من حقوقه عليها، ويقوي أواصر المحبة بينهما.
4- رفق النبي ﷺ في التعليم: لم ينهرها أو يوبخها، بل نبهها بسؤال لين، مما يجعل القلب مقبلًا على接受 التعلم والامتثال.
5- خطر منع الحقوق المالية: بيان أن عدم إخراج الزكاة من الذنوب التي قد تعرّض صاحبها للعذاب، وأن إخراجها سبب للنجاة.
6- صدق الصحابة وورعهم: في ردّ عائشة رضي الله عنها نرى الصدق والحرص على قول الحق دون تزييف أو ادعاء لما ليس فيها.
معلومات إضافية مفيدة:
- الخلاف في زكاة الحلي: بينما ذهب الجمهور إلى الوجوب، ذهب أبو حنيفة ومالك في المشهور عنهما إلى عدم وجوب زكاة الحلي المباح المعد للزينة (لا للادخار أو التجارة). ولكن القول بالوجوب أحوط وأبرأ للذمة.
- نصاب زكاة الفضة: 595 جرامًا (خمسة أواقٍ، والأوقية 40 درهمًا والدرهم 2.975 جرام).
- مقدار الزكاة: ربع العشر (2.5%).
- الحكمة من زكاة الحلي: تطهير النفس من البخل، والشكر على نعمة الزينة، وإغناء الفقراء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٥٦٥) عن محمد بن إدريس الرّازيّ، حدثنا عمرو بن الرّبيع بن طارق،
حدّثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن محمّد بن عمرو بن عطاء أخبره، عن عبد الله ابن شدّاد بن الهاد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في يحيى بن أيوب الغافقي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٨٩ - ٣٩٠) من هذا الوجه وقال: «صحيح على شرط الشّيخين».
والصواب أنه على شرط مسلم، فإن يحيى بن أيوب أخرج له مسلم فقط.
ورواه الدّارقطنيّ (١٩٥١) من وجه آخر عن عمرو بن الربيع بن طارق بإسناده وقال: محمد بن عطاء مجهول. هكذا قال: محمد بن عطاء منسوبًا إلى جده، ولم يدر أنه محمد بن عمرو بن عطاء أحد الثقات. قال البيهقي في المعرفة: «وهو محمد بن عمرو بن عطاء، لكنه لما نسب إلى جدّه ظنّ الدّارقطنيّ أنه مجهول، وليس كذلك».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 75 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دخل رسول الله فرأى في يدي فتخات من ورق

  • 📜 حديث: دخل رسول الله فرأى في يدي فتخات من ورق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دخل رسول الله فرأى في يدي فتخات من ورق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دخل رسول الله فرأى في يدي فتخات من ورق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دخل رسول الله فرأى في يدي فتخات من ورق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب