حديث: العشر فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب زكاة الحرث والزّرع

عن ابن عمر، عن النبيّ ﷺ أنه قال: «فِيمَا سَقَت السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرُ وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ».

صحيح: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٨٣) عن سعيد بن أبي مريم، حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن الزهريّ، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه رضي الله عنه، فذكر الحديث.

عن ابن عمر، عن النبيّ ﷺ أنه قال: «فِيمَا سَقَت السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرُ وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ.
هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، وهو أحد الأحاديث الأساسية في باب الزكاة، وتحديداً في زكاة الزروع والثمار. دعوني أشرحه لكم جزءاً جزءاً وفق الخطة التي طلبتها.

أولاً. شرح المفردات:


● سَقَتِ السَّمَاءُ: أي أن المطر هو الذي قام بسقي الزرع، دون جهد بشري في الري.
● الْعُيُونُ:指 المياه الجارية من الينابيع والعيون الطبيعية التي تسقي الأرض دون需要 إلى آلة لاستخراجها.
● عَثَرِيًّا: هي الأرض التي تكتفي بمائها، أي التي لا تحتاج إلى سقي إضافي لأن ماءها قريب من السطح، فتكتفي به.
● الْعُشْرُ: هو جزء من عشرة، أي 10% من المحصول.
● سُقِيَ بِالنَّضْحِ: النضح هو السقي بآلة (كالدلو أو السانية أو غيرها)، أي أن الزرع سقي بجهد بشري وكلفة.
● نِصْفُ الْعُشْرِ: هو نصف العشر، أي 5% من المحصول.

ثانياً. شرح الحديث:


يبيّن لنا النبي ﷺ في هذا الحديث التفصيل الشرعي لمقدار زكاة الزروع والثمار، حيث يقسمها إلى قسمين:
1- ما سَقَتْهُ السَّمَاءُ أَوِ الْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا: أي المحاصيل التي لم يُبذل في سقيها جهد بشري كبير أو تكلفة مالية. فمقدار الزكاة الواجب فيها هو العشر، أي 10% من المحصول بعد خصم النفقات الضرورية (كالبذور وغيرها عند بعض العلماء).
2- ما سُقِيَ بِالنَّضْحِ: أي المحاصيل التي تطلبت سقياً بالآلات واستهلاكاً للنفقات (كأجرة العمال، وثمن الوقود، وصيانة المعدات). فمقدار الزكاة الواجب فيها هو نصف العشر، أي 5% من المحصول.
والحكمة من هذا التفريق واضحة، وهي مراعاة المشقة والتكلفة التي يتحملها صاحب الأرض في الحالة الثانية، فتخفف الزكاة عليه تخفيفاً ورحمة من الله تعالى.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- العدل والرحمة في التشريع الإسلامي: يظهر هذا الحديث كيف أن الشريعة الإسلامية تراعي ظروف الناس وتكاليفهم، فلا تفرض عليهم من الواجبات ما يشق عليهم، بل تتناسب التكاليف مع الجهد المبذول.
2- تشجيع الاستثمار والزراعة: بتخفيف الزكاة على من يبذل جهداً أكبر في الزراعة، يشجع الإسلام على الاستثمار في مجال الزراعة وتحسين الإنتاج.
3- أن الإسلام دين واقعي: لا ignores التكاليف والمشقات الواقعية التي يعيشها الناس، بل يشرع بما يتناسب معها.
4- التفصيل في العبادات المالية: يدل على دقة التشريع الإسلامي في أبواب المعاملات والعبادات المالية، مما يضمن العدل بين جميع الأطراف.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● النصاب: تجب زكاة الزروع والثمار إذا بلغت 5 أوسق، والوسق 60 صاعاً، والصاع approximately 2.04 كيلوغرامات تقريباً. أي أن النصاب يساوي حوالي 612 كيلوغراماً.
● وقت الوجوب: تجب الزكاة عند الحصاد، قال تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141].
● الأصناف التي تجب فيها الزكاة: هي الأقوات المدخرة التي يقتاتها الناس غالباً، كالقمح، والشعير، والتمر، والزبيب، والأرز، والذرة等.
● الخلاف: اختلف العلماء في المعيار المعتمد لتخفيف الزكاة، هل هو المعيار الوارد في الحديث (جهد السقي) أم المعيار الحديث (التكلفة المالية)؟ والراجح -والله أعلم- هو اعتبار التكلفة سواء كانت جهداً في السقي أو غيرها من النفقات، لأن العلة هي وجود المشقة والتكلفة.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا فهماً لسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٨٣) عن سعيد بن أبي مريم، حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن الزهريّ، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه رضي الله عنه، فذكر الحديث.
وفي بعض طرقه من حديث ابن وهب نفسه: «فِيمَا سَقَت السَّمَاءُ وَالأَنْهَارُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ بَعْلا الْعُشْرُ وَفِيمَا سُقِيَ بالسَّوَانِي أَو النَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ». رواه أبو داود (١٥٩٦) وغيره.
قوله: «أو كان عثريا» العثري من الزرع، هو الذي يشرب بعروقه من غير سقي، واشتقاقه من العاثور، وهي الساقية التي يجري فيها الماء؛ لأنّ الماشي يعثر فيها.
ومنه الذي يشرب من الأنهار بغير مؤنة، أو يشرب بعروقه كأن يغرس في أرض يكون الماء قريبًا من وجهها فيصل إليه عروق الشجر فيستغني عن السفي. انظر: «الفتح» (٣/ ٣٤٩).
وقوله: «بعلًا» تنقل أبو داود عن وكيع: «البَعْل الكبوس الذي ينبت من ماء السماء».
ونُقل عن أبي إياس الأسديّ قال: «الذي يسقي بماء السماء». ونقل عن النّضر بن شميل: «البعل ماء المطر». انتهى.
والخلاصة هو ما شرب بعروقه، ولم يُتعَنَّ في سقيه.
والنّضح: هو السّقي بالرّشاء.
ويفهم مما تقدم بيانه أنّ النبيّ ﷺ جعل الصدقة ما خفّت مؤنته وكثرتْ منفعته على التضعيف توسعة على الفقراء، وجعل ما كثرتْ مؤنته على التنصيف رفقًا بأرباب الأموال.
والسّواني: جمع السّانية، وهي البعير الذي يسنّي عليه أي يستقي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العشر فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا

  • 📜 حديث: العشر فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العشر فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العشر فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العشر فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب