امرأة أتت النبي ومعها ابنتها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب

حديث: امرأة أتت النبي ومعها ابنتها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا وَفِي يَدِ ابْنَتِهَا مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهَا: «أَتُعْطِينَ زَكَاةَ هَذَا؟». قَالَتْ: لا. قَالَ: «أَيَسُرُّكِ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللَّهُ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟ !». قَالَ: فَخَلَعَتْهُمَا فَأَلْقَتْهُمَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَقَالَتْ: هُمَا لِلَّهِ عز وجل وَلِرَسُولِهِ.

حسن: رواه أبو داود (١٥٦٣)، والنسائي (٢٤٨١) كلاهما من طريق خالد بن الحارث، عن حسين، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم فيه موعظة بليغة من النبي صلى الله عليه وسلم في شأن زكاة الحلي، وسأشرحه لك على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وقال: "هذا حديث حسن"، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

ثانياً. شرح المفردات:

● مَسَكَتَانِ: جمع مَسَكَة، وهي السوار الذي يتخذ حلياً للنساء، ويوضع في المعصم.
● غَلِيظَتَانِ: أي ثقيلتان وضخيمتان، مما يدل على كبر حجمهما وعلو قيمتهما.
● أَتُعْطِينَ زَكَاةَ هَذَا؟: أي هل تؤدين زكاة هذا الذهب الذي في يد ابنتك؟
● يُسَوِّرَكِ: من التسوير، أي يجعلهما سوارين في معصميك.
● سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ: أي حلقتين من نار تتألمين بهما يوم القيامة.

ثالثاً. شرح الحديث:

تأتي امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنتها، وعلى يد الابنة سواران ضخمان من الذهب، فيسألها النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً توجيهياً: هل تؤدين زكاة هذا الذهب؟ فتجيب بالنفي.
فينبهها النبي صلى الله عليه وسلم إلى عاقبة هذا التركيب، ويخيفها بعذاب الله يوم القيامة، حيث أن من لم يزك ماله عوقب به يوم القيامة، فيجعل الله تعالى ذلك الذهب الذي منعَت زكاته سوارين من نار في معصمها، تتألم بهما.
فما كان من المرأة إلا أن استجابت لوعظ النبي صلى الله عليه وسلم، ونزعت السوارين فوراً وأعطتهما للرسول صلى الله عليه وسلم قائلة: هما لله ورسوله، أي تتصدق بهما في سبيل الله.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- وجوب زكاة الحلي المعد للاستعمال: هذا الحديث من أدلة وجوب زكاة الحلي من الذهب والفضة إذا بلغت النصاب، وهو مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة.
2- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التربية والتعليم: حيث استعمل أسلوب السؤال والترهيب ليدفعها إلى فعل الواجب، ولم يواجهها بالتوبيخ المباشر.
3- قوة تأثير التذكير بالآخرة: فإن تذكير المرأة بعذاب يوم القيامة كان سبباً في استجابتها الفورية وتوبتها.
4- سرعة استجابة الصحابة: يظهر من فعل المرأة سرعة انقياد الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وطاعتهم له.
5- جواز اتخاذ الذهب حلياً للنساء: مما يفهم من الحديث إباحة اتخاذ الذهب حلية للنساء، وهو إجماع العلماء.

خامساً:

معلومات إضافية:
● حكم زكاة الحلي: اختلف العلماء في حكم زكاة الحلي على قولين:
● الوجوب: وهو قول الجمهور، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
● عدم الوجوب: وهو قول أبي حنيفة وابن عمر وابن عباس وغيرهم، ويرون أن الحلي المعد للاستعمال لا زكاة فيه.
● النصاب: نصاب الذهب هو خمسة وثمانون جراماً (85 جم) فما فوق.
● مقدار الزكاة: ربع العشر (2.5%).
نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٥٦٣)، والنسائي (٢٤٨١) كلاهما من طريق خالد بن الحارث، عن حسين، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عمرو بن شعيب، وهو حسن الحديث.
وحسّنه أيضًا النّووي في «المجموع» (٦/ ٣٣). ورواه أحمد (٦٦٦٧) من طريق حجاج، عن عمرو بن شعيب بإسناده نحوه، والحجاج هو: ابن أرطاة مدلس.
ورواه أيضا الترمذيّ (٦٣٧) عن قتيبة، حدّثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فذكر مثله، فإسناده ضعيف.
قال الترمذيّ: «هذا حديث قد رواه المثني بن الصبّاح، عن عمرو بن شعيب نحو هذا. والمثني ابن الصبّاح وابن لهيعة يضعّفان في الحديث. ولا يصح في هذا الباب عن النبيّ ﷺ شيء».
كذا قال، والمثنى بن الصباح وابن لهيعة توبعا في الإسناد السابق.
ولكن رواه النسائي (٢٤٨٢) عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن سليمان قال: سمعتُ حسينًا، قال: حدثني عمرو بن شعيب قال: جاءت امرأة ومعها بنت لها إلى رسول الله ﷺ وفي يد ابنتها مسكتان فذكر الحديث نحوه.
وقال: مرسل. إلا أنه رجّح الموصول فقال: «خالد أثبت من المعتمر».
ولكن نقل الزيلعي في «نصب الراية» (٢/ ٣٧٠)، والمزي في «تحفة الأشراف» أن النسائي قال: «وحديث معتمر أولى بالصواب» يعني المرسل. والظاهر أن هذا هو الصحيح على منهج النسائي.
قال الأعظمي: إنْ صحَّ قولُ النسائي هذا، فلعل عمرو بن شعيب كان يروي عن وجهين: موصولًا ومرسلًا. والله تعالى أعلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 74 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: امرأة أتت النبي ومعها ابنتها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب

📜 حديث: امرأة أتت النبي ومعها ابنتها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: امرأة أتت النبي ومعها ابنتها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: امرأة أتت النبي ومعها ابنتها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: امرأة أتت النبي ومعها ابنتها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية