حديث: إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قبول النبيّ ﷺ الهدية، وردّ الصّدقة

عن أبي هريرة، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أُتِىَ بطِعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ فَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ قَال لأَصْحَابِهِ: «كُلُوا». وَلَمْ يَأْكُلْ وَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ ضَرَبَ بِيَدِهِ ﷺ فَأَكَلَ مَعَهُمْ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الهبة (٢٥٧٦) عن إبراهيم بن المنذر، حدّثنا معن، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أُتِىَ بطِعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ فَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ قَال لأَصْحَابِهِ: «كُلُوا». وَلَمْ يَأْكُلْ وَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ ضَرَبَ بِيَدِهِ ﷺ فَأَكَلَ مَعَهُمْ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نعلم. هذا حديث عظيم من أحاديث آداب الطعام، وفيه جانب من أخلاق النبي ﷺ العالية وتواضعه الجم، وبيانٌ لأحكام فقهية مهمة.
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أُتِىَ بطِعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ قَال لأَصْحَابِهِ: «كُلُوا». وَلَمْ يَأْكُلْ، وَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ ضَرَبَ بِيَدِهِ ﷺ فَأَكَلَ مَعَهُمْ.
[رواه البخاري ومسلم]


1. شرح المفردات:


● أُتِيَ بِطَعَامٍ: قُدِّم إليه طعام.
● سَأَلَ عَنْهُ: استفسر عن حقيقته وحكمه.
● هَدِيَّةٌ: ما يُعطى بقصد التكريم والمودة، لا على سبيل الإحسان والمواساة.
● صَدَقَةٌ: ما يُعطى للفقراء والمساكين على وجه التبرع والإحسان، وتسمى أيضاً "زكاة" أو "صدقة تطوع".
● ضَرَبَ بِيَدِهِ: أسرع بوضع يده في الطعام ليأكل، وهي كناية عن المسارعة إلى الأكل والمبادرة إليه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


كان من هدي النبي ﷺ إذا قُدِّم له طعام أن يسأل أولاً عن نوعه: هل هو هدية مُقدَّمة إليه تكريماً له ومودةً له، أم هو صدقة موجهة للفقراء والمحتاجين؟ فإذا أخبروه أنه صدقة، كان لا يأكل منها، ويأذن لأصحابه (وهم ليسوا من أهل الصدقة) بالأكل منها. أما إذا أخبروه أنها هدية، فإنه يبادر ﷺ بالأكل منها معهم، فرحاً بها ومقبلاً لها.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- التثبت وسؤال أهل العلم عن أحوال الأشياء: كان النبي ﷺ يسأل عن حقيقة الطعام ليعرف الحكم الشرعي المناسب له، وهذا تعليم لأمته أن يتثبتوا ولا يحكموا على الأشياء قبل معرفة حقيقتها.
2- تحريم أكل الصدقة على النبي ﷺ وآل بيته: هذا هو الأصل الذي استنبطه العلماء من فعل النبي ﷺ. فالصدقة (الزكاة المفروضة أو التطوع) محرمة على النبي ﷺ وعلى أقاربه من بني هاشم وبني المطلب، وذلك لأن الصدقة أوساخ الناس، ولا تصلح لكريم القوم وسيدهم. قال ﷺ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ» [رواه مسلم].
3- جواز أكل غير المحرومين من الصدقة: عندما قال لأصحابه: «كُلُوا»، دل على أن الصدقة حلال لغير النبي وآله، وهم من سائر الناس من المستحقين وغيرهم إذا كانت صدقة تطوع.
4- استحباب قبول الهدية والمسارعة إليها: حرص النبي ﷺ على الأكل من الهدية ومسابقته لأصحابه فيه، يدل على:
* استحباب قبول الهدية وشكر المهدي.
* أن قبول الهدية مما يزيد المودة ويذهب الوحشة.
* التواضع وعدم التكبر، حيث يأكل مع أصحابه مما أُهدي إليه.
5- التواضع ولين الجانب: في هذا الموقف يتجلى تواضع النبي ﷺ، حيث كان يجلس مع أصحابه ويأكل معهم، ويسأل ويستفسر، ولا يتكبر عن أكل ما يقدم له إذا كان حلالاً طيباً.
6- التعليم العملي: لم يكتفِ النبي ﷺ بالقول، بل بيَّن الحكم بفعله، فامتنع عن الصدقة وأكل من الهدية، ليكون قدوة عملية لأمته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحكم (تحريم الصدقة على آل البيت) خاص بالصدقة المفروضة (الزكاة) والتطوعية. أما الهبات والوصايا والعطايا من بيت المال فلا تدخل في هذا التحريم.
* الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على التفريق بين الهبة والصدقة من حيث الأحكام.
* من الآداب المستفادة: أن على المضيف أن يبين للحاضرين طبيعة الطعام إذا كان هناك حكم خاص متعلق به، كأن يقول: هذه هدية، أو هذه ذبيحة أهل الكتاب، ونحو ذلك.
أسأل الله أن يرزقنا الاتباع الكامل لسنة نبيه ﷺ في القول والعمل والخلق.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الهبة (٢٥٧٦) عن إبراهيم بن المنذر، حدّثنا معن، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه مسلم في الزكاة (١٠٧٧) من وجه آخر عن محمد بن زياد، مختصرًا.
قوله: «إذا أُتي بطعام» أي من غير أهله سأل عنه كما في رواية الإمام أحمد (٨٠١٤) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 357 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ

  • 📜 حديث: إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب