حديث: صدقة الفطر قبل نزول الزكاة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أن فرض زكاة الفطر كان قبل فرض الزّكاة
صحيح: رواه النسائي (٢٥٠٩)، وابن ماجه (١٨٢٨) كلاهما من حديث وكيع، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن القاسم بن مُخيمرة، عن أبي عمار، عن قيس بن سعد، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النفيس الذي رواه الإمام النسائي في سننه وغيره عن الصحابي الجليل قيس بن سعد رضي الله عنه:
نص الحديث:
عن قيس بن سعد، قال: "أمرنا رسولُ الله ﷺ بصدقةِ الفطر قبل أن تنزل الزّكاة، فلما نزلت الزّكاة لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله".
1. شرح المفردات:
● أمرنا: طلب منا وحثنا على الفعل.
● صدقة الفطر: هي الزكاة المفروضة على كل مسلم عند انتهاء شهر رمضان، وتُعرف أيضاً بزكاة الفطر.
● قبل أن تنزل الزكاة: أي قبل فرضية زكاة المال المعروفة، والتي نزلت تشريعها في المدينة المنورة.
● لم يأمرنا ولم ينهنا: لم يوجبها علينا بالإلزام ولم يمنعنا من فعلها.
● ونحن نفعله: واستمر الصحابة على أدائها بعد فرض زكاة المال.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن هذا الحديث أن رسول الله ﷺ شرع زكاة الفطر قبل أن تُفرض زكاة الأموال، وذلك في مكة أو في بداية الهجرة. فلما نزلت آيات فرض زكاة المال (كقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا})، لم ينسخ رسول الله ﷺ حكم زكاة الفطر، بل تركها على حالها دون أن يأمر بها أمر إلزام جديد أو ينهى عنها، فاستمر الصحابة رضي الله عنهم على أدائها كما تعودوا، فهم أعلم الناس بسنة نبيهم.
3. الدروس المستفادة منه:
● مشروعية زكاة الفطر: الحديث دليل على أن زكاة الفطر مشروعة مستقلة عن زكاة المال، وأنها لم تُنسخ بفرضية الزكاة العامة.
● حكمة التشريع المتدرج: يُستفاد منه أن التشريع الإسلامي نزل متدرجاً حسب الحاجة والظروف، فزكاة الفطر شرعت قبل زكاة المال.
● فقه الصحابة وعملهم: يدل على فهم الصحابة العميق للسنة، حيث استمروا على فعل ما تعلموه من النبي ﷺ حتى لو لم يُؤمروا به مرة أخرى، لأن الأصل بقاء الأمر ما لم يرد ناسخ.
● الاستمرار في العبادة ما لم يرد النهي: إذا شرع النبي ﷺ عبادة ثم سكت عنها، فإنها تبقى على مشروعيتها، والسكوت في حقه إقرار.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● زكاة الفطر vs زكاة المال: زكاة الفطر فريضة على الأشخاص (على كل مسلم)، بينما زكاة المال فريضة على الأموال.
● وقت زكاة الفطر: تخرج قبل صلاة عيد الفطر، كما في الحديث: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ... وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ" (رواه البخاري).
● حكمها: جمهور العلماء على وجوب زكاة الفطر، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
● الحكمة منها: تطهير للصائم من اللغو والرفث، وإغناء للفقراء عن السؤال يوم العيد.
الخلاصة:
هذا الحديث يؤكد مشروعية زكاة الفطر وأنها لم تنسخ بفرض زكاة المال، بل بقيت فريضة مستقلة، وفيه دليل على فقه الصحابة رضي الله عنهم وتمسكهم بالسنة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وصحّحه ابن خزيمة (٢٣٩٤) ومن هذا الوجه رواه الإمام أحمد (١٥٤٧٧) ولكنه اكتفى فيه بذكر صوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، ولم يذكر فيه صدقة الفطر.
وإسناده صحيح وأبو عمار اسمه عَريب بن حُميد الدُّهني روى له النسائي وابن ماجه، قال الحافظ في التقريب: «ثقة».
ورواه الإمام أحمد (٢٣٨٤٠) عن يزيد بن هارون، أنبأنا سفيان الثوريّ، عن سلمة بن كهيل، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي عمار، قال: سألت قيس بن سعد عن صدقة الفطر، فقال: «أمرنا رسول الله ﷺ قبل أن تنزل الزكاة، ثم نزلت الزكاة، فلم نُنه عنها، ولم نؤمر بها ونحن نفعله».
وسألته عن صوم عاشوراء، فقال: «أمرنا رسول الله ﷺ قبل أن ينزل رمضان، ثم نزل رمضان، فلم نؤمر به ولم ننه عنه، فنحن نفعله».
ورواه النسائي (٢٥٠٨) من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن القاسم بن مخيمرة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد بن عبادة قال: «كنا نصوم عاشوراء، ونودي زكاة الفطر، فلما نزل رمضان، ونزلت الزكاة لم نؤمر به، ولم ننه عنه، وكنا نفعله».
وقال: سلمة بن كهيل خالف الحكم في إسناده، والحكم أثبت من سلمة بن كهيل». انتهي.
قال الأعظمي: والإسنادان صحيحان، وعمرو بن شرحبيل هو الهمداني أبو ميسرة -كما قال النسائي- وهو ثقة من رجال الشيخين.
فقول الحافظ في: الفتح (٣/ ٣٦٨) بأنّ في إسناده راويًا مجهولًا فلعله ذهب إلى أن عمرو بن شرحبيل هو ابن سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاريّ، وهو «مقبول» عنده.
وقد ذهب بعضهم إلى القول بنسخ زكاة الفطر، ولا دليل لهم في ذلك، والذي عليه جمهور
أهل العلم أن زكاة الفطر واجبة، كما دلّت عليه الأحاديث السابقة.
ولذلك قال البيهقي (٤/ ١٥٩): «وهذا لا يدل على سقوط فرضها، لأن نزول فرض لا يوجب سقوط آخر. وقد أجمع أهل العلم على وجوب زكاة الفطر، وإن اختلفوا في تسميتها فرضًا، فلا يجوز تركها».
قال الأعظمي: وهو يشير بذلك إلى ما قال به الحنفية بأن صدقة الفطر واجبة، ليست بفريضة، والواجب عندهم أحطّ رتبة من الفريضة.
قال الحافظ ابن حجر بعد أن تكلّم على الإسناد بأن فيه راويا مجهولًا: «وعلى تقدير الصحة فلا دليل فيه على النسخ الاحتمال الاكتفاء بالأمر الأوّل».
ثم اختلف أهل العلم في شرط ملك النصاب فذهب الجمهور إلى أنه لا يشترط فيه النصاب، بل هي واجبة على الفقير والغني.
وذهب الحنفية إلا أنه لا تجب إلا على من يملك نصابًا، لأنّ من حلّت له الصدقة لا تجب عليه صدقة الفطر.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 372 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 330 من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار
- 331 إِنْ شِئْتُمَا أعطيتُكُما ولا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ ولا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ
- 332 لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي
- 333 تحريم الصدقة على الغني والقوي السليم
- 334 لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ
- 335 من سأل من غير فقر فكأنما يأكل الجمر
- 336 كيفتان أو ثلاث
- 337 عبد أسود مات وترك دينارين فقال النبي كيتان
- 338 عن رجل من أهل الصفة توفي وترك دينارا فقال رسول...
- 339 إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا
- 340 لا يأتي رجل مولاه يسأله من فضل عنده فيمنعه
- 341 تصدقوا عليه خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك
- 342 ثلاثة لا تحل لهم المسألة إلا في حالات محددة
- 343 جويرية بنت الحارث تطلب من النبي فكاك نفسها
- 344 لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة
- 345 يَتَسَاءَلُ الرَّجُلُ فِي الْجَائِحَةِ أَو الْفَتْقِ لِيُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ قَوْمِهِ
- 346 لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها
- 347 أجد التمرة ساقطة فأرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة
- 348 ارْمِ بِهَا أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ
- 349 رسول الله ﷺ يقول: آل محمد لا يأكلون الصدقة
- 350 دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
- 351 ألقها فإنها لا تحل لنا الصدقة
- 352 لا تحل لنا الصدقة
- 353 رسول الله ﷺ وجد تمرة فأكلها ثم خاف أن تكون...
- 354 أنا تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي
- 355 بعثني أبي إلى النبيّ ﷺ في إبلٍ أعطاها إيّاه من...
- 356 إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَنْبَغِي لآلِ مُحَمَّدٍ
- 357 إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ
- 358 لو دعت إلى كراع لأجبت
- 359 يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا
- 360 إِذَا أُتِيَ بِشَيْءٍ سَأَلَ: أَصَدَقَةٌ هِيَ أَمْ هَدِيَّةٌ؟
- 361 أشهد أنك رسول الله
- 362 بعث رسول الله ﷺ إلى أم عطية بشاة من الصدقة
- 363 خمس كلمات: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ
- 364 اشْتَريِهَا فَإِنَّمَا الْؤَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ
- 365 هو لها صدقة ولنا هدية
- 366 هل من طعام؟ فقالت: لا والله يا رسول الله
- 367 مولى القوم من أنفسهم ولا تحل لنا الصدقة
- 368 إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نُهِينَا عَن الصَّدَقَةِ
- 369 فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من تمر أو...
- 370 فَرَضَ النَّبِيُّ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى الذَّكَرِ وَالأُنْثَى
- 371 صَدَقَةُ الْفِطْرِ هِيَ الصَّدَقَةُ الْوَاجِبَةُ فِي الْعَبْدِ
- 372 صدقة الفطر قبل نزول الزكاة
- 373 إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام أو شعير أو تمر...
- 374 إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام عن كل صغير وكبير
- 375 لم تكن الصدقة على عهد رسول الله إلا التمر والزبيب...
- 376 صاع من بر أو قمح على كل اثنين صغير أو...
- 377 زكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة
- 378 يُعطون صدقة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين
- 379 زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَة لِلصَّائِم مِن اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ
معلومات عن حديث: صدقة الفطر قبل نزول الزكاة
📜 حديث: صدقة الفطر قبل نزول الزكاة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صدقة الفطر قبل نزول الزكاة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صدقة الفطر قبل نزول الزكاة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صدقة الفطر قبل نزول الزكاة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








