حديث: فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من تمر أو شعير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فرض صدقة الفطر على الحُرّ والعبد، والذّكر والأنثى، والصّغير والكبير

عن عبد الله بن عمر، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِن الْمُسْلِمِينَ.

متفق عليه: رواه مالك في الزكاة (٥٢) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره.

عن عبد الله بن عمر، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِن الْمُسْلِمِينَ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ."
أخرجه البخاري ومسلم.
شرح المفردات:
● فَرَضَ: أي أوجب وألزم بها، مما يدل على وجوبها.
● زَكَاةَ الْفِطْرِ: هي الصدقة التي تخرج عند انتهاء شهر رمضان، وسميت بذلك لأنها تزكي الصائم وتطهره مما قد يكون وقع فيه من لغو أو رفث، ولأنها تخرج عند الفطر من الصوم.
● صَاعًا: مكيال كان معروفاً في زمن النبي ﷺ، وقدره الفقهاء بحوالي (2.5 كيلوجرام) إلى (3 كيلوجرام) تقريباً من الطعام، وهو يعادل أربعة أمداد.
● مِنْ تَمْرٍ أَوْ شَعِيرٍ: التمر والشعير كانا من قوت أهل المدينة، وفي روايات أخرى ذكرت أصنافاً أخرى كالقمح والأقط (اللبن المجفف) والزبيب، مما يدل على جواز إخراجها من قوت البلد الأساسي.
● عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ: يشمل الأحرار والعبيد، مما يدل على شمول الوجوب للجميع.
● ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى: يشمل الرجال والنساء.
● مِنَ الْمُسْلِمِينَ: يشترط أن يكون الشخص مسلماً، فلا تجب على الكافر.
المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن هذا الحديث الشريف أن رسول الله ﷺ قد أوجب على كل مسلم، حراً كان أو عبداً، رجلاً أو امرأة، أن يخرج عند انتهاء شهر رمضان صدقة محددة بقدر صاع من الطعام السائد في بلده، كالتمر أو الشعير أو غيرهما من الأقوات. وهذه الفريضة طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين وإغناء لهم عن السؤال في يوم العيد.
الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- وجوب زكاة الفطر: الحديث دليل صريح على وجوب زكاة الفطر، وهي فرض على كل مسلم.
2- شروط وجوبها: تجب على المسلم الذي يملك قوته وقوت عياله ليوم العيد وليلته، فضلاً عن القدرة على إخراج الزكاة.
3- مقدارها: الصاع النبوي، وهو مقدّر عند جمهور العلماء بنحو (2.5 كيلوجرام) إلى (3 كيلوجرام) تقريباً.
4- نوعها: تخرج من قوت البلد الأساسي، كالأرز أو القمح أو التمر أو غيرها مما يأكله الناس، توسعةً على المسلمين وتيسيراً عليهم.
5- المستحقون لها: هم الفقراء والمساكين من المسلمين.
6- وقت إخراجها: يبدأ وقت وجوبها بغروب شمس آخر يوم من رمضان، ويستحب إخراجها قبل صلاة عيد الفطر، ولا يجوز تأخيرها عن يوم العيد إلا لعذر.
7- حكمتها: تطهير الصائم من اللغو والرفث، وإغناء الفقراء عن السؤال في يوم الفرح والسرور.
خاتمة:
زكاة الفطر شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، تجمع بين العبادة الخالصة لله والتكافل الاجتماعي بين المسلمين، فيفرح الغني والفقير في يوم العيد. وهي تذكرنا بواجبنا تجاه إخواننا المحتاجين، وتحقق معاني التضامن والأخوة في المجتمع الإسلامي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الزكاة (٥٢) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
ورواه البخاريّ في الزكاة (١٥٠٤)، ومسلم في الزكاة (٩٨٤) كلاهما من طريق مالك، به.
قوله: «من المسلمين» قال بعض أهل العلم قديما أن مالكا تفرد بهذه الزيادة دون أصحاب نافع.
قال الأعظمي: بل تابعه ثقتان أحدهما: عمر بن نافع، عن أبيه نافع، وحديثه عند البخاري في صحيحه (١٥٠٣).
والثاني: الضحاك بن عثمان، عن نافع، وحديثه عند مسلم (٩٨٤: ١٦).
أخذ بظاهر الحديث مالك، والشافعي، وأحمد فقالوا: إذا كان لرجل عبيدٌ غير مسلمين لم يؤدِ عنهم صدقة الفطر.
وقال الثوريّ وابن المبارك وإسحاق: يؤدي عنهم صدقة الفطر وإن كانوا غير مسلمين. ذكره الترمذي عقب رواية هذا الحديث (٦٧٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 369 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من تمر أو شعير

  • 📜 حديث: فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من تمر أو شعير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من تمر أو شعير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من تمر أو شعير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من تمر أو شعير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب