حديث: لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فيمن لا تحلّ له المسألة

عن رجل من بني هلال، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ».

حسن: رواه أحمد (١٦٥٩٤) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، قال: حدّثنا عكرمة، قال: حدّثنا أبو زُميل سماك، قال: حدّثني رجل من بني هلال، فذكره.

عن رجل من بني هلال، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي ذكر: عن رجل من بني هلال، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ».
رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وقال: حديث حسن. وصححه الألباني.


1. شرح المفردات:


* لا تَصْلُحُ: لا تحلُّ، أو لا يجوز أخذها.
* الصَّدَقَةُ: المقصود هنا صدقة التطوع التي يتبرع بها الناس، وليست الزكاة المفروضة. فالزكاة لها مصارفها المحددة في القرآن (إنما الصدقات للفقراء والمساكين...).
* لِغَنِيٍّ: للشخص الذي لديه من المال ما يكفيه ويغنيه عن سؤال الناس. وضد الفقر.
* ذِي مِرَّةٍ: صاحب القوة والبطش. والمِرَّة: القوة والشدّة في البدن.
* سَوِيٍّ: السليم القوي الذي يستطيع الكسب والعمل ببدنه وقوته.


2. المعنى الإجمالي للحديث:
يُبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن صدقة التطوع لا يحلُّ أخذها لطائفتين من الناس:
1- الغني: الذي يملك مالاً كافياً يسدُّ حاجته وحاجة من يعول، فلا حاجة له بمال الناس.
2- القوي السليم البدَن: الذي يتمتع بصحة جسدية تمكنه من العمل والكسب والتجارة، فيكسب قوته بعرق جبينه، ولا يحتاج إلى أن يعتمد على عطايا الآخرين.
فالحديث يضع ضابطاً أخلاقياً وشرعياً لمن يجب عليه أن يمتنع عن أخذ الصدقة التطوعية، حفاظاً على كرامته، وإعطاءها لمن هو أحق بها.


3. الدروس المستفادة منه:


* الحث على الكسب والعفة: يشجع الحديث على الاعتماد على النفس، والسعي في مناكب الأرض للرزق، وعدم الاتكال على الآخرين ما دام الإنسان قادراً على العمل. وهذا من كمال المروءة وعزة النفس.
* توجيه الصدقة إلى مستحقيها: المقصد العظيم من الصدقة هو سد حاجة المحتاج حقاً، وإغناء الفقير. فإذا أخذها من لا يستحقها، حرم المحتاج الحقيقي منها، وضاع أجر المتصدق.
* الحفاظ على كرامة الإنسان: أخذ الصدقة مع القدرة على الكسب يُعدُّ مهانة للنفس ومذلة لها، وقد ذمَّ الإسلام سؤال الناس مع الغنى أو مع القدرة على الكسب.
* التفريق بين الزكاة والصدقة: كما سبق، الحديث خاص بصدقة التطوع. أما الزكاة المفروضة فلها أحكامها الخاصة، وقد يعطى منها الغني إذا كان من العاملين عليها مثلاً، أو في حالات أخرى بينها الفقهاء.
* مسؤولية المتصدق: على من يريد أن يتصدق أن يتحرى ويبحث عن المستحق الحقيقي للصدقة، ليكون صنيعه في موضعه، وأجره عند الله أعظم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع في عبارة موجزة حكماً عظيماً.
* ذهب جمهور العلماء إلى أن أخذ الغني أو القوي للصدقة التطوعية حرام، لأنه أخذ لما لا يستحق.
* إذا عرضت على الإنسان الصدقة وهو غني أو قوي، فالأولى والأكمل أن يرفضها وينصح المتصدق بتوجيهها إلى من هو أحق بها، وهذا من نصحه لأخيه المسلم.
* يستثنى من ذلك إذا أخذها الغني أو القوي ليعطيها بدوره لفقير يعرفه، فهذا جائز ومحمود.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٥٩٤) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، قال: حدّثنا عكرمة، قال: حدّثنا أبو زُميل سماك، قال: حدّثني رجل من بني هلال، فذكره.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٩٢): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وأبو زميل -بالزّاي مصغر- هو سماك بن الوليد الحنفيّ من رواة مسلم، وثقه أحمد وابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به، وقال النسائيّ: ليس به بأس. ومثله يحسّن حديثه.
ورجل من بني هلال لم يُسمَّ، ولا تضرّ جهالة الصّحابيّ، وقد ثبت أنّ أبا زميل روي عن جماعة من الصّحابة منهم: ابن عباس، وابن عمر، ومن التابعين مالك بن مرثد، وعروة بن الزبير وغيرهما.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 334 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ

  • 📜 حديث: لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب