أجد التمرة ساقطة فأرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة

حديث: أجد التمرة ساقطة فأرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة

عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: «وَاللهِ! إِنِّي لأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي أَوْ فِي بَيْتِي فَأَرْفَعُهَا لآكُلَهَا ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً أَوْ مِن الصَّدَقَةِ فَأُلْقِيهَا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللّقطة (٢٤٣٢)، ومسلم في الزكاة (١٠٧٠: ١٦٣) كلاهما من طريق معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال:
«وَاللهِ! إِنِّي لأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي أَوْ فِي بَيْتِي فَأَرْفَعُهَا لآكُلَهَا ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً أَوْ مِن الصَّدَقَةِ فَأُلْقِيهَا».

1. شرح المفردات:

● أَنْقَلِبُ: أرجع وأنصرف من المسجد أو من مكان عملي إلى البيت.
● التَّمْرَةَ: ثمرة النخل، وهي هنا ترمز إلى شيء قليل القيمة.
● سَاقِطَةً: واقعة على الأرض أو في مكان غير مناسب.
● فَأَرْفَعُهَا: آخذها وأحملها.
● صَدَقَةً: ما يُعطى للفقراء والمحتاجين من مال أو طعام.
● فَأُلْقِيهَا: أتركها أو أرميها؛ تجنبًا لأكلها إذا كانت من الصدقة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أنه عند عودته إلى بيته، كان يجد تمرة ساقطة على فراشه أو في مكان في البيت، فيرفعها ليأكلها، لكنه يتوقف ويخشى أن تكون هذه التمرة من الصدقة (أي مما أُعطي للفقراء أو مما يختص به المحتاجون)، فيتركها ولا يأكلها. وهذا يمثل حرصه الشديد على تجنب ما لا يحل له، حتى في الأمور الصغيرة.

3. الدروس المستفادة منه:

● الورع والتقوى: الحديث نموذج رفيع للورع، وهو ترك ما يشتبه في حله خشية الوقوع في الحرام. فالنبي ﷺ مع كونه معصومًا من الذنوب، إلا أنه يريد أن يعلم أمته كيف يتورعون في أمورهم.
● الحذر من أموال الصدقة: يحرم على النبي ﷺ وأهل بيته أكل الصدقة، كما قال تعالى: {وَلَا يَأْكُلُ أَمْوَالَكُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}، والصدقة محرمة على آل النبي ﷺ. فكان يتجنب حتى التمرة الواحدة إذا اشتبه في كونها منها.
● عدم الاستهانة بالصغائر: التمرة شيء صغير، لكن النبي ﷺ لم يستخف بها، بل توقف وتحرى. وهذا يعلمنا أن نكون حريصين في أمورنا كلها، صغيرها وكبيرها.
● قدوة عملية: النبي ﷺ لا يكتفي بالأمر بالورع، بل يطبقه بنفسه ليكون قدوة لأمته.
● بيان طهارة بيت النبي ﷺ: بيوته كانت نظيفة، لكن قد تسقط التمرة أحيانًا، وهذا من طبيعة الحياة، ومع ذلك كان يتعامل معها بحذر.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- الورع من صفات المتقين، وقد قال النبي ﷺ: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على وجوب التحرز من المشتبهات، وعلى أن الورع خلق كريم يرفع درجة العبد عند الله.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من أكل المال الحرام أو المشتبه فيه، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا.

أسأل الله أن يجعلنا ممن يقتدي بنبيه ﷺ في الورع والتقوى، وأن يباعد بيننا وبين الحرام والشبهات.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللّقطة (٢٤٣٢)، ومسلم في الزكاة (١٠٧٠: ١٦٣) كلاهما من طريق معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث. واللّفظ لمسلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 347 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أجد التمرة ساقطة فأرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة

📜 حديث: أجد التمرة ساقطة فأرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أجد التمرة ساقطة فأرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أجد التمرة ساقطة فأرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أجد التمرة ساقطة فأرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية