حديث: رسول الله ﷺ وجد تمرة فأكلها ثم خاف أن تكون من تمر الصدقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم الصّدقة على النبيّ ﷺ وعلى أهل بيته

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ كَانَ نَائِمًا فَوَجَدَ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِهِ فَأَخَذَهَا فَأَكَلَهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَتَضَوَّرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَفَزِعَ لِذَلِكَ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ فَقَالَ: «إِنِّي وَجَدْتُ تَمْرةً تَحْتَ جَنبْيِ فَأَكَلْتُهَا فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ».

حسن: رواه الإمام أحمد (٦٧٢٠) عن أبي بكر الحنفيّ، حدّثنا أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ كَانَ نَائِمًا فَوَجَدَ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِهِ فَأَخَذَهَا فَأَكَلَهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَتَضَوَّرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَفَزِعَ لِذَلِكَ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ فَقَالَ: «إِنِّي وَجَدْتُ تَمْرةً تَحْتَ جَنبْيِ فَأَكَلْتُهَا فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنَّ رسول الله ﷺ كان نائماً فوجد تمرةً تحت جنبه فأخذها فأكلها، ثم جعل يتضور من آخر الليل وفزع لذلك بعض أزواجه فقال: «إني وجدت تمرةً تحت جنبي فأكلتها فخشيت أن تكون من تمر الصدقة».
شرح المفردات:
* تَحْتَ جَنْبِهِ: أي بجانبه حيث كان نائماً.
* يَتَضَوَّرُ: يلتوي ويتقلب من شدة الألم والوجع. وهي صورة تدل على شدة المعاناة.
* فَزِعَ: خاف وذعر.
* تَمْرِ الصَّدَقَةِ: التمر الذي يخرج كزكاة أو صدقة، وهو محرم على النبي ﷺ وآل بيته تحريماً مؤبداً.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الحديث أن النبي ﷺ كان نائماً في فراشه، فلما استيقظ وجد تمرةً سقطت بجانبه، فأخذها وأكلها. ثم بعد ذلك، في آخر الليل، أصابه ألم شديد في بطنه حتى كان يتلوى منه، مما أفزع زوجته التي كانت معه. فلما سألته عن سبب ألمه، أخبرها أنه أكل تلك التمرة التي وجدها، وأنه يخشى أن تكون من تمر الصدقة الذي يحرم عليه وعلى أهل بيته أكله.
الدروس المستفادة والعبر:
1- الورع الشديد والتقوى: يظهر الحديث أعلى درجات الورع والتقوى التي كان عليها النبي ﷺ. فمع أن الأمر محتمل (فالتمرة قد تكون من صدقة أو قد لا تكون)، إلا أن مجرد الاحتمال جعله يشعر بهذا القلق والألم النفسي والجسدي، حتى إنه عانى من الوجع فعلياً خوفاً من أن يكون قد أكل ما لا يحل له. وهذا درس عظيم في اجتناب مواطن الشبهات.
2- تحريم الصدقة على آل البيت: يؤكد الحديث الحكم الشرعي بتحريم أخذ الصدقة الواجبة (الزكاة) على النبي ﷺ وعلى أهل بيته الكرام، تكريماً لهم وتنزيهاً لهم عن أن تكون أيديهم ممدودة لأخذ الصدقات. وكانت لهم مصادر أخرى للرزق كالغنيمة والفئ والخمس.
3- الخوف من الله ومراقبته: لم يكن النبي ﷺ خائفاً من أحد يراه، بل كان خائفاً من الله الذي يعلم حقيقة التمرة. وهذا هو جوهر المراقبة لله تعالى في السر والعلن.
4- الصدق والشفافية: لم يخفِ النبي ﷺ سبب ألمه على زوجته، بل كان صريحاً وواضحاً، ليعلمها ويعلم الأمة من بعده هذا الدرس العظيم في الورع والتحرز من الشبهات.
5- حساسية الضمير الحي: يبين الحديث كيف يكون ضمير المؤمن حياً شديد الحساسية تجاه أي أمر قد يعرضه لسخط الله تعالى، حتى في أصغر الأمور.
معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الشيخ الألباني.
* الورع الذي ظهر في فعل النبي ﷺ هو الذي أمرنا به في قوله: «فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه».
* قصة مشابهة وردت عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث سقطت منه تمرة وهو يحمل طعام الصدقة إلى النبي ﷺ، فأخبره أنه لا يحل له أن يأكل منها، فأخرجها من فمه.
* هذا الموقف من النبي ﷺ هو قدوة للعالم والداعية خاصة، في أن يكون أشد ورعاً وتحرياً للحلال، لأنه موضع تقدير الناس واتباعهم.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الورع والاستقامة، وأن يجنبنا الشبهات والزلل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٦٧٢٠) عن أبي بكر الحنفيّ، حدّثنا أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أسامة بن زيد وهو الليثي، مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، روي له مسلم.
وأبو بكر الحنفيّ هو عبد الكبير بن عبد المجيد ثقة من رواة الجماعة.
أورده الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٨٩) وقال: «رواه أحمد ورجاله موثقون».
ولا منافاة بين هذا الحديث وحديث أنس المتقدم؛ لأنّ هذا الحديث قد يكون متقدمًا، فلما أكل أقلقه ذلك فتركه بعد ذلك كما في حديث أنس.
وكان أكله ﷺ مباحًا؛ لأن الأصل ما كان في بيته يكون مباحًا حتى يقوم الدّليل على تحريمه.
وأمّا ما رُوي عن أبي عمير -أو أبي عميرة- قال: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَوْمًا فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا هَذَا أَصَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ؟». قَالَ: صدقة. قَالَ: «فَقَدِّمْهُ إِلَى الْقَومِ». وَحَسَنٌ يَتَعَفَّرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ الصَّبِيُّ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَأَدْخَلَ النَّبِيُّ ﷺ أُصْبُعَهُ فِي فِي الصَّبِيِّ فَنَزَعَ التَّمْرَةَ فَقَذَفَ بِهَا ثُمَّ قَالَ: «إنَّا آل مُحَمَّدٍ لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ».
فقلت لمعرف: أبو عمير جدّك؟ قال: جدّ أبي. ففيه ضعف من أجل الجهالة.
رواه الإمام أحمد (١٦٠٠٢، ١٦٠٠٣)، والطبراني في الكبير (٥/ ٧٦) كلاهما من حديث معرف ابن واصل، قال: حدثني حفصة ابنة طلق امرأة من الحي سنة تسعين، عن أبي عمير، فذكره.
وفيه حفصة ابنة طلق لم يرو عنها غير معرف بن واصل، ولم يوثقها أحد، وأورده الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٨٩) وقال: رواه أحمد والطبراني إلّا أن أحمد سماه أسيد بن مالك، وسماه الطبراني رشيد. وفيه حفصة بنت طلق لم يرو عنها غير معرف بن واصل، ولم يوثقها أحد» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 353 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ وجد تمرة فأكلها ثم خاف أن تكون من تمر الصدقة

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ وجد تمرة فأكلها ثم خاف أن تكون من تمر الصدقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ وجد تمرة فأكلها ثم خاف أن تكون من تمر الصدقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ وجد تمرة فأكلها ثم خاف أن تكون من تمر الصدقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ وجد تمرة فأكلها ثم خاف أن تكون من تمر الصدقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب