حديث: خمس كلمات: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

إذا تحوّلت الصّدقةُ هديّة جازت للنبيّ ﷺ ولآله

عن عائشة، قالت: كَانَ فِي بَريرَةَ ثَلاثُ سُنَنٍ، فَكَانَتْ إِحْدَى السُّنَن الثَّلاثِ: أَنَّهَا أُعْتِقَتْ فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ». وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَالْبُرْمَةُ تَفُورُ بِلَحْمٍ فَقرُبَ إِلَيْهِ خُبْزٌ وَأُدْمٌ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَلَمْ أَرَ بُرْمَةً فِيهَا لَحْمٌ؟». فَقَالُوا: بَلَي يَا رَسُولُ اللَّهِ! وَلَكِنْ ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ وَأَنْتَ لا تَأُكُلُ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ».

متفق عليه: رواه مالك في الطّلاق (٢٩) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أمّ المؤمنين أنها قالت (فذكرته).

عن عائشة، قالت: كَانَ فِي بَريرَةَ ثَلاثُ سُنَنٍ، فَكَانَتْ إِحْدَى السُّنَن الثَّلاثِ: أَنَّهَا أُعْتِقَتْ فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ». وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَالْبُرْمَةُ تَفُورُ بِلَحْمٍ فَقرُبَ إِلَيْهِ خُبْزٌ وَأُدْمٌ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَلَمْ أَرَ بُرْمَةً فِيهَا لَحْمٌ؟». فَقَالُوا: بَلَي يَا رَسُولُ اللَّهِ! وَلَكِنْ ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ وَأَنْتَ لا تَأُكُلُ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف الذي رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وهو حديث عظيم يجمع ثلاث مسائل فقهية مهمة، وقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● بَريرَةَ: هي جارية كانت مملوكة لعائشة رضي الله عنها، ثم أعتقت.
● ثَلاثُ سُنَنٍ: أي ثلاث أحكام شرعية سنها النبي صلى الله عليه وسلم في قضيتها.
● أُعْتِقَتْ فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا: أي أعتقت من الرق، ثم خيرت في البقاء مع زوجها أو مفارقته.
● الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ: الولاء هو حق patronage أو الولاية الذي يكون للمعتق على المعتق بعد عتقه.
● الْبُرْمَةُ: القدر أو الإناء الذي يُطبخ فيه.
● تَفُورُ: تغلي وتتصاعد منها البخار.
● أُدْمِ: ما يؤتدم به من طعام كالخضروات أو اللبن وغيرها.
● تُصُدِّقَ بِهِ: أي تصدق به أحد على بريرة.
● هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ: أي أنه صدقة بالنسبة لها، ولكنها أهدت منه لنا فيصبح هدية لنا.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الحديث أن في قصة بريرة ثلاث سنن شرعية سنها النبي صلى الله عليه وسلم:
1- مسألة اختيار المرأة المعتقة في زوجها: إذا أعتقت الأمة وهي تحت زوج، فإنها تخير بين البقاء مع زوجها أو فراقه.
2- مسألة الولاء: أن حق الولاء (وهو العلاقة الخاصة التي تترتب بعد العتق) يكون للمعتق الذي أعتقها.
3- مسألة قبول هدايا أهل الصدقة: أن الصدقة إذا أعطيت للفقير، ثم أهدى منها لغني، فإن الغني يحل له قبولها كهدية لا كصدقة.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- رحمة الشريعة بالمرأة: حيث أعطت المرأة المعتقة الحق في اختيار البقاء مع زوجها أو مفارقته، مراعاة لظرفها الجديد بعد العتق.
2- الحكمة في تشريع الولاء: حيث جعل الولاء للمعتق تشجيعاً على عتق الرقاب ومكافأة للمعتق.
3- الذوق النبوي الرفيع في التعامل مع الصدقات: حيث امتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الصدقة لكونها محرمة عليه، ولكن قبلها عندما صارت هدية من بريرة، مما يبين كيفية تحويل الصدقة إلى هدية.
4- حسن تصرف النبي صلى الله عليه وسلم: حيث لم يرد الهدية بل قبلها، مما يشجع على التآلف وتبادل الهدايا بين المسلمين.
5- التفريق بين أحكام الصدقة والهدية: فالصدقة محرمة على النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته، ولكن الهدية حلال لهم بل ومستحبة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب الولاء والعتق ومسائل الصدقات والهدايا.
- يستدل به الفقهاء على أن الأمة إذا أعتقت وهي تحت زوج، فلها الخيار في فسخ النكاح أو إبقائه.
- كما يستدل به على أن الولاء لا ينتقل بالبيع ولا بالهبة، بل هو حق خاص للمعتق.
- وفيه دليل على أن هدايا الفقراء تقبل من غير حرج، حتى لو كان الأصل من مال الصدقة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الطّلاق (٢٩) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أمّ المؤمنين أنها قالت (فذكرته).
ورواه البخاري في الطلاق (٥٢٧٩)، ومسلم في الزكاة (١٠٧٥: ١٧٣) كلاهما من طريق مالك، به، نحوه، غير أن مسلما اختصره على الهدية، وأحال اللفظ الذي ذكره من وجه آخر عن القاسم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 363 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خمس كلمات: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ

  • 📜 حديث: خمس كلمات: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خمس كلمات: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خمس كلمات: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خمس كلمات: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب