حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام عن كل صغير وكبير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب زكاة الفطر صاع من طعام البلد

عن أبي سعيد الخدري، قال: كُنَّا نُخْرِجُ إِذْ كَانَ فَينَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مَنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ. فَلَمْ تَزَلْ نُخْرِجُهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فَكَلَّمَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَكَانَ فِيمَا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ أَنْ قَالَ: إِنِّي أَرَى أَنَّ مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ تَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَمَّا أَنَا فَلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ أَبَدًا مَا عِشْتُ.

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (٩٨٥) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا داود (يعني ابن قيس)،
عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدريّ، قال (فذكره)، ورواه مالك مختصرًا كما سبق.

عن أبي سعيد الخدري، قال: كُنَّا نُخْرِجُ إِذْ كَانَ فَينَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مَنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ. فَلَمْ تَزَلْ نُخْرِجُهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فَكَلَّمَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَكَانَ فِيمَا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ أَنْ قَالَ: إِنِّي أَرَى أَنَّ مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ تَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَمَّا أَنَا فَلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ أَبَدًا مَا عِشْتُ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث عظيم في بيان فريضة زكاة الفطر، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح المفردات:


● نُخْرِجُ: أي ندفع ونعطي.
● زَكَاةَ الْفِطْرِ: هي الصدقة الواجبة بسبب الفطر من رمضان، وتسمى أيضاً صدقة الفطر.
● صَاعًا: مكيال كان معروفاً في زمن النبي ﷺ، وقدره بالكيلو جرامات المعاصرة يقارب (2.04 كجم) أو (2.176 كجم) حسب اختلاف العلماء في تقديره اليوم.
● أَقِطٍ: هو اللبن المجفف الذي يُخَضُّ حتى يذهب ماؤه ويجمد.
● سَمْرَاءِ الشَّامِ: هو القمح، وسمي بذلك لأن لونه يميل إلى السمرة.
● مُدَّيْنِ: المد ربع الصاع، فيكون المدان نصف الصاع.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن حالهم في زمن النبي ﷺ، حيث كانوا يخرجون زكاة الفطر عن كل فرد في الأسرة، صغيراً كان أو كبيراً، حراً أو عبداً. وكان المقدار الواجب هو صاعٌ واحد من أنواع الطعام الشائعة في ذلك الوقت، وهي: الطعام (ويقصد به غالباً القمح أو البر)، أو الأقط (اللبن المجفف)، أو الشعير، أو التمر، أو الزبيب.
واستمر الصحابة على هذا المنهج بعد وفاة النبي ﷺ، حتى قدم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما إلى المدينة حاجاً أو معتمراً، فخطب في الناس وأفتاهم بأنه يرى أن نصف صاع من القمح (السمراء) يعادل في القيمة صاعاً من التمر، فأخذ عامة الناس بهذا الرأي وبدأوا يخرجون نصف صاع من القمح بدلاً من صاع من التمر أو غيره.
أما أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، فقد تمسك بما كان يفعله في عهد النبي ﷺ، وأعلن أنه سيظل يخرج الصاع الكامل كما كان يفعل دائماً طيلة حياته، ولم يقتنع باجتهاد معاوية رضي الله عنه.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب زكاة الفطر: الحديث دليل على وجوب زكاة الفطر على كل مسلم، صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، حراً أو عبداً.
2- عموم الوجوب: تخرج الزكاة عن النفس وعن كل من تجب على الإنسان نفقته، كالزوجة والأولاد والخدم.
3- مقدار زكاة الفطر: هو صاعٌ من طعام، والصاع مكيال كما ذكرنا.
4- أنواع الأطعمة التي تخرج منها: يجوز إخراجها من قوت البلد الأساسي، كما فعل الصحابة من إخراجها من الأطعمة المتوفرة لديهم.
5- مكانة الاجتهاد: فعل معاوية رضي الله عنه كان اجتهاداً منه، حيث رأى أن القمح (السمراء) أغلى ثمناً وأقوى غذاءً من التمر، فاقتضى ذلك في رأيه إخراج نصف مقداره لتعادله في القيمة. وهذا يدل على أن الاجتهاد في مسائل الفقه سائغ لأهل العلم.
6- التزام السنة: موقف أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يعلمنا تمسك العالم بالسنة وعدم تركها لاجتهاد غيره، حتى لو كان هذا الاجتهاد صادراً من شخصية كبيرة كمعاوية رضي الله عنه. وهذا من فقهه وقوة تمسكه بالسنة النبوية.
7- التسامح في اختلاف الفقهاء: الموقف يبين أن الخلاف الفقهي بين الصحابة كان موجوداً، وكانوا يتسامحون فيه، فلم ينكر أبو سعيد على من أخذ بقول معاوية، بل اكتفى ببيان أنه سيتمسك بما يعرفه من السنة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الحكمة من زكاة الفطر: شرعت طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين في يوم العيد ليشاركوا الفرحة.
● وقت إخراجها: يبدأ وقت وجوبها بغروب شمس آخر يوم من رمضان، والأفضل إخراجها صباح يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.
● الراجح في المسألة: جمهور العلماء على القول بأن الواجب هو صاعٌ من الطعام، ولا يجوز إخراج القيمة النقدية (المال) بدلاً من الطعام، وهو مذهب الأئمة مالك والشافعي وأحمد. وهذا يؤخذ من تمسك أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بالسنة. والله أعلم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (٩٨٥) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا داود (يعني ابن قيس)،
عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدريّ، قال (فذكره)، ورواه مالك مختصرًا كما سبق.
وأمّا ما رواه حامد بن يحيى، عن سفيان، وزاد في الحديث: «أو صاعًا من دقيق» قال حامد: فأنكروا عليه فتركهـ سفيان.
رواه أبو داود (١٦١٨) عن حامد بن يحيى، أخبرنا سفيان (هو ابن عيينة)، عن ابن عجلان، سمع عياضًا، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول (فذكر الحديث). قال أبو داود: فهذه الزيادة وهم من ابن عيينة.
ورواه النسائيّ (٢٥١٤) عن محمد بن منصور، قال: حدّثنا سفيان، بإسناده، وفيه: «أو صاعًا من سلت» ثم شكّ سفيان، فقال: «دقيق أو سلت».
والسلت: ضرب من الشعير أبيض لا قشر له، وقيل: هو نوع من الحنطة.
فقول سفيان: «أو صاعًا من دقيق» شاذ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 374 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام عن كل صغير وكبير

  • 📜 حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام عن كل صغير وكبير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام عن كل صغير وكبير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام عن كل صغير وكبير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام عن كل صغير وكبير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب