حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام أو شعير أو تمر أو أقط أو
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب زكاة الفطر صاع من طعام البلد
متفق عليه: رواه مالك في الزكاة (٥٣) عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامريّ، أنّه سمع أبا سعيد الخدريّ، فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو حديث عظيم يتعلق بزكاة الفطر، أحد شعائر الإسلام الظاهرة.
أولاً. شرح المفردات:
● نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ: أي نؤدي صدقة الفطر، وهي الزكاة الواجبة على المسلم بمناسبة عيد الفطر.
● صَاعًا: الصاع مكيال معروف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يساوي أربعة أمداد. وقدره الفقهاء المعاصرون بحوالي (2.5 كيلوغرام) إلى (3 كيلوغرامات) تقريباً من القمح أو ما يعادله، والأحوط للمسلم أن يخرج ما يعادل ثلاثة كيلوغرامات.
● صَاعًا مِنْ طَعَامٍ: المقصود بالطعام هنا هو القمح أو الشعير، وهو القوت الغالب لأهل المدينة آنذاك.
● شَعِيرٍ: نوع من الحبوب.
● تَمْرٍ: ثمر النخل.
● أَقِطٍ: هو اللبن المجفف بعد أن يخثر ويُملح ويُجفف ليُخزَّن.
● زَبِيبٍ: هو العنب المجفف.
● بِصَاعِ النَّبِيِّ ﷺ: أي بالمقياس نفسه الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدمه، مما يؤكد على وجوب الالتزام بهذا المقدار ولا يجوز نقصانه.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن حال الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم كانوا يخرجون زكاة الفطر بمقدار صاع واحد من الأقوات والطعام الذي يتناولونه، ويذكر أنواعاً منها: القمح، والشعير، والتمر، والأقط (اللبن المجفف)، والزبيب. وكانوا يفعلون ذلك باستخدام مكيال النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، ليتأكدوا من تحقيق المقدار الواجب إخراجه بدقة.
ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- وجوب زكاة الفطر: الحديث دليل على وجوب زكاة الفطر على كل مسلم، وهي فرض على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والعبد والحر.
2- مقدار زكاة الفطر: الواجب إخراجه هو صاع واحد من طعام أهل البلد، وهو ما يعادل approximately 3 كيلوغرامات تقريباً في زماننا.
3- أنواع الأطعمة التي تخرج منها: الأصل إخراجها من قوت البلد الأساسي الذي يتناوله الناس، كما فعل الصحابة. وفي عصرنا هذا، يختلف القوت من بلد لآخر (كالأرز أو القمح أو الذرة... إلخ).
4- إخراج القيمة (النقود): هذا الحديث هو أحد أدلة من يرى عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقداً (وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة)، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حددها بأطعمة معينة. بينما ذهب أبو حنيفة وبعض العلماء إلى جواز إخراج قيمتها نقداً إذا كان ذلك أنفع للفقراء. والأحوط للمسلم أن يخرجها طعاماً كما جاء في الحديث.
5- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: قوله: "بِصَاعِ النَّبِيِّ ﷺ" يدل على حرص الصحابة على التمسك بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكيل والوزن وغيره من الأمور، وعدم التهاون في ذلك.
6- التيسير على الناس: ذكر أنواعاً متعددة من الطعام يدل على سعة ويسر الشريعة الإسلامية، حيث تُخرج الزكاة من أي طعام أساسي يتناوله الناس، وليس نوعاً محدداً بشدة.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
● وقت إخراج زكاة الفطر: يبدأ وقت وجوبها بغروب شمس آخر يوم من رمضان، ويستحب إخراجها يوم العيد قبل صلاة العيد، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين كما كان يفعل بعض الصحابة.
● الحكمة من زكاة الفطر: شرعت طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين وإغناءً لهم عن السؤال في يوم العيد.
● مستحقو زكاة الفطر: هم الفقراء والمساكين من المسلمين.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يعيد علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والخير والبركات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه البخاريّ في الزكاة (١٥٠٦) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم في الزكاة (٩٨٥) عن يحيي أبن يحيى، كلاهما عن مالك.
قوله: «وذلك بصاع النبيّ ﷺ، لم يرد في الصحيحين.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 373 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 330 من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار
- 331 إِنْ شِئْتُمَا أعطيتُكُما ولا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ ولا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ
- 332 لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي
- 333 تحريم الصدقة على الغني والقوي السليم
- 334 لا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ
- 335 من سأل من غير فقر فكأنما يأكل الجمر
- 336 كيفتان أو ثلاث
- 337 عبد أسود مات وترك دينارين فقال النبي كيتان
- 338 عن رجل من أهل الصفة توفي وترك دينارا فقال رسول...
- 339 إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا
- 340 لا يأتي رجل مولاه يسأله من فضل عنده فيمنعه
- 341 تصدقوا عليه خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك
- 342 ثلاثة لا تحل لهم المسألة إلا في حالات محددة
- 343 جويرية بنت الحارث تطلب من النبي فكاك نفسها
- 344 لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة
- 345 يَتَسَاءَلُ الرَّجُلُ فِي الْجَائِحَةِ أَو الْفَتْقِ لِيُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ قَوْمِهِ
- 346 لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها
- 347 أجد التمرة ساقطة فأرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة
- 348 ارْمِ بِهَا أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ
- 349 رسول الله ﷺ يقول: آل محمد لا يأكلون الصدقة
- 350 دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
- 351 ألقها فإنها لا تحل لنا الصدقة
- 352 لا تحل لنا الصدقة
- 353 رسول الله ﷺ وجد تمرة فأكلها ثم خاف أن تكون...
- 354 أنا تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي
- 355 بعثني أبي إلى النبيّ ﷺ في إبلٍ أعطاها إيّاه من...
- 356 إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَنْبَغِي لآلِ مُحَمَّدٍ
- 357 إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ
- 358 لو دعت إلى كراع لأجبت
- 359 يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا
- 360 إِذَا أُتِيَ بِشَيْءٍ سَأَلَ: أَصَدَقَةٌ هِيَ أَمْ هَدِيَّةٌ؟
- 361 أشهد أنك رسول الله
- 362 بعث رسول الله ﷺ إلى أم عطية بشاة من الصدقة
- 363 خمس كلمات: الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ
- 364 اشْتَريِهَا فَإِنَّمَا الْؤَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ
- 365 هو لها صدقة ولنا هدية
- 366 هل من طعام؟ فقالت: لا والله يا رسول الله
- 367 مولى القوم من أنفسهم ولا تحل لنا الصدقة
- 368 إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نُهِينَا عَن الصَّدَقَةِ
- 369 فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من تمر أو...
- 370 فَرَضَ النَّبِيُّ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى الذَّكَرِ وَالأُنْثَى
- 371 صَدَقَةُ الْفِطْرِ هِيَ الصَّدَقَةُ الْوَاجِبَةُ فِي الْعَبْدِ
- 372 صدقة الفطر قبل نزول الزكاة
- 373 إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام أو شعير أو تمر...
- 374 إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام عن كل صغير وكبير
- 375 لم تكن الصدقة على عهد رسول الله إلا التمر والزبيب...
- 376 صاع من بر أو قمح على كل اثنين صغير أو...
- 377 زكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة
- 378 يُعطون صدقة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين
- 379 زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَة لِلصَّائِم مِن اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ
معلومات عن حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام أو شعير أو تمر أو أقط أو
📜 حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام أو شعير أو تمر أو أقط أو
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام أو شعير أو تمر أو أقط أو
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام أو شعير أو تمر أو أقط أو
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إخراج زكاة الفطر صاعًا من طعام أو شعير أو تمر أو أقط أو
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








