حديث: إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية كثرة السّؤال

عن المغيرة بن شعبة، أنّه سَمِع النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٧٧)، ومسلم في الأقضية (٥٩٣: ١٣) كلاهما من طريق إسماعيل ابن عليّة، عن خالد الحذّاء، حدّثني ابن أَشْوَع، عن الشعبيّ، حدّثني كاتب المغيرة ابن شعبة، قال: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: أن اكتب إليَّ بشيء سمعتَه من النبيّ ﷺ، فكتب إليه سمعت النبيَّ ﷺ يقول (فذكره).

عن المغيرة بن شعبة، أنّه سَمِع النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، ينهى عن ثلاث خصال ذميمة، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● كَرِهَ لَكُمْ: نهى وحذر منها، وأبغضها من فعلكم.
● قِيلَ وَقَالَ: أي كثرة الكلام بغير فائدة، ونقل الأخبار بدون تثبت، والثرثرة، والغيبة والنميمة.
● إِضَاعَةَ الْمَال: تبذير المال وإنفاقه في غير وجهه الشرعي المباح، أو عدم المحافظة عليه.
● كَثْرَةَ السُّؤَالِ: على وجهين: السؤال عن أمور الدين التي لم تقع (التكلف والتعمق)، أو سؤال الناس المال والحط من الكرامة (التسول).

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يبغض لعباده ويذم ثلاث صفات سيئة، وينهاهم عنها أشد النهي، وهي:
1. إضاعة الوقت واللسان في الثرثرة والكلام الفارغ، ونقل الأقوال بدون تبين.
2. تبذير المال وإهداره في المعاصي أو في الأمور التافهة غير النافعة.
3. الإكثار من السؤال إما بتعمد سؤال الناس أموالهم مع القدرة على الكسب، أو بالسؤال عن الأشياء المعضلة في الدين التي قد تؤدي إلى الحرج والمشقة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- حرمة الكلام الباطل: الحديث يدعو إلى حفظ اللسان، وهو مما أكد عليه الإسلام تأكيداً عظيماً. فالكلمة قد تهوي بصاحبها في النار، كما في الحديث: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ». (رواه الترمذي)
2- المسؤولية عن المال: المال نعمة من الله يجب شكرها بحفظها وإنفاقها في الطاعات والمباحات النافعة، لا في المعاصي والإسراف. قال تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: 26-27].
3- النهي عن التسول: الحث على الكسب والعفة عن سؤال الناس، فسؤال الناس مذلة ومهانة، والعفاف عزّة وإيمان. وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم من يسأل الناس تكثراً بأنه «يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَليْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ». (متفق عليه)
4- النهي عن التكلف في الدين: من "كثرة السؤال" السؤال عن تفاصيل لم تقع، أو التعمق في المسائل التي قد توقع في الحرج والوسوسة، وكان الصحابة رضي الله عنهم يسألون عما ينفعهم فقط.
5- التناصح والتذكير: الحديث تذكير للمسلم بمسؤوليته عن وقته ولسانه وماله، وأنها أمانات سيُسأل عنها يوم القيامة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث الجوامع، التي جمعت في ألفاظ قليلة معاني كثيرة.
- النهي في الحديث للتحريم أو للكراهة التنزيهية، حسب ما يتعلق به الفعل.
- يستثنى من "كثرة السؤال" سؤال العلم النافع، وسؤال الضرورة عند الحاجة الملحة.
نسأل الله أن يعيننا على حفظ ألسنتنا وأموالنا، وأن يعففنا عن سؤال الناس، ويغنينا بفضله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٧٧)، ومسلم في الأقضية (٥٩٣: ١٣) كلاهما من طريق إسماعيل ابن عليّة، عن خالد الحذّاء، حدّثني ابن أَشْوَع، عن الشعبيّ، حدّثني كاتب المغيرة ابن شعبة، قال: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: أن اكتب إليَّ بشيء سمعتَه من النبيّ ﷺ، فكتب إليه سمعت النبيَّ ﷺ يقول (فذكره).
وكاتب المغيرة اسمه ورَّاد -بتشديد الراء- أبو سعيد أو أبو الورد الكوفي مولى المغيرة بن شعبة.
وابن أشوع نسب إلى جدّه وهو سعيد بن عمرو بن أشوع الهمدني الكوفيّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 339 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا

  • 📜 حديث: إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب