حديث: ثلاثة لا تحل لهم المسألة إلا في حالات محددة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء مَنْ تحلُّ له الصّدقة من الغارمين وغيرهم

عن قبيصة بن مُخارق الهلاليّ، قال: تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَسْأَلُهُ فِيهَا فَقَالَ: «أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا». قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَا قَبِيصَةُ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لا تَحْلُّ إِلا لأَحَدِ ثَلاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يَصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ -أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ-، وَرَجُلُ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُومَ ثَلاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِه لَقَدْ أَصَابَتْ فُلانًا فَاقَةٌ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ -أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ- فَمَا سِوَاهُنَّ مِن الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا».

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٤٤) من طرق عن حماد بن زيد، عن هارون بن رياب، حدثني كنانة بن نعيم العدويّ، عن قبيصة بن مخارق الهلالي، فذكره.

عن قبيصة بن مُخارق الهلاليّ، قال: تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَسْأَلُهُ فِيهَا فَقَالَ: «أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا». قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَا قَبِيصَةُ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لا تَحْلُّ إِلا لأَحَدِ ثَلاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يَصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ -أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ-، وَرَجُلُ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُومَ ثَلاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِه لَقَدْ أَصَابَتْ فُلانًا فَاقَةٌ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ -أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ- فَمَا سِوَاهُنَّ مِن الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث قبيصة بن مخارق الهلالي رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي بينت أحكام المسألة وضوابطها في الإسلام، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً: أي تكفلت بدفع دية أو دين عن آخرين، فالحمالة هنا تعني الكفالة بالمال.
● حَمَالَةً: الدية أو الدين الذي يتحمله الشخص عن غيره.
● جَائِحَةٌ: مصيبة أو كارثة طبيعية تدمر المال، مثل الفيضان أو الحريق.
● اجْتَاحَتْ مَالَهُ: أتت على ماله وأهلكته بالكلية.
● قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ أو سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ: ما يقوم به أمر المعيشة ويصلحها، أي الكفاية من المال.
● فَاقَةٌ: فقر شديد وحاجة.
● ذَوِي الْحِجَا: أصحاب العقول الراجحة والرأي السديد من قومه.
● سُحْتًا: مال حرام خبيث، من "السحت" وهو الحرام الذي يأثم صاحبه بأخذه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر قبيصة رضي الله عنه أنه تحمل دية أو دينًا عن قومه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله المساعدة في أداء هذه الكفالة. فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالانتظار حتى تأتي الصدقة (أي الزكاة) ليعطيه منها. ثم بين له صلى الله عليه وسلم أن المسألة (أي سؤال الناس للمال) لا تحل إلا لثلاثة أصناف فقط:
● الأول: رجل تحمل حمالة (كفالة مالية) فيحق له أن يسأل حتى يحصل على المال اللازم لأداء هذه الكفالة، ثم يمتنع عن السؤال.
● الثاني: رجل أصابته جائحة أفقدته ماله بالكامل، فيحق له أن يسأل حتى يحصل على ما يقوم به معيشته.
● الثالث: رجل أصابته فاقة (فقر مدقع) حتى يشهد ثلاثة من عقلاء قومه بحاجته، فيحق له أن يسأل حتى يصل إلى كفاية عيشه.
أما ما عدا هذه الحالات الثلاث، فإن المسألة حرام، والمال الذي يأخذه الإنسان من خلالها يكون سحتًا (حرامًا خبيثًا).

3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم السؤال إلا للضرورة القصوى: الإسلام يحذر من التسول ويجعله من الأمور المحرمة إلا في حالات الضرورة التي حددها الحديث.
● ضوابط شرعية دقيقة: بين النبي صلى الله عليه وسلم ضوابط واضحة للمسألة، مما يدل على أن الإسلام يشرع للحالات الاستثنائية دون إطلاق.
● الحث على الكفاف والعفة: الحديث يحث المسلم على القناعة وعدم التعرض للمسألة إلا عند الحاجة الحقيقية.
● التكافل الاجتماعي: الحديث يدل على أهمية التكافل في المجتمع الإسلامي، حيث يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعطاء قبيصة من الصدقات (الزكاة) لأداء كفالته.
● التحذير من أكل الحرام: وصف المال المسؤول في غير محله بالسحت، وهو تحذير شديد من عواقب أكل الحرام.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بباب الزكاة والصدقات.
● الحمالة نوع من الجوارة والإحسان، فمن تحمل عن غيره دينًا يستحق المساعدة من بيت المال أو الصدقات.
● اشتراط شهادة ثلاثة من ذوي الحجا في حالة الفاقة يدل على أهمية التوثيق والتحقق من الحاجة الحقيقية، evitando التلاعب أو الاستغلال.
● الحديث يربي الأمة على العزة والكرامة، ويبعدها عن الذل والمهانة بالسؤال.
● الفقهاء استنبطوا من الحديث أن المسألة محرمة إلا في هذه الحالات الثلاث، وأن من سأل بدون حاجة فإنما يأكل حرامًا.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتعففين القانعين، وأن يرزقنا من فضله العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (١٠٤٤) من طرق عن حماد بن زيد، عن هارون بن رياب، حدثني كنانة بن نعيم العدويّ، عن قبيصة بن مخارق الهلالي، فذكره.
ورواه ابن خزيمة (٢٣٦٠) من طريق الأوزاعي، عن هارون بن رباب، وفيه قصة، وفي الأصل سقط.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 342 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة لا تحل لهم المسألة إلا في حالات محددة

  • 📜 حديث: ثلاثة لا تحل لهم المسألة إلا في حالات محددة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة لا تحل لهم المسألة إلا في حالات محددة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة لا تحل لهم المسألة إلا في حالات محددة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة لا تحل لهم المسألة إلا في حالات محددة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب