حديث: نهى الصحابة عن القبلة خوفًا من الإكثار منها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في القبلة للصّائم

عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير العُذْريّ -وكان رسول الله ﷺ قد مسح على وجهه، وأدرك أصحاب رسول الله ﷺ قال: كانوا ينهوني عن القبلة تخوفًا أن أتقرب لأكثر منها، ثم المسلمون اليوم ينهون عنها. ويقول قائلهم: إنَّ رسول الله ﷺ كان له من حفظ الله ما ليس لأحد.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٣٦٦٩) عن حجاج (هو المصيصي)، حدّثنا ليث -يعني ابن سعد-، حدّثني عُقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير، فذكره.

عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير العُذْريّ -وكان رسول الله ﷺ قد مسح على وجهه، وأدرك أصحاب رسول الله ﷺ قال: كانوا ينهوني عن القبلة تخوفًا أن أتقرب لأكثر منها، ثم المسلمون اليوم ينهون عنها. ويقول قائلهم: إنَّ رسول الله ﷺ كان له من حفظ الله ما ليس لأحد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وله شواهد في كتب السنة، وفيه فوائد عظيمة ودروس مهمة. سأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير العُذْريّ: راوي الحديث، من الصحابة الصغار الذين أدركوا النبي ﷺ ومسح على رأسه، وعاش حتى أدرك كبار الصحابة.
● مسح على وجهه: إشارة إلى بركة لمس النبي ﷺ له، وهي من علامات التكريم.
● يَنهَوْنِي عن القُبْلَة: أي ينصحونه بعدم تقبيل زوجته في نهار رمضان.
● تَخَوُّفًا أن أتَقَرَّبَ لأكثر منها: يخشون أن يؤدي التقبيل إلى الجماع أو مقدماته المحرمة في الصيام.
● لَهُ مِنْ حِفْظِ اللهِ ما لَيْسَ لأحَد: أي أن النبي ﷺ كان محفوظًا من الله تعالى بشكل خاص، فلا يقع منه ما يفسد صومه.

2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي عبد الله بن ثعلبة أن الصحابة الكبار - الذين أدركوا النبي ﷺ وعاصروه - كانوا ينصحونه بعدم تقبيل زوجته أثناء الصيام في رمضان، خوفًا من أن ينجر هذا التقبيل إلى ما هو أبعد منه (كالجماع أو المداعبة التي تُفْسِد الصوم). ثم يلاحظ أن المسلمين في زمانه (أي التابعين) أيضًا ينهون عن ذلك، ويستدلون بأن النبي ﷺ كان يقبل وهو صائم، ولكنهم يقولون: إن حالة النبي ﷺ خاصة؛ لأنه كان محفوظًا من الله تعالى بحفظ خاص لا يتوفر لأحد غيره، فما يصلح له لا يصلح لغيره في هذا الباب.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة من النهي عن التقبيل للصائم: الخوف من الوقوع في المحظور (الجماع أو ما يؤدي إليه) الذي يفسد الصوم ويوجب الكفارة.
● الفقه في التعامل مع النصوص: الصحابة والتابعون فهموا أن فعل النبي ﷺ للتقبيل وهو صائم لا يعني أن كل أحد يقدر على ذلك؛ بل يراعى حال الشخص وقدرته على ضبط نفسه.
● مراعاة الفروق بين الناس: ما يسوغ للنبي ﷺ لخصوصيته وحفظ الله له، لا يسوغ بالضرورة لكل أحد.
● الأخذ بالاحتياط في العبادات: وهو مبدأ مهم في الشريعة،尤其在 الأمور التي قد تؤدي إلى المحرمات.
● احترام رأي الصحابة: فهم أعلم الناس برسول الله ﷺ وبمراتب الأعمال.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم التقبيل للصائم: جمهور العلماء على أنه مكروه للشاب الذي يخشى على نفسه الإنزال أو الجماع، أما من لا يخشى ذلك (كالكبير الآمن من ذلك) فجائز بدون كراهة. وهذا من فقه الصحابة والتابعين في التعليل.
● الفرق بين النبي ﷺ والأمة: النبي ﷺ معصوم من الوقوع في المعاصي، وكان محفوظًا في كل أحواله، أما غيره فلا.
● الحديث يدل على حرص السلف على التورع: وترك ما قد يؤدي إلى الحرام، وهو من باب سد الذرائع.
● الاستدلال بالحديث على مرونة الفقه الإسلامي: حيث يراعي حال الأشخاص وظروفهم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٣٦٦٩) عن حجاج (هو المصيصي)، حدّثنا ليث -يعني ابن سعد-، حدّثني عُقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير، فذكره.
ورواه الطحاوي في شرح المعاني (٣٣٢٥) من وجه آخر عن يحيى بن أيوب، قال: حدثني عقيل، بإسناده مختصرًا. وإسناده صحيح.
قال الطحاوي: «بيَّن في هذا الحديث المعنى الذي من أجله كرهها من كرهها للصائم، وأنه إنما هو خوفهم عليه منها أن يجره إلى ما هو أكبر منها، فذلك دليل على أنه إذا ارتفع ذلك المعنى الذي من أجله منعوه منها أنها له مباحة».
وفي الباب ما رُوي عن أنس، قال: سئل رسول الله ﷺ أيقبِّل الصّائم؟ فقال: «وما بأس ريحانة يشمُّها».
رواه الطبراني في «الأوسط» (٤٤٤٩)، وفي «الصغير» (٦١٤) عن عبد الله بن موسي بن أبي عثمان الأنماطي، قال: حدّثنا محمد بن عبد الله الأرُزّي، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس، فذكره.
قال في «الأوسط»: لم يرو هذا الحديث عن سليمان التيمي إلا معتمر، تفرد به محمد بن عبد الله الأرُزّي.
وذكره الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٦٧) ولم يقل فيه شيئًا خلافًا لعادته في حكمه على الرجال.
قال الأعظمي: وفيه محمد بن عبد الله الأرُزّي لم أعرف من هو؛ فإنّ المزيّ لم يذكره ممن روى عن معتمر بن سليمان.
وأما ما رُوي عن ميمونة مولاة النبيّ ﷺ قالت: سئل النبي ﷺ عن رجل قبَّل امرأته وهما صائمان؟ قال: «قد أفطرا»، فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (١٦٨٦) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا الفضل بن دكين، عن إسرائيل، عن زيد بن جبير، عن أبي يزيد الضبي، عن ميمونة، فذكرته.
ورواه الطحاوي في «شرحه» (٣٢٨١) من وجه آخر عن إسرائيل، به، مثله. وقال: «أبو يزيد الضبي رجل لا يعرف».
وقال البخاريّ: هو رجل مجهول.
وقال الدارقطني: ليس بمعروف.
وقال ابن حزم: هو مجهول.
قال الأعظمي: وفي متنه نكارة لمخالفة ما رُوي عن إباحة القبلة للصائم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 278 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى الصحابة عن القبلة خوفًا من الإكثار منها

  • 📜 حديث: نهى الصحابة عن القبلة خوفًا من الإكثار منها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى الصحابة عن القبلة خوفًا من الإكثار منها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى الصحابة عن القبلة خوفًا من الإكثار منها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى الصحابة عن القبلة خوفًا من الإكثار منها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب