شعر النبي ﷺ مخضوب بالحناء والكتم

حديث: شعر النبي ﷺ مخضوب بالحناء والكتم

عن محمد بن عبد الله بن زيد، أنّ أباه حدّثه: أنّه شهد النبيَّ ﷺ عند المنْحر، ورجلًا من قريش، وهو يُقسم أضاحي، فلم يصبه منها شيءٌ ولا صاحبَه، فحلق رسولُ الله ﷺ رأسه في ثوبه، فأعطاه فقسم منه على رجال، وقلّم أظفاره فأعطاه صاحبه قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحنّاء والكتم - يعني شعره.

صحيح: رواه أحمد (١٦٤٧٤، ١٦٤٧٥)، وابن خزيمة (٢٩٣١)، والحاكم (١/ ٤٧٥) كلّهم من حديث أبان العطّار، قال: حدثني يحيي -يعني ابن أبي كثير-، عن أبي سلمة، عن محمد بن عبد الله بن زيد، أنّ أباه حدّثه، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن محمد بن عبد الله بن زيد، أن أباه حدّثه: أنه شهد النبيَّ ﷺ عند المنحر، ورجلًا من قريش، وهو يقسم أضاحي، فلم يصبه منها شيء ولا صاحبه، فحلق رسولُ الله ﷺ رأسه في ثوبه، فأعطاه فقسم منه على رجال، وقلّم أظفاره فأعطاه صاحبه. قال: فإنه لعندنا مخضوب بالحناء والكتم - يعني شعره.

1. شرح المفردات:

● عند المنحر: مكان ذبح الأضاحي في منى أثناء الحج.
● يقسم أضاحي: يوزع لحوم الأضاحي على الناس.
● لم يصبه منها شيء: لم يحصل على نصيب من اللحم.
● ولا صاحبه: وكذلك رفيقه.
● حلق رأسه في ثوبه: جمع شعره بعد حلقه في ثوب ليعطيه للرجل.
● قلّم أظفاره: قص أظافره.
● مخضوب بالحناء والكتم: مصبوغ بالحناء ونبات الكتم (نبات يُستخدم مع الحناء للصبغ).

2. شرح الحديث:

يشير هذا الحديث إلى موقف حدث أثناء حجة النبي ﷺ، حيث كان يقسم لحوم الأضاحي على الناس، فلم يحصل رجل من قريش ورفيقه على شيء منها. فلاحظ النبي ﷺ ذلك، فحلق شعره وجمعه في ثوب وأعطاه للرجل ليتقرب به إلى الله، وقص أظافره وأعطاها لصاحبه. وهذا يدل على عظم بركة شعر النبي ﷺ وأظافره، حيث جعلهما عطاءً بديلاً عن اللحم.

3. الدروس المستفادة:

● العدل والرحمة: حرص النبي ﷺ على أن لا يغادر أحد من صحابته دون عطاء أو بركة.
● بركة آثار النبي ﷺ: التبرك بشعر النبي ﷺ أو أظافره كان مشروعاً في زمن الصحابة، وهذا من محبتهم له وتقديرهم لبركة شخصه الكريم.
● التواضع والعطاء: النبي ﷺ لم يبخل حتى بشعره وأظافره ليعوّض من فاته العطاء.
● التفاني في خدمة الصحابة: النبي ﷺ كان يهتم بمشاعر أصحابه ويحرص على رضاهم.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه بعض العلماء.
- التبرك بآثار الصالحين كان معروفاً عند الصحابة، لكنه مقيد بعدم الغلو أو الاعتقاد بأن هذه الآثار لها قوة ذاتية، بل بركتها تابعة لتقدير الله تعالى.
- استحباب صبغ الشعر بالحناء والكتم، كما كان يفعل النبي ﷺ، وهو من السنة الظاهرة.

أسأل الله أن يفقهنا في السنة، ويجعلنا من المتبعين لرسوله ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٤٧٤، ١٦٤٧٥)، وابن خزيمة (٢٩٣١)، والحاكم (١/ ٤٧٥) كلّهم من حديث أبان العطّار، قال: حدثني يحيي -يعني ابن أبي كثير-، عن أبي سلمة، عن محمد بن عبد الله بن زيد، أنّ أباه حدّثه، فذكره. وأبو محمد هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان.
وإسناده صحيح. وصحّحه الحاكم وقال: «على شرط الشيخين».
وهذا وهم منه فإنّ محمد بن عبد الله بن زيد من رجال مسلم وحده.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 474 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شعر النبي ﷺ مخضوب بالحناء والكتم

📜 حديث: شعر النبي ﷺ مخضوب بالحناء والكتم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: شعر النبي ﷺ مخضوب بالحناء والكتم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: شعر النبي ﷺ مخضوب بالحناء والكتم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: شعر النبي ﷺ مخضوب بالحناء والكتم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية