حديث: حاضت صفية فهل تحبسنا؟
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في طواف الوداع
بلي، قال: «فاخرجي».
متفق عليه: رواه مالك في الحج (٢٢٦) عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، به، فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها، أنّها قالت لرسول الله ﷺ: يا رسول الله، إنّ صفيّة بنت حُييّ قد حاضت؟ قال رسول الله ﷺ: «لعلّها تحبسُنا، ألم تكن طافتْ معكنَّ؟» فقالوا: بلى، قال: «فاخرجي».
شرح المفردات:
● حاضت: أي نزل بها دم الحيض.
● تحبسنا: أي تمنعنا من السفر وتوقفنا.
● طافت: أدت طواف الإفاضة (وهو ركن من أركان الحج).
شرح الحديث:
1- السياق: وقع هذا الحديث في حجة الوداع، حيث كانت السيدة صفية رضي الله عنها (إحدى أمهات المؤمنين) قد أحرمت بالحج مع النبي ﷺ وأزواجه.
2- الواقعة: بعد انتهاء مناسك الحج، وأثناء استعداد النبي ﷺ للخروج من مكة والرجوع إلى المدينة، أخبرته عائشة رضي الله عنها أن صفية قد حاضت (أصابها الحيض)، وكانت لم تطف طواف الإفاضة بعد.
3- رد النبي ﷺ: استفهم النبي ﷺ بسؤالين:
- الأول: تعجب واستفهام عن سبب إخباره بذلك: «لعلّها تحبسُنا» أي هل المقصود أن هذا الحيض سيمنعنا من السفر؟
- الثاني: سؤال تأكيدي: «ألم تكن طافت معكنَّ؟» أي هل هي قد أدت طواف الإفاضة الذي هو ركن من أركان الحج؟
4- جواب الصحابة: فأجابوه بأنها قد طافت معهنّ بالفعل.
5- حكم النبي ﷺ: فقال: «فاخرجي» أي لا مانع من السفر، فلتخرج معنا.
الدروس المستفادة:
1- أن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج، وقد دلت عليه أحاديث كثيرة، ومنها هذا الحديث حيث جعل النبي ﷺ خروجهم متوقفًا على أدائها لهذا الطواف.
2- أن الحائض إذا طافت طواف الإفاضة ثم حاضت بعد ذلك، فلا يمنعها الحيض من السفر، لأنها قد أدت الركن الأساسي.
3- رفع الحرج عن الأمة وعدم التشديد في الأمور ما دامت قد قامت بالواجب.
4- حكمة النبي ﷺ في التعامل مع المستجدات، حيث لم يترك الأمر للظنون، بل سأل عن الواقع ليتخذ القرار المناسب.
5- جواز سفر الحائض مع المحرم إذا كانت قد أدت مناسكها، ولا حرج في ذلك.
6- مشورة النبي ﷺ لأزواجه وملاطفته لهن، حيث أجاب بردّ طمأن به عائشة ومن معها.
معلومات إضافية:
- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- طواف الإفاضة هو الطواف الذي يؤديه الحاج بعد الوقوف بعرفة ورمي جمرة العقبة، ويسمى أيضًا طواف الزيارة.
- لو أن صفية رضي الله عنها لم تكن قد طافت لوجب عليها الانتظار حتى تطهر وتطوف، لكنها كانت قد أدته قبل الحيض فسقط عنها الإثم والمشقة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه البخاريّ في الحيض (٣٢٨) عن عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، به، مثله. ورواه مالك أيضًا في الحجّ (٢٢٥) ومن طريقه البخاريّ في الحجّ (١٧٥٧) عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، نحوه.
ورواه البخاريّ في الحجّ أيضًا (١٥٦١)، ومسلم في الحج (١٢١١: ١٢٨) من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، به، مطوّلًا. وفي آخره: قالت صفية: «ما أُراني إلّا حابستكم؟ قال: «عقرى حلقي، أو ما كنت طفتِ يوم النّحر؟» قالت: بلى. قال: «لا بأس، انفري». واللفظ لمسلم.
قوله: «عقْري حلْقي». قيل: يعني عقر الله جسدها وأصابها بوجع في حلقها.
وقيل: معناه تعقر قومها وتحلقهم بشؤمها، وقيل: العقرى الحائض. وقيل: معناه جعلها الله عاقرًا لا تلد، وحلقي مشؤومة على أهلها.
نقل هذه الأقوال النووي في شرحه على مسلم (٨/ ١٥٣) ثم قال: «وعلى كل قول فهي كلمة كان أصلها ما ذكرناه، ثم اتّسعت العرب فيها فصارت تطلقها ولا تريد حقيقة ما وضعت له أولا، ونظيره: تربت يداه، وقاتله الله ما أشجعه».
وقوله ﷺ: «لعلّها تحبسنا» يعني أنّها إذا ما طافتْ طواف الإفاضة فهي تحبسنا أي ننتظر حتى تطهر وتغتسل وتطوف ثم نرحل.
هذا هو الأصل في هذه المسألة بأنّ المرأة إذا حاضت قبل أن تطوف طواف الإفاضة فهي تبقى في مكة حتى تطهر وتطوف.
وأما إذا تعذّر المقام عليها بمكة فهي لا تخلو من حالين:
إما أن تكون قريبة من مكة حيث يتيسّر لها الرجوع إلى مكة بعد الطهارة، فترجع إلى بلدها وهي محرمة، ولا يحل وطؤها حتى تطهر فتعود إلى مكة للطواف.
وإما أن تكون بعيدة عن مكة يتعذّر عليها الرجوع إلى مكة مرة أخرى، فتطوف على حالها، وترجع إلى بلدها. وهذه خلاصة ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه (٢٦/ ١٨٥) وما بعدها.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 522 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 497 ركب رسول الله فأفاض إلى البيت فصلّى بمكة الظهر
- 498 أفاض رسول الله ﷺ من آخر يومه حين صلّى الظهر
- 499 لم يرمل النبي ﷺ في السبع الذي أفاض فيه
- 500 إنها مباركة إنها طعام طعم
- 501 انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم...
- 502 شرب النبي من زمزم وصب على رأسه
- 503 ماء زمزم لما شرب له
- 504 شرب النبي قائمًا من زمزم
- 505 اسقني ثم قال: اعملوا فإنكم على عمل صالح
- 506 أبردوا الحمى بماء زمزم
- 507 خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم
- 508 من علامات المنافقين أنهم لا يتضلّعون من زمزم
- 509 فضل ماء زمزم
- 510 شرب النبي ﷺ ماءً في الطواف
- 511 أحستم وأجملتم كذا فاصنعوا
- 512 طواف الذين أهلوا بالعمرة ثم حلوا ثم طافوا طوافًا آخر
- 513 يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة
- 514 إذا زالت الشمس فارموا الجمار
- 515 رمي رسول الله الجمرة يوم النّحر ضُحي
- 516 يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات
- 517 استئذان العباس النبي ﷺ لبيت بمكة ليالي منى
- 518 الرخصة لرعاء الإبل في البيتوتة خارجين عن منى
- 519 رخص لرعاء الإبل أن يرموا بالليل
- 520 آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض
- 521 آخر عهده بالبيت
- 522 حاضت صفية فهل تحبسنا؟
- 523 أخرج بأختك الحرم فلتُهل بعمرة
- 524 ألم تكن طافت معكن فاخرجي
- 525 امرأة طافت ثم حاضت، هل تنفر؟
- 526 النبي ﷺ رخَّص لهنَّ أن ينفرن.
- 527 آخر عهده بالبيت إلا الحيض ورخص لهن رسول الله
- 528 لا يحجّ العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
- 529 يوم الحج الأكبر
- 530 هذا يوم النّحر وهذا يوم الحجّ الأكبر
- 531 إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا
- 532 دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا
- 533 ألا هل بلغت؟ اللَّهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب
- 534 التيسير في الحج ورفع الحرج
- 535 إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض
- 536 إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
- 537 السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم
- 538 إن أمر عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا...
- 539 أتدرون أي يوم هذا و أي بلد هذا و أي...
- 540 المسيح الدجال أعور عين اليمين كأن عينه عنبة طافية
- 541 هذا يوم الحج الأكبر دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
- 542 إذا كان قبل يوم التروية خطب الناس وأخبرهم بمناسكهم
- 543 نهي النبي عن الاقتتال بعد وفاته
- 544 قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا
- 545 خطبة النبي ﷺ بمنى بين أوسط أيام التشريق
- 546 النبي يخطب الناس على ناقته العضباء يوم الأضحى بمنى
معلومات عن حديث: حاضت صفية فهل تحبسنا؟
📜 حديث: حاضت صفية فهل تحبسنا؟
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حاضت صفية فهل تحبسنا؟
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حاضت صفية فهل تحبسنا؟
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حاضت صفية فهل تحبسنا؟
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








