حديث: أتدرون أي يوم هذا و أي بلد هذا و أي شهر هذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن ابن عمر، قال: قال النبيُّ ﷺ بمنى: «أتدرون أيُّ يومٍ هذا؟». قالوا: الله ورسولُه أعلم، فقال: «فإنَّ هذا يومٌ حرام، أفتدرون أي بلد هذا؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «بلد حرام، أفتدرون أيّ شهر هذا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «شهر حرام». قال: «فإنّ الله حرَّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم، كحُرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٧٤٢) من طريق عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر، قال: قال النبيُّ ﷺ بمنى: «أتدرون أيُّ يومٍ هذا؟». قالوا: الله ورسولُه أعلم، فقال: «فإنَّ هذا يومٌ حرام، أفتدرون أي بلد هذا؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «بلد حرام، أفتدرون أيّ شهر هذا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «شهر حرام». قال: «فإنّ الله حرَّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم، كحُرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم وخُص ببدائع الحكم. وسأشرحه لكم مستعينًا بالله تعالى على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب العلم، باب قول المحدث: حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا، ورواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال.
### ثانيًا. شرح المفردات
● بمنى: موقف من مواقف الحج، يقف فيه الحجاج يوم عيد الأضحى ويومين أو ثلاثة أيام بعده.
● أي يوم هذا: استفهام عن عظمة هذا اليوم وحرمته.
● حرام: محرم ومحظور الاعتداء فيه، ومعظم عند الله تعالى.
● بلد حرام: أي مكة المكرمة، التي حرم الله القتال فيها وجعلها آمنة.
● شهر حرام: وهو شهر ذي الحجة، أحد الأشهر الحرم الأربعة.
● دماءكم: أي أنفسكم، فتحرم الاعتداء على النفس البشرية بغير حق.
● أموالكم: كل ما يملكه الإنسان من مال وعقار ومتاع.
● أعراضكم: ما يعاب به الإنسان من عرض وكرامة وشرف.
### ثالثًا. شرح الحديث
في هذا الموقف الجليل، وقف النبي صلى الله عليه وسلم في منى خلال حجة الوداع، وسأل أصحابه ثلاثة أسئلة متتالية ليلفت انتباههم إلى عظمة الزمان والمكان، ويستعدوا لتلقي الحكم العظيم:
1- سؤال عن اليوم: يوم النحر (أول أيام عيد الأضحى) وهو من أيام التشريق، وهي أيام عظيمة لها حرمتها.
2- سؤال عن البلد: مكة المكرمة، البلد الحرام الذي جعله الله آمناً.
3- سؤال عن الشهر: شهر ذي الحجة، وهو من الأشهر الحرم.
فبعد أن قرر في أذهانهم عظمة هذه الأمثال الثلاثة (اليوم والبلد والشهر) وحرمتها عند الله، قرر الحكم العظيم: أن حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم كحرمة هذا اليوم في هذا البلد في هذا الشهر.
### رابعًا. الدروس المستفادة والعبر
1- عظمة حرمة المسلم: فالمسلم له حرمة عظيمة عند الله، لا يجوز الاعتداء على دمه أو ماله أو عرضه.
2- التدرج في التعليم: حيث استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب السؤال والجواب لإثارة انتباه السامعين وتجهيز أذهانهم لتلقي الحكم.
3- التعليم بالتمثيل: شبه حرمة الدماء والأموال والأعراض بحرمة الزمان والمكان ليكون أوقع في النفس وأبلغ في الفهم.
4- تحريم الاعتداء على الآخرين: يحرم على المسلم أن يظلم أخاه المسلم أو يعتدي على نفسه أو ماله أو عرضه.
5- التحذير من التهاون في حقوق المسلمين: فمن اعتدى على دماء المسلمين أو أموالهم أو أعراضهم فقد تعدى على حرمات الله وعظمته.
6- بيان عظمة الأشهر الحرم ومكة المكرمة: مما يدل على تشريف الله لهذه الأماكن والأزمنة.
### خامسًا. معلومات إضافية مفيدة
- الأشهر الحرم أربعة: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب.
- حرمة مكة ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا} [النمل: 91].
- هذا الحديث أصل عظيم في تحريم الدماء والأموال والأعراض، وهو من القواعد الكلية في الشريعة الإسلامية.
- من اعتدى على حرمات المسلمين فإنه يعاقب في الدنيا والآخرة، إلا أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً.
نسأل الله تعالى أن يحفظ دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، وأن يعيذنا من الزلل في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحجّ (١٧٤٢) من طريق عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه البخاري أيضًا في الأدب (٦١٦٦)، ومسلم في الإيمان (٦٦) كلاهما من طريق شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد، سمعت أبي، عن ابن عمر، فذكره مختصرًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 539 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتدرون أي يوم هذا و أي بلد هذا و أي شهر هذا

  • 📜 حديث: أتدرون أي يوم هذا و أي بلد هذا و أي شهر هذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أتدرون أي يوم هذا و أي بلد هذا و أي شهر هذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أتدرون أي يوم هذا و أي بلد هذا و أي شهر هذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أتدرون أي يوم هذا و أي بلد هذا و أي شهر هذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب