حديث: هذا يوم الحج الأكبر دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن ابن عمر، أنّ رسول الله ﷺ وقف يوم النّحر بين الجمرات في الحجة التي حجّ فيها، فقال النبيُّ ﷺ: «أيُّ يومٍ هذا؟». قالوا: يوم النّحر. قال: «فأيُّ بلد هذا؟». قالوا: هذا بلد الله الحرام. قال: «فأيّ شهر هذا؟». قالوا: شهر الله الحرام. قال: «هذا يوم الحجّ الأكبر؛ دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة هذا البلد في هذا الشهر، في هذا اليوم».
ثم قال: «هل بلَّغت؟». قالوا: نعم. فطفق النبيُّ ﷺ يقول: «اللهم اشهد» ثم ودّع النّاس. فقالوا: هذه حجّة الوداع.

صحيح: رواه ابن ماجه (٣٠٥٨) عن هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا هشام بن الغاز، قال: سمعت نافعًا يحدّث عن ابن عمر، فذكر الحديث.

عن ابن عمر، أنّ رسول الله ﷺ وقف يوم النّحر بين الجمرات في الحجة التي حجّ فيها، فقال النبيُّ ﷺ: «أيُّ يومٍ هذا؟». قالوا: يوم النّحر. قال: «فأيُّ بلد هذا؟». قالوا: هذا بلد الله الحرام. قال: «فأيّ شهر هذا؟». قالوا: شهر الله الحرام. قال: «هذا يوم الحجّ الأكبر؛ دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة هذا البلد في هذا الشهر، في هذا اليوم».
ثم قال: «هل بلَّغت؟». قالوا: نعم. فطفق النبيُّ ﷺ يقول: «اللهم اشهد» ثم ودّع النّاس. فقالوا: هذه حجّة الوداع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي خطب بها النبي ﷺ في حجة الوداع، وهي من الخطب الجامعة التي تضمنت أصول الدين وقواعد الإسلام. وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفق الكتب المعتمدة عند أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:


● يوم النحر: هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم عيد الأضحى، ويُذبح فيه الهدي والأضاحي.
● بين الجمرات: المقصود مكان بين جمرتي العقبة والجمرة الوسطى في منى، حيث كان النبي ﷺ يلقي خطبه في الحج.
● البلد الحرام: مكة المكرمة، التي حرم الله فيها القتال وسفك الدماء وانتهاك الحرمات.
● شهر الله الحرام: ذو الحجة، وهو من الأشهر الحرم الأربعة (ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب).
● يوم الحج الأكبر: هو يوم النحر، لأنه أكمل أيام الحج وأعظمها شعائرًا.
● دماؤكم وأموالكم وأعراضكم: تشمل هذه الكلمات حرمة النفس والمال والعرض (الشرف والكرامة).
● هل بلغت؟: سؤال النبي ﷺ للتأكد من وصول الرسالة وتبليغها.
● حجة الوداع: هي الحجة التي حجها النبي ﷺ في السنة العاشرة من الهجرة، وكانت آخر حجة له، وبعدها توفي ﷺ.

2. شرح الحديث:


في هذا الحديث، وقف النبي ﷺ في يوم النحر بين الجمرات في حجة الوداع، وسأل الصحابة ثلاثة أسئلة متتالية عن اليوم والبلد والشهر، وكانوا يجيبونه بأنها أيام وشهور وأماكن محرمة ومعظمة في الإسلام. ثم بين ﷺ أن هذا اليوم (يوم النحر) هو يوم الحج الأكبر، وأن حرمة الدماء والأموال والأعراض كحرمة هذا البلد في هذا الشهر في هذا اليوم، أي أنها حرمة عظيمة لا يجوز انتهاكها.
ثم طلب النبي ﷺ من الصحابة الإقرار بأنه بلغ الرسالة، فقالوا: نعم، فدعا الله بالشهادة على ذلك، ثم ودع الناس، فسميت هذه الحجة بحجة الوداع.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة حرمة الدماء والأموال والأعراض: فقد جعل النبي ﷺ انتهاك هذه الحرمات كانتهاك حرمة البلد الحرام في الشهر الحرام، وهذا تأكيد على وجوب صيانتها والحفاظ عليها.
● التأكيد على مبدأ التبليغ: حيث طلب النبي ﷺ من الصحابة الإقرار بتبليغ الرسالة، وهذا يدل على أهمية تبليغ العلم والدعوة إلى الله.
● التذكير بقواعد الإسلام الكبرى: فقد جمع النبي ﷺ في هذه الخطبة أصول الإسلام من تحريم الاعتداء على النفس والمال والعرض.
● بيان مكانة الزمان والمكان: حيث بين النبي ﷺ تعظيم الأماكن والأزمنة الشرعية، مثل مكة والأشهر الحرم.
● الاستشهاد بالله على التبليغ: حيث قال النبي ﷺ "اللهم اشهد"، وهذا يدل على أهمية الاستشهاد بالله في الأمور العظيمة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من خطبة حجة الوداع، التي تعد من أهم الخطب في الإسلام، حيث بين فيها النبي ﷺ كثيرًا من الأحكام والوصايا.
- رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- يستدل بهذا الحديث على تحريم القتل والسرقة والزنا والقذف وغيرها من الجرائم التي تهتك حرمة الدماء والأموال والأعراض.
- فيه إشارة إلى أن الحج من أعظم العبادات، وأن يوم النحر هو أكمل أيامه.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، والحفاظ على حرمات المسلمين.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٠٥٨) عن هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا هشام بن الغاز، قال: سمعت نافعًا يحدّث عن ابن عمر، فذكر الحديث.
ورواه الحاكم (٢/ ٣٣١)، والبيهقي (٥/ ١٣٩) من أوجه أخرى عن هشام بن الغاز، بإسناده، مثله. ومن هذا الطريق رواه أيضًا أبو داود (١٩٤٥) إلّا أنه اختصره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السّياقة. وأكثر هذا المتن مخرّج في الصحيحين إلّا قوله: «إنّ يوم الحجّ الأكبر يوم النّحر» فإنّ الأقاويل فيه عن الصّحابة والتابعين
﵃ على خلاف بينهم فيه، فمنهم من قال: يوم عرفة، ومنهم من قال: يوم النحر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 541 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا يوم الحج الأكبر دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

  • 📜 حديث: هذا يوم الحج الأكبر دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذا يوم الحج الأكبر دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذا يوم الحج الأكبر دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذا يوم الحج الأكبر دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب