أحستم وأجملتم كذا فاصنعوا

حديث: أحستم وأجملتم كذا فاصنعوا

عن بكر بن عبد الله المزني قال: كنت جالسا مع ابن عباس عند الكعبة، فأتاه أعرابيٌّ، فقال: ما لي أرى بني عمِّكم يسقون العسل واللَّبن، وأنتم تسقون النّبيذ؟ أمن حاجة بكم أم من بخل؟ فقال ابن عباس: الحمد لله ما بنا من حاجة ولا بخل، قدم النبي ﷺ على راحلته وخلفه أسامة فاستقى، فأتيناه بإناء من نبيذ، فشرب وسقى فضله أسامة، وقال: «أحستم وأجملتم، كذا فاصنعوا». فلا نريد تغيير ما أمر به رسول الله ﷺ.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٣١٦) عن محمد بن المنهال الضّرير، حدّثنا يزيد بن زريع، حدثنا حميد الطّويل، عن بكر بن عبد الله المزنيّ، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول. هذا حديثٌ عظيمٌ يحمل قصةً تدل على تمسك الصحابة الكرام بسنة النبي ﷺ وهديه، وحرصهم على اتباعه في كل صغيرة وكبيرة.

شرح الحديث:

الراوي: بكر بن عبد الله المزني، وهو من التابعين الثقات.
الموقف: جلس بكر بن عبد الله مع الصحابي الجليل عبد الله بن عباس - حبر الأمة وترجمان القرآن - عند الكعبة المشرفة.
الأعرابي: جاء رجل من البادية (الأعرابي) وسأل ابن عباس سؤالاً يستنكر فيه فعل قريش (بني عمكم، أي بني هاشم وقريش) حيث كانوا يشربون النبيذ (وهو هنا شراب منقوع من التمر أو الزبيب، غير مسكر) بينما غيرهم يشربون العسل واللبن، فظن أن ذلك بسبب حاجة أو فقر، أو بخل!
رد ابن عباس - رضي الله عنهما -:
بدأ بحمد الله، ثم نفى أن يكون ذلك بسبب حاجة أو بخل، بل هو اتباع لسنة النبي ﷺ.
القصة التي ذكرها:
لما قدم النبي ﷺ إلى مكة (في فتحها أو عمرة) على راحلته وخلفه أسامة بن زيد - رضي الله عنه -، فطلب النبي ﷺ شراباً، فأتوه بإناء من نبيذ (غير مسكر)، فشرب منه، ثم سقى الفضلة لأسامة، وقال: «أحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ، كَذَا فَاصْنَعُوا».
معنى قوله ﷺ:
- «أحسنتم»: أي أحسنتم الصنعة، أو أحسنتم في تقديم هذا الشراب.
- «أجملتم»: أي أجملتم في الفعل، أو أتيتم بالأمر الجميل.
- «كذا فاصنعوا»: أي افعلوا مثل هذا، واصنعوا النبيذ على هذه الهيئة.
خلاصة رد ابن عباس:
أنهم لا يريدون تغيير ما أمرهم به رسول الله ﷺ، فهو سنة متبعة، وليس نقصاً أو عيباً.

الدروس المستفادة من الحديث:

1- اتباع السنة وعدم مخالفتها:
- كان الصحابة - رضي الله عنهم - حريصين على اتباع هدي النبي ﷺ حتى في الأمور الدقيقة مثل نوع الشراب، وهذا من تمسكهم بالسنة.
2- الرد على الشبهات بالحكمة والعلم:
- رد ابن عباس كان رداً حكيماً، مبيناً سبب فعلهم، مستنداً إلى سنة النبي ﷺ، دون غضب أو انفعال.
3- النبيذ غير المسكر مباح:
- النبيذ الذي كان يشربه الصحابة هو منقوع التمر أو الزبيب، إذا لم يصل إلى درجة الإسكار، وهو جائز، كما في هذا الحديث.
4- عدم الالتفات إلى كلام الجهلة أو المستنكرين بدون علم:
- الأعرابي استنكر الأمر لأنه لم يعرف الحكمة، ولكن العالم يبين الحقيقة بالدليل.
5- التواضع وعدم الترفع عن سنة النبي ﷺ:
- قريش كانوا يستطيعون شرب ما هو أفضل من النبيذ، لكنهم فضلوا اتباع السنة.

فوائد إضافية:

- الحديث يدل على حرص الصحابة على تطبيق سنة النبي ﷺ حتى في الأمور التي قد يظنها البعض بسيطة.
- فيه دليل على أن السنة تثبت بقول النبي ﷺ وفعله، وأن الواجب اتباعها.
- الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على اتباع سنة نبيه ﷺ في كل أمر من أمورنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٣١٦) عن محمد بن المنهال الضّرير، حدّثنا يزيد بن زريع، حدثنا حميد الطّويل، عن بكر بن عبد الله المزنيّ، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٣٥٢٨) من وجه آخر عن حماد، عن حميد، وفيه: «ما شأن آل معاوية يسقون الماء والعسل، وآل فلان يسقون اللّبن».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 511 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحستم وأجملتم كذا فاصنعوا

📜 حديث: أحستم وأجملتم كذا فاصنعوا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أحستم وأجملتم كذا فاصنعوا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أحستم وأجملتم كذا فاصنعوا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أحستم وأجملتم كذا فاصنعوا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية