حديث: أبردوا الحمى بماء زمزم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في شرب ماء زمزم وصبه على الرّأس للحاج والمعتمر وغيرهما وأنه ماء مبارك، ويستشفى به

عن ابن عباس، قال: إنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ الحُمّى من فيح جهنّم، فأبردوها بماء زمزم».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٦٤٩) وصحّحه ابن حبان (٦٠٢٨)، والحاكم (٤/ ٤٠٣) كلّهم من طريق عفان، حدّثنا همام، أخبرنا أبو جمرة، قال: كنتُ أدفع النّاس عن ابن عباس، فاحتبستُ أيامًا، فقال: ما حبسك؟ قلت: الحُمّى.

عن ابن عباس، قال: إنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ الحُمّى من فيح جهنّم، فأبردوها بماء زمزم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي طلبت شرحه: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَمَ». رواه البيهقي في "شعب الإيمان" وهو حسن.


1. شرح المفردات:


● الحُمَّى: هي الارتفاع الشديد في حرارة الجسم، وهو المرض المعروف.
● مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ: "الفَيْح" بمعنى الشيء المنتشر المنبعث بشدة، كلهب النار المنتشر وحرارتها. أي أن الحمى من حرارة جهنم وشدة لهبها.
● فَأَبْرِدُوهَا: أي اطلبوا تبريدها وتخفيف حرارتها.
● بِمَاءِ زَمْزَمَ: ماء بئر زمزم المعظمة في مكة المكرمة، وهو ماء مبارك شريف.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الحمى التي تصيب الإنسان وتُحمي جسمه لها منشأ عظيم الشدة، فهي من فيح جهنم، أي من حرارتها العظيمة المنتشرة. وهذا لا يعني أنها جزء من جهنم ذاتها، بل هو تشبيه لشدة حرها وألمها بحر جهنم، ليعظّم الناس أجر الصبر عليها ويستعيذوا بالله من شرها.
ثم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعلاجها بماء زمزم، وهو ماء مبارك طهور، شفاءٌ لما شرب له، كما في الأحاديث الصحيحة. وفيه إرشاد إلى التداوي، وأنه ينبغي للمسلم أن يلجأ إلى الأسباب المشروعة مع التوكل على الله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم أجر الصبر على المرض: ببيان أن الحمى من فيح جهنم، يوضح النبي صلى الله عليه وسلم عظم أجر من يصبر عليها ويحتسب، فإنها تكفر الذنوب وترفع الدرجات.
2- التداوي واستعمال الأسباب: الحديث دليل على مشروعية التداوي، وأنه لا تعارض بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب المباحة.
3- بركة ماء زمزم: فيه فضيلة عظيمة لماء زمزم، والحث على التبرك به والتداوي به، فهو ليس للشرب فقط بل للاستشفاء والرقية.
4- التشبيه لأجل العبرة: يستخدم النبي صلى الله عليه وسلم التشبيه البليغ (بفيح جهنم) لتقريب المعنى وبيان شدة الألم، مما يزيد في خشية الله والصبر على بلائه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُحمَل على معناها المجازي لا الحقيقي، فالحمى خلقها الله في الدنيا لأسباب طبية وحكم عظيمة، وليس لها اتصال حقيقي بنار الآخرة، وإنما شبهت بها في شدة الحر والألم.
- يجوز التداوي بماء زمزم مع النية الصالحة والاعتقاد أن الشفاء بيد الله تعالى، وهذا من التبرك المشروع.
- ينبغي للمسلم عند الإصابة بالحمى أو أي مرض أن يجمع بين الأخذ بالأسباب الطبية الشرعية، والدعاء، والصبر، والاحتساب، ليحصل على الأجر والشفاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٦٤٩) وصحّحه ابن حبان (٦٠٢٨)، والحاكم (٤/ ٤٠٣) كلّهم من طريق عفان، حدّثنا همام، أخبرنا أبو جمرة، قال: كنتُ أدفع النّاس عن ابن عباس، فاحتبستُ أيامًا، فقال: ما حبسك؟ قلت: الحُمّى. قال: إنّ رسول الله قال (فذكر الحديث).
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا السّياق».
قال الأعظمي: وهو كما قال، إلا أنه وهم في استدراكه على البخاريّ؛ لأنّ الحديث رواه البخاريّ (٣٢٦١) عن عبد الله بن محمد، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا همام، بإسناده. وفيه: قال ابن عباس: أبردها عنك بماء زمزم، ثم قال: إنّ رسول الله ﷺ قال: «الحمّى من فيح جهنّم فأبردوها بالماء، أو قال: بماء زمزم» شكّ فيه همام.
فلعلّ الحاكم أخرجه من أجل اليقين بماء زمزم؛ فإنّ البخاريّ لم يخرجه بهذا السّياق -أعني- اليقين.
وعفّان هو ابن مسلم إمام حافظ متقن. قال ابن المديني: «كان إذا شكّ في حرف من الحديث تركهـ». فيقينه مقدّم على من شكّ فيه عن همّام، وهو أبو عامر العقديّ (عبد الملك بن عمرو القيسيّ) الذي روى من طريقه البخاريّ وهو دون عفان بن مسلم في الحفظ والإتقان.
وذكر زمزم في هذا الحديث لا يمنع من إبراد الحمّى بالماء المطلق لمن لا يجد ماء زمزم؛ لأنّ البخاري بعد أن أخرج حديث ابن عباس، وذكر أنه كان بمكة وفيها ماء زمزم، أخرج بعده حديث رافع بن خديج يقول: سمعت النبيّ ﷺ يقول: «الحمّى من فور جهنّم فأبردوها عنكم بالماء».
وكذلك أخرج حديث عائشة وابن عمر إشارة إلى استعمال الماء المطلق لإبراد الحمّى، فمن وجد ماء زمزم يبردها به، ومن لم يجد فيبردها بأيّ ماء وجد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 506 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبردوا الحمى بماء زمزم

  • 📜 حديث: أبردوا الحمى بماء زمزم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبردوا الحمى بماء زمزم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبردوا الحمى بماء زمزم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبردوا الحمى بماء زمزم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب