حديث: طواف الذين أهلوا بالعمرة ثم حلوا ثم طافوا طوافًا آخر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب السّعي على المتمتع بعد طواف الإفاضة بخلاف القارن فإن عليه سعيًا واحدًا

عن عائشة، قالت: فطاف الذين أهلُّوا بالعمرة بالبيت، وبالصّفا والمروة، ثم حلُّوا، ثم طافوا طوافًا آخر بعد أن رجعوا من منًى لحجِّهم. وأمّا الذين كانوا جمعوا الحجَّ والعمرة، فإنّما طافوا طوافًا واحدًا ... الحديث.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٥٥٦)، ومسلم في الحج (١٢١١: ١١١) كلاهما من طريق مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، قالت: فطاف الذين أهلُّوا بالعمرة بالبيت، وبالصّفا والمروة، ثم حلُّوا، ثم طافوا طوافًا آخر بعد أن رجعوا من منًى لحجِّهم. وأمّا الذين كانوا جمعوا الحجَّ والعمرة، فإنّما طافوا طوافًا واحدًا ... الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو يتناول أحكام طواف الإفاضة (طواف الزيارة) وحكم من جمع بين الحج والعمرة (القارن) في حجة الوداع.
وفيما يلي الشرح الوافي للحديث:

1. شرح المفردات:


● الذين أَهَلُّوا بالعمرة: أي الذين نَوُوا وأحْرَمُوا بالعمرة وحدها في أشهر الحج (وهذا يسمى "المتمتع").
● حلُّوا: خرجوا من إحرامهم بعد انتهاء مناسك العمرة (حلقوا أو قصروا من شعرهم).
● منًى: مكان قريب من مكة يمكث فيه الحجاج يوم عيد الأضحى وليلتي اليومين التاليين.
● الذين كانوا جمعوا الحج والعمرة: أي الذين أحْرَمُوا بالحج والعمرة معاً (يسمون "القارن")، أو أحْرَمُوا بالعمرة أولاً ثم أدخلوا عليها الحج قبل الشروع في طواف العمرة (يسمون "المفرد" الذي تحلل بعمرة ثم أحرم بالحج لاحقاً، وحكمه حكم القارن في بعض التفاصيل).
● طوافًا واحدًا: يقصد به طواف الإفاضة (الركن)، الذي يُجزئ عنهم عن طواف العمرة وطواف الحج.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد بعد انتهاء الحجاج من الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة يوم النحر. وكان ضمن الصحابة من دخل في الإحرام بثلاثة أنواع:
● المتمتع: الذي أحرم بالعمرة فقط في أشهر الحج، ثم تحلل منها، ثم أحرم بالحج في نفس العام.
● القارن: الذي أحرم بالحج والعمرة معاً (قَرَن بينهما في إحرام واحد).
● المفرد: الذي أحرم بالحج فقط.
فبيَّنت عائشة رضي الله عنها الفرق في فعل الطواف بين هؤلاء:
● أما المتمتعون (الذين أهَلُّوا بالعمرة): فقد أدوا مناسك العمرة كاملة عند وصولهم مكة (شملت طواف العمرة والسعي بين الصفا والمروة)، ثم تحللوا من إحرامهم وخرجوا إلى حِلّ (أي أصبحوا حلالاً، فلبسوا الثياب واستمتعوا بما أحل الله لهم حتى يوم الثامن من ذي الحجة حيث أحْرَمُوا بالحج). وبعد أن انتهوا من مناسك الحج (الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ورمي الجمرات يوم النحر)، طافوا طواف الإفاضة (وهو ركن من أركان الحج)، ثم سعوا سعي الحج (إن لم يكونوا قد سعوا بعد طواف القدوم). فصار لهم طوافان: طواف للعمرة، وطواف آخر للإفاضة للحج.
● أما القارنون (الذين جمعوا الحج والعمرة): فقد أحْرَمُوا بنية الحج والعمرة معاً. وعند وصولهم مكة، طافوا طواف القدوم (وهو سنة للقارن والمفرد)، ثم سعوا سعياً واحداً للعمرة والحج معاً. ثم بقوا على إحرامهم حتى يوم النحر. وبعد أن رمى الجمرة وحلق أو قصر، طافوا طواف الإفاضة. وهذا الطواف الواحد (طواف الإفاضة) يَكفِيهم ويُحْسَب لهم عن طواف العمرة وطواف الحج، فلم يكونوا بحاجة إلى طواف ثانٍ. وهذا معنى قولها: "فإنما طافوا طوافاً واحداً".

3. الدروس المستفادة منه:


● بيان حكم الشرع في أنواع النسك: يوضح الحديث التفصيل العملي الذي حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم للفرق بين أفعال المتمتع والقارن، وهو دليل على أن كل نسك له أحكامه.
● التيسير على الأمة: في حالة القارن، أسقط الشرع عنه طوافاً كاملاً (طواف العمرة) واكتفى بطواف الإفاضة، تخفيفاً وتيسيراً عليه، لأنه بقي على إحرامه ولم يتحلل.
● الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم قارناً في حجة الوداع، فطاف طواف الإفاضة واكتفى به، ففعل الصحابة مثله.
● أهمية فهم النية: أفعال الحج تتغير وتختلف باختلاف نية المحرم (أهلَّ بالعمرة أم بالحج أم بهما معاً).

4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم طواف الإفاضة: هو ركن من أركان الحج، لا يصح الحج بدونه.
● وقته: يبدأ وقته بعد منتصف ليلة النحر (ليلة العيد)، والأفضل أن يؤدى يوم النحر بعد الرمي والحلق، ويجوز تأخيره إلى أيام التشريق أو بعده، ولكن لا يحل للحاج أن يؤخرها عن ذي الحجة إلا لعذر.
● السعي: من كان قارناً أو متمتعاً ولم يسعَ بعد طواف القدوم، فإنه يسعى بعد طواف الإفاضة. أما المفرد والقارن الذي سعى بعد طواف القدوم، فلا يجب عليه سعي آخر.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحجّ (١٥٥٦)، ومسلم في الحج (١٢١١: ١١١) كلاهما من طريق مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته. وهو جزء من حديث سبق ذكره بتمامه.
وبهذا قال جمهور أهل العلم، وفي رواية عند أحمد: المتمتع يكفيه السعي الأول، واستحب السعي مرة ثانية.
قولها: «فإنما طافوا طوافًا واحدًا» أي سعيًا واحدًا، والطواف هنا المقصود منه السعي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 512 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طواف الذين أهلوا بالعمرة ثم حلوا ثم طافوا طوافًا آخر

  • 📜 حديث: طواف الذين أهلوا بالعمرة ثم حلوا ثم طافوا طوافًا آخر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: طواف الذين أهلوا بالعمرة ثم حلوا ثم طافوا طوافًا آخر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: طواف الذين أهلوا بالعمرة ثم حلوا ثم طافوا طوافًا آخر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: طواف الذين أهلوا بالعمرة ثم حلوا ثم طافوا طوافًا آخر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب