حديث: التيسير في الحج ورفع الحرج

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: إنّ النبيّ ﷺ بينا هو واقف يخطب يوم النّحر، فقام إليه رجل، فقال: ما كنتُ أحسب يا رسول الله أن كذا وكذا قبل كذا وكذا. ثم جاء آخر فقال: يا رسول الله! كنت أحسب أن كذا قبل كذا وكذا لهؤلاء الثلاث، قال: «افعلْ ولا حرج».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٧٣٧)، ومسلم في الحجّ (١٢٠٦) كلاهما من حديث الزهري، عن عيسى بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو، فذكره، ولفظهما سواء.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: إنّ النبيّ ﷺ بينا هو واقف يخطب يوم النّحر، فقام إليه رجل، فقال: ما كنتُ أحسب يا رسول الله أن كذا وكذا قبل كذا وكذا. ثم جاء آخر فقال: يا رسول الله! كنت أحسب أن كذا قبل كذا وكذا لهؤلاء الثلاث، قال: «افعلْ ولا حرج».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُظهر سماحة الشريعة الإسلامية ويسرها، وتُبرز رحمة النبي ﷺ وحلمه في تعليم الناس.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● يوم النحر: هو يوم عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة)، وهو اليوم الذي يذبح فيه الحجاج هديهم.
● واقف يخطب: أي أن النبي ﷺ كان واقفاً يلقي خطبة عيد الأضحى.
● ما كنت أحسب: أي ما كنت أظن أو أعتقد.
● كذا وكذا: هذه العبارة في الرواية تحمل معنى التغيير والتبديل في ترتيب المناسك، أي أن السائل كان يعتقد أن منسكاً معيناً يجب أن يفعله قبل آخر، ففعله على غير ما اعتقد.
● افعل ولا حرج: أي افعل ما شئت من هذه الأمور (المناسك) على أي ترتيب، ولا إثم عليك ولا لوم.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن موقف جليل حدث أثناء خطبة النبي ﷺ في يوم النحر (أي يوم العيد).
فبينما النبي ﷺ يخطب الناس ويعلمهم مناسك الحج، قام إليه رجل وسأله عن حكم فعلٍ قام به على خلاف ما كان يعتقده، حيث قال: "ما كنت أحسب أن كذا وكذا قبل كذا وكذا"، أي: "يا رسول الله، لقد فعلت منسكاً (مثل الطواف أو السعي) قبل منسك آخر، مع أني كنت أعتقد أن الترتيب بينهما يجب أن يكون عكس ذلك".
ثم جاء آخر وسأل سؤالاً مشابهاً عن ترتيب آخر للمناسك.
فأجابهم النبي ﷺ بكلمة جامعة مانعة: «افعل ولا حرج». أي أن الترتيب في أفعال الحج مثل الطواف والسعي والرمي وغيرها ليس على سبيل الوجوب والإلزام في هذه الحالة، فلو قدمت أحدها على الآخر فلا بأس، ولا إثم عليك في ذلك.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر من الحديث:


1- يسر الشريعة الإسلامية وسماحتها: يظهر هذا الحديث بوضوح كيف أن الإسلام دين يسر لا عسر، وقد رفع الحرج عن الأمة في كثير من الأمور، خاصة في العبادات التي قد يشتبه على الناس ترتيبها أو كيفيتها.
2- الحلم والرفق في التعليم: موقف النبي ﷺ وهو في وسط خطبته، حيث لم يزجر السائلين أو ينهرهما لقطعهما للخطبة، بل أجابهما بردٍ طيبٍ وحكمٍ عادل، وهو درس عظيم للمعلمين والدعاة في الصبر على المتعلمين والرفق بهم.
3- جواز سؤال العالم في حال الاشتباه والجهل: الحديث دليل على مشروعية سؤال أهل العلم عند وقوع الإنسان في حيرة أو شك في أمر دينه، ولو كان ذلك في وقت الخطبة.
4- بيان أن بعض الترتيبات في العبادات تكون على سبيل الاستحباب لا الوجوب: فهم الصحابة من قوله ﷺ "افعل ولا حرج" أن ترتيب بعض مناسك الحج – في تلك الحال– ليس واجباً بل هو من الأمور المرنة التي لا يبطل الحج بترك الترتيب فيها.
5- التيسير على الأمة وعدم تضييق الأمور عليها: كان هذا الجواب منه ﷺ تطميناً للنفوس ورفعاً للحرج والمشقة عن الناس، خاصة وأنهم حديثو عهد بالشرع وقد يشتبه عليهم الأمر.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الفقه، يستدل به العلماء على رفع الحرج في كثير من المسائل، وأن المشقة تجلب التيسير.
- المقصود بـ "الكذا وكذا" في الرواية – كما فسره أهل العلم– هو تقديم بعض المناسك على بعض، مثل أن يقدم الحاج السعي على الطواف، أو يقدم الرمي على الذبح، أو غير ذلك من أفعال الحج.
- قوله ﷺ "افعل ولا حرج" خاص بترتيب أفعال الحج في ذلك الموقف، وليس إطلاقاً لكل شيء، فبعض الأفعال لها ترتيب واجب لا يجوز الخروج عنه.
- يستفاد من الحديث أيضاً أهمية خطبة العيد وأنها وسيلة для تعليم الناس أحكام دينهم ومناسكهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحجّ (١٧٣٧)، ومسلم في الحجّ (١٢٠٦) كلاهما من حديث الزهري، عن عيسى بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو، فذكره، ولفظهما سواء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 534 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التيسير في الحج ورفع الحرج

  • 📜 حديث: التيسير في الحج ورفع الحرج

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التيسير في الحج ورفع الحرج

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التيسير في الحج ورفع الحرج

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التيسير في الحج ورفع الحرج

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب