حديث: أفاض رسول الله ﷺ من آخر يومه حين صلّى الظهر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في طواف الإفاضة يوم النّحر وهل منْ لم يطُفْ يوم النّحر يعود محرمًا؟
حسن: رواه أبو داود (١٩٧٣) من طرق، عن أبي خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو جزء من حديث طويل يصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم (حجة الوداع)، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله.
النص الكامل للحديث (بزيادة توضيحية):
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر، ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ويقف عند الأولى والثانية فيطيل الوقوف، ويرمي الثالثة لا يقف عندها".
الشرح التفصيلي:
# 1. شرح المفردات:
● أفاض: الإفاضة هنا تعني الانصراف والخروج من مكة. والمقصود الإفاضة من مكة إلى منى بعد انتهاء مناسك الحج.
● من آخر يومه: أي في اليوم الأخير من أيام الحج، وهو يوم النحر (العاشر من ذي الحجة).
● حين صلى الظهر: أي بعد أن أدى صلاة الظهر في مكة.
● رجع إلى منى: عاد إلى منطقة منى للمبيت فيها.
● ليالي أيام التشريق: أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر (الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحية). و"لياليها" يعني أنه بات فيها.
● يرمي الجمرة: يقذف الجمرات (وهي الأماكن المعروفة بمنى) بالحصى.
● إذا زالت الشمس: أي عند وقت الزوال، وهو بداية وقت صلاة الظهر.
● بسبع حصيات: سبع حصيات صغار (بحجم حبة الفول أو نحوه).
● يكبر مع كل حصاة: يقول "الله أكبر" عند رمي كل حصاة.
● يقف عند الأولى والثانية: بعد رمي الجمرة الصغرى ثم الوسطى، كان يقف يدعو الله تعالى.
● فيطيل الوقوف: يطيل في الدعاء والذكر.
● لا يقف عندها: لا يقف للدعاء بعد رمي جمرة العقبة (الكبرى).
# 2. شرح الحديث:
يصف هذا الحديث جزءاً من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وتحديداً ما فعله بعد انتهاء وقوفه بعرفة والمبيت بمزدلفة وذبح الهدي يوم النحر.
● أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر: في يوم النحر (العاشر من ذي الحجة)، بعد أن رمى جمرة العقبة وذبح هديه وحلق رأسه، طاف طواف الإفاضة (وهو ركن من أركان الحج) في مكة. ثم صلى الظهر في مكة، وبعد الصلاة انصرف (أفاض) عائداً إلى منى للمبيت فيها.
● ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق: بات النبي صلى الله عليه وسلم في منى ليالي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر (ليالي 11، 12، 13 ذي الحجة)، وهذا هو السنة للمتعجل وغير المتعجل في ذلك العام.
● يرمي الجمرة إذا زالت الشمس، كل جمرة بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة: في كل يوم من هذه الأيام الثلاثة، كان يرمي الجمرات الثلاث (الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة الكبرى) بعد زوال الشمس (بداية وقت الظهر). وكان يرمي كل جمرة بسبع حصيات متعاقبات، ويقول "الله أكبر" مع قذف كل حصاة.
● ويقف عند الأولى والثانية فيطيل الوقوف، ويرمي الثالثة لا يقف عندها: بعد الانتهاء من رمي الجمرة الصغرى، كان يتقدم قليلاً ويقف مستقبلاً القبلة، ويرفع يديه، ويدعو الله دعاءً طويلاً. ثم يفعل الشيء نفسه بعد رمي الجمرة الوسطى. أما بعد رمي جمرة العقبة (الكبرى)، فإنه كان ينصرف فوراً ولا يقف للدعاء عندها.
# 3. الدروس المستفادة والفقه فيه:
● بيان هدي النبي في أيام التشريق: الحديث دليل على أن السنة للمحرم أن يبيت بمنى ليالي أيام التشريق.
● وقت رمي الجمرات: وقت الرمي يبدأ من زوال الشمس (بعد دخول وقت الظهر) إلى غروبها، وهذا هو الأفضل. ويجوز الرمي ليلاً لعذر كالزحام أو المرض أو لكونه امرأة تخاف الزحام، لكن الأفضل اتباع هدي النبي.
● كيفية الرمي: يكون الرمي بسبع حصيات لكل جمرة، مع التكبير عند رمي كل حصاة.
● مشروعية الدعاء بعد الرمي: يستحب بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى أن يقف الحاج مستقبلاً القبلة، ويرفع يديه، ويدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ويطيل في الدعاء.
● عدم الوقوف عند جمرة العقبة: لا يقف للدعاء بعد رمي جمرة العقبة الكبرى، بل ينصرف فوراً، وهذا من completoة النسك.
● التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم: الحديث يأمرنا باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع مناسك الحج كما فعلها، فهي الأسوة الحسنة.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث هو أصل من الأصول التي يستند إليها الفقهاء في بيان مناسك الحج، خاصة فيما يتعلق بأيام منى ورمي الجمرات.
- المبيت في منى ليالي أيام التشريق واجب عند جمهور العلماء،
تخريج الحديث
وإسناده حسن، فيه محمد بن إسحاق، وقد صرّح بالتحديث عند ابن حبان (٣٨٦٨)، كما سيأتي تخريجه تامًا بعد أبواب.
قول جابر: «فصلّي بمكة الظّهر» وفي حديث ابن عمر السابق أنه «رجع فصلّي الظّهر بمني».
فذهب بعض أهل العلم إلى ترجيح حديث جابر، ويؤيده حديث عائشة، فيما نقله عنهم الإمام ابن القيم في زاد المعاد (٢/ ٢٨٠ - ٢٨٣).
ومن أهل العلم من جمع بينهما كالنّووي في شرحه لصحيح مسلم (٨/ ١٩٢) حيث قال: «ووجه الجمع بينهما أنه ﷺ طاف للإفاضة قبل الزوال، ثم صلّى الظهر بمكة في أوّل وقتها، ثم رجع إلى منى فصلّي بها الظّهر مرة أخرى بأصحابه حين سألوه ذلك، فيكون متنفلا بالظهر الثانية التي بمني ...».
ونقله عنه الشّوكانيّ في «نيل الأوطار» (٣/ ٤٢٧) ثم قال: «وذكر ابن المنذر نحوه، ويمكن الجمع بأن يقال: إنه صلّى بمكة، ثم رجع إلى مني، فوجد أصحابه يصلون الظهر فدخل معهم متنقلًا؛ لأمره ﷺ بذلك لمن وجد جماعة يصلّون وقد صلّي».
وأمّا ما رُوي عن عائشة، وابن عباس: أنّ النبيّ ﷺ أخّر طواف يوم النّحر إلى اللّيل فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٢٠٠٠)، والترمذي (٩٢٠)، وابن ماجه (٣٠٥٩)، وأحمد (٢٦١١، ٢٦١٢)، والبيهقي (٥/ ١٤٤) كلّهم من طرق عن سفيان، عن أبي الزبير، عن عائشة، وابن عباس، فذكراه. قال الترمذي: حسن صحيح.
وهو كما قال، وظاهر الإسناد إلى ابن عباس صحيح، وأما إلى عائشة ففيه انقطاع بين أبي الزبير وعائشة، وفي الحديث أيضا علة خفية وهي أنه يخالف الأحاديث الصحيحة الثابتة التي سبق ذكرُها أفاضَ يوم النحر، وصلى الظهر بمنى، فلعل ذلك يعود إلى تدليس أبي الزبير بأنه سمع ذلك عن بعض الضعفاء ودلّسه.
قال الترمذيّ عقب ذكر الحديث: «وقد رخّص بعض أهل العلم في أن يؤخر طواف الزّيارة إلى اللّيل، واستحب بعضهم أن يزور يوم النحر، ووسْع بعضهم أن يؤخر ولو إلى آخر أيام مني» انتهى.
وأمّا من لم يطف يوم النّحر فهل يعود محرمًا؟ فالصحيح أنه لا يعود محرمًا وبه قال جمهور أهل العلم من الصّحابة والتابعين ومن بعدهم.
وأما ما رُوي عن أمّ سلمة ﵂ فهو مخرَّج في المنة الكبرى (٤/ ٢٨٤ - ٢٨٨)، ولكن أعيده هنا لأهميته مع مزيد من التوضيح والتعليق.
قالت أمّ سلمة ﵂: كانت ليلتي التي يصير إليَّ فيها رسول الله ﷺ مساء يوم النّحر، فصار إليَّ ودخل عليَّ وهبُ بن زمعة، ومعه رجل من آل أبي أميّة مُتقمِّصين، فقال رسول الله ﷺ لوهب: «هل أفضتَ يا عبد الله؟». قال: لا والله يا رسول الله! قال ﷺ: «انْزعْ عنك القميص». قال: فنزعه من رأسه، ونزع صاحبه قميصه من رأسه، ثم قال: لِمَ يا رسول الله؟ قال: «إنّ هذا يوم رُخَّص لكم إذا رميتم الجمرة أن تحلُّوا -يعني من كلّ ما حرمتم منه إلّا النساء، فإذا أمسيتم قبل أن تطوفوا هذا البيت صرتم حُرُمًا كهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة، قبل أن تطوفوا به».
رواه أبو داود (١٩٩٩) عن الإمام أحمد ويحيى بن معين -المعنى واحد- وهو في مسنده (٢٦٥٣٠)، وابن خزيمة (٢٩٥٨)، والحاكم (١/ ٤٨٩)، والبيهقيّ (٥/ ١٣٧) كلّهم من حديث محمد بن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، عن أبيه، وعن أمّه زينب بنت أبي سلمة، بحدّثانه ذلك جميعًا عن أمّ سلمة، قالت (فذكرته).
ومحمد بن إسحاق وإن كان صرَّح فإنه لا يقبل في السنن إذا انفرد كما قال الإمام أحمد.
قال أيوب بن إسحاق بن سامري: سألت أحمد فقلت له: يا أبا عبد الله إذا انفرد ابن إسحاق بحديث تقبل؟ قال: لا والله، إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا.
وقال أبو داود: سمعت أحمد وذُكر عنده محمد بن إسحاق فقال: كان رجلًا يشتهي الحديث، فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه.
وقال عبد الله: لم يكن يحتج به أبي في السنن.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن إسحاق ولم يُعمل به. قال البيهقيّ: «لا أعلم أحدًا من الفقهاء يقول بذلك».
وأمّا أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، فقال ابن سعد: كان قليل الحديث. وقال أبو زرعة: لا أعرف أحدًا سمّاه، وكذلك قال أبو حاتم، ولم يذكر المزيّ توثيقه من أحد، بل قال الحافظ في «التقريب»: «مقبول». وهو مشعر إلى جهالة حاله وإن كان روي له مسلم كما قال المزي عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، عن أبيه، عن جده -يعني الليث-، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، أنه قال: أخبرني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، أنّ أمّه زينب بنت أبي سلمة أخبرته، أنّ أمها أمّ سلمة زوج النبيّ ﷺ كانت تقول (فذكرت قصة رضاع الكبير).
قال الأعظمي: أخرجه مسلم متابعًا لحديث حميد بن نافع يقول: سمعت زينب بنت أبي سلمة تقول: سمعت أم سلمة تقول (فذكر قصة سهلة بنت سهيل في إرضاع سالم).
فصحَّ قول الحافظ ابن حجر: «مقبول» أي إذا توبع، وقد توبع.
وأما في الحديث الذي أنا في صدده فمع تفرده وقع في إسناده اضطراب. فقد رواه أيضًا الإمام
أحمد (٢٦٥٣١) فقال: قال محمد (يعني ابن أبي عدي)، قال أبو عبيدة: وحدثتني أمّ قيس ابنة مِحصن -وكانت جارة لهم- قالت: خرج من عندي عُكاشة بن محصن في نفر من بني أسد متقمّصين عشيّة يوم النّحر، ثم رجعوا إليَّ عشاء، قمصُهم على أيديهم يحملونها. قالت: فقلت: أي عكاشة، مالكم خرجتم متقمِّصين، ثم رجعتم وقمصكم على أيديكم تحملونها؟ فقال: خيرًا يا أمَّ قيس، كان هذا يومًا قد رُخَّص لنا فيه إذا نحن رمينا الجمرة، حللنا من كل ما حُرمنا منه إلّا ما كان من النساء حتى نطوف بالبيت، فإذا أمسينا ولم نطُف به، صرنا حرمًا كهيئتنا قبل أن نرمي الجمرة، حتى نطوف به، فأمسينا ولم نطف، فجعلنا قُمُصنا كما ترين».
فجعل محمد بن أبي عدي يروي عن أبي عبيدة بدون ذكر محمد بن إسحاق بينه وبين أبي عبيدة، وأبو عبيدة يقول: حدثتني أم قيس ابنة محصن ولم يرفعه إلى النبيّ ﷺ.
ورواه ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أمّ قيس بنت محصن، قالت: دخل عليَّ عكاشة بن محصن وآخر في منى مساء يوم الأضحي فنزعا ثيابهما وتركا الطيب، فقلت: ما لكما؟ فقالا: إنّ رسول الله ﷺ. قال لنا: «من لم يُفضْ إلى البيت من عشيته، فليدع الثّياب والطّيب».
رواه الطّحاويّ في شرح المعاني (٣٩٤٢) من طريق عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة. ورواه أيضًا من طريق ابن أبي مريم، نا عبد الله بن لهيعة، قال: ثنا أبو الأسود، عن عروة، عن جدامة بنت وهب -أخت عكاشة بن وهب-، أنّ عكاشة بن وهب صاحب النبيّ ﷺ وأخا له آخر جاءها حين غابت الشمس يوم النحر، فألقيا قميصهما فقالت: ما لكما؟ فقالا: إنّ رسول الله ﷺ قال: «من لم يكن أفاض من هنا فليلق ثيابه». وكانوا تطيّبوا ولبسوا الثياب.
فجعل فيه عكاشة بن وهب، وهذا كلّه من تخليط ابن لهيعة، وفيه كلام معروف. وجدامة بنت وهب، ويقال: جندل، ويقال: جندب الأسدي أخت عكاشة بن محصن لأمه، صحابية لها سابقة وهجرة. قال الدارقطني: من قالها بالذال المعجمة صحَّف.
ثم هل الحديث من مسند جدامة بنت وهب، أم من مسند أم قيس بنت محصن، أم من أمّ سلمة؟ وهل عكاشة هو ابن محصن أم ابن وهب؟ وهذا اضطراب واضح في الإسناد، ووجود ابن لهيعة في الإسناد قرينة قوية لهذا الاضطراب.
ولذا قال الحافظ في الإصابة (٢/ ٤٨٨): «وقد اختلف فيه على ابن لهيعة» ثم أخرج حديث الطحاويّ عن أمّ قيس وقال: «وكأنّ هذا أصح، وقد جاء الحديث من وجه آخر عنها أخرجها الحاكم من طريق ابن إسحاق، حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، حدثتني أمُّ قيس بنت محصن» فذكر الحديث مختصرًا.
قال الأعظمي: فمثل هذا الحديث مع تفرده واضطرابه في إسناده لا يقبل في مثل هذا الحكم الذي نعمّ به البلوى، وقد كان النبيّ ﷺ قال مخاطبًا أصحابه: «خذوا عني مناسككم»، فلا ينبغي أن يخفى
على جمهور الصّحابة ثم التّابعين ومن بعدهم، فإنّ عمر بن الخطاب لما خطب الناس بعرفات وبين لهم سنن الحج وأحكامه وقال فيه: «إذا حلفتم ورميتم فقد حلّ لكم كلّ شيء إلّا النّساء والطّيب«ردّت عليه عائشة وقالت: كنت أطيب رسول الله ﷺ إذا رمي جمرة العقبة قبل أن يفيض. فسنة رسول الله ﷺ أحقّ أن يؤخذ من سنة عمر» فهي ردت عليه بمنع الطّيب فقط، ولم تذكر إذا لم يطف إلى المساء فيعود كما كان. وذلك على جمع من الصّحابة فصار شبه الإجماع؛ ولذا حكم عليه كثير من أهل العلم بالشّذوذ والنكارة.
وقد قال محبّ الطبريّ في «القرى» (ص ٤٧٢) بعد أن بوّب بهذا الحديث: «وهذا حكم لا أعلم أحدًا قال به» فهو ينقل عن الأمّة الإسلامية إلى عهده بأنّ الحكم لم يعمل به، وبالتالي إن نقل عن أحد أنه قال به، ففي ثبوته عنه نظر.
وعلى فرض صحته يمكن حمله على حالهم التي كانوا عليها كما في رواية الطّحاويّ، وكانوا تطيّبوا ولبسوا الثياب وهو أدعى إلى الجماع، وقد حان الليل، فخاف أن يجني على إحرامه قبل طواف الفريضة، فكان أمره ﷺ لهم بالعودة إلى الإحرام من باب سدّ الذّرائع، كما ذهب مالك إلى عدم استعمال الطيب قبل الطواف للسبب نفسه، أو يكون ذلك الأمر لمجرد التشديد لهم في تأخير الطواف، فإن هؤلاء لقربهم لرسول الله ﷺ كان أليق لهم المسارعة إلى أدائه في الوقت المستحب وهو قبل الليل، وعلى هذا فهو خاص لهما دون سائر الناس. وبالله التوفيق.
ومن نسي أن يفيض حتى رجع إلى بلاده فهو حرام حين يذكر حتى يرجع إلى البيت فيطوف به، فإن أصاب النساء أهدي بدنة. قال به الفقهاء الذين ينتهي إلى قولهم من أهل المدينة. أخرجه البيهقيّ (٥/ ١٤٦) بإسناده عن أبي الزّناد، عن الفقهاء.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 498 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 473 الحلّاق يحلق رسول الله وأصحابه يلتقطون الشعر
- 474 شعر النبي ﷺ مخضوب بالحناء والكتم
- 475 اللهم ارحم المحلِّقين والمقصِّرين
- 476 حلق النبي وطائفة من الصحابة وقصر البعض
- 477 اللهم اغفر للمحلقين والمقصرين
- 478 اللهم اغفر للمحلقين وللمقصِّرين
- 479 دعا النبي للمحلقين ثلاثًا وللمقصرين مرة
- 480 يرحم الله المحلقين والمقصرين
- 481 دعاء النبي للمحلقين والمقصرين في الحج
- 482 على النساء التقصير وليس الحلق
- 483 أعطى النبي شعره لأبي طلحة ليوزعه على الناس
- 484 افعل ولا حرج
- 485 ارم ولا حرج اذبح ولا حرج
- 486 لا حرج لا حرج إلا على رجل اقترض عرض مسلم...
- 487 «لا حرج في تقديم الحلق على الذبح أو الرمي»
- 488 لا أحلّ حتى أنحر
- 489 ابن عمر يوجب الحج والعمرة معًا ويقول: كذلك فعل رسول...
- 490 كنت أطيب رسول الله لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل...
- 491 طيب رسول الله عند الإحرام وعند الحل
- 492 كنت أطيب النبي بعد ما يرمي الجمرة قبل أن يفيض...
- 493 لم يحلل من شيء حرم منه حتى فضي حجه ونحر...
- 494 من سنَّة الحجِّ أن يصلي الإمام الظّهر والعصر والمغرب والعشاء...
- 495 أفضلنا يوم النحر مع النبي ﷺ في الحج.
- 496 الإفاضة يوم النحر ثم الصلاة بمنى
- 497 ركب رسول الله فأفاض إلى البيت فصلّى بمكة الظهر
- 498 أفاض رسول الله ﷺ من آخر يومه حين صلّى الظهر
- 499 لم يرمل النبي ﷺ في السبع الذي أفاض فيه
- 500 إنها مباركة إنها طعام طعم
- 501 انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم...
- 502 شرب النبي من زمزم وصب على رأسه
- 503 ماء زمزم لما شرب له
- 504 شرب النبي قائمًا من زمزم
- 505 اسقني ثم قال: اعملوا فإنكم على عمل صالح
- 506 أبردوا الحمى بماء زمزم
- 507 خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم
- 508 من علامات المنافقين أنهم لا يتضلّعون من زمزم
- 509 فضل ماء زمزم
- 510 شرب النبي ﷺ ماءً في الطواف
- 511 أحستم وأجملتم كذا فاصنعوا
- 512 طواف الذين أهلوا بالعمرة ثم حلوا ثم طافوا طوافًا آخر
- 513 يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة
- 514 إذا زالت الشمس فارموا الجمار
- 515 رمي رسول الله الجمرة يوم النّحر ضُحي
- 516 يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات
- 517 استئذان العباس النبي ﷺ لبيت بمكة ليالي منى
- 518 الرخصة لرعاء الإبل في البيتوتة خارجين عن منى
- 519 رخص لرعاء الإبل أن يرموا بالليل
- 520 آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض
- 521 آخر عهده بالبيت
- 522 حاضت صفية فهل تحبسنا؟
معلومات عن حديث: أفاض رسول الله ﷺ من آخر يومه حين صلّى الظهر
📜 حديث: أفاض رسول الله ﷺ من آخر يومه حين صلّى الظهر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أفاض رسول الله ﷺ من آخر يومه حين صلّى الظهر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أفاض رسول الله ﷺ من آخر يومه حين صلّى الظهر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أفاض رسول الله ﷺ من آخر يومه حين صلّى الظهر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








