حديث: ألا هل بلغت؟ اللَّهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن أبي بكرة، قال: خطبنا النبيُّ ﷺ يوم النّحر، قال: «أتدرون أيُّ يوم هذا؟» قلنا: الله ورسولُه أعلم، فسكت حتّى ظننا أنّه سيسمِّيه بغير اسْمه. قال: «أليس يوم النّحر؟» قلنا: بلى. قال: «أيُّ شهر هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتّى ظننا أنه سيُسمِّيه بغير اسمه. فقال: «أليس ذو الحجّة؟». قلنا: بلى، قال: «أيُّ بلد هذا؟». قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكتَ حتّى ظننا أنه سيسمّيه بغير اسمه، قال:
«أليست بالبلدة الحرام؟» قلنا: بلى، قال: «فإنّ دماءكم، وأموالكم، عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربَّكم، ألا هلْ بلغتُ؟». قالوا: نعم. قال: «اللَّهمّ، اشْهد، فليبلِّغ الشّاهدُ الغائب، فربَّ مبلَّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفّارًا، يضربُ بعضُكم رقاب بعض».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٧٤١)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٣١) كلاهما من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، حدّثنا قرة بن خالد، حدّثنا محمد بن سيرين، أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة رضي الله عنه، فذكره.

عن أبي بكرة، قال: خطبنا النبيُّ ﷺ يوم النّحر، قال: «أتدرون أيُّ يوم هذا؟» قلنا: الله ورسولُه أعلم، فسكت حتّى ظننا أنّه سيسمِّيه بغير اسْمه. قال: «أليس يوم النّحر؟» قلنا: بلى. قال: «أيُّ شهر هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتّى ظننا أنه سيُسمِّيه بغير اسمه. فقال: «أليس ذو الحجّة؟». قلنا: بلى، قال: «أيُّ بلد هذا؟». قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكتَ حتّى ظننا أنه سيسمّيه بغير اسمه، قال:
«أليست بالبلدة الحرام؟» قلنا: بلى، قال: «فإنّ دماءكم، وأموالكم، عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربَّكم، ألا هلْ بلغتُ؟». قالوا: نعم. قال: «اللَّهمّ، اشْهد، فليبلِّغ الشّاهدُ الغائب، فربَّ مبلَّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفّارًا، يضربُ بعضُكم رقاب بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي بكرة رضي الله عنه، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة، مثل "فتح الباري" لابن حجر، و"شرح النووي على صحيح مسلم"، و"عمدة القاري" للعيني، وغيرها من المصادر الموثوقة.

الحديث الشريف:


عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: خطبنا النبيُّ ﷺ يوم النّحر، قال: «أتدرون أيُّ يوم هذا؟» قلنا: الله ورسولُه أعلم، فسكت حتّى ظننا أنّه سيسمِّيه بغير اسْمه. قال: «أليس يوم النّحر؟» قلنا: بلى. قال: «أيُّ شهر هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتّى ظننا أنه سيُسمِّيه بغير اسمه. فقال: «أليس ذو الحجّة؟». قلنا: بلى، قال: «أيُّ بلد هذا؟». قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكتَ حتّى ظننا أنه سيسمّيه بغير اسمه، قال: «أليست بالبلدة الحرام؟» قلنا: بلى، قال: «فإنّ دماءكم، وأموالكم، عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربَّكم، ألا هلْ بلغتُ؟». قالوا: نعم. قال: «اللَّهمّ، اشْهد، فليبلِّغ الشّاهدُ الغائب، فربَّ مبلَّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفّارًا، يضربُ بعضُكم رقاب بعض».


1. شرح المفردات:


● يوم النحر: هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم عيد الأضحى، ويُسمى أيضًا يوم الحج الأكبر.
● البلدة الحرام: مكة المكرمة، وهي الحرام بحرمتها التي جعلها الله لها.
● حرام: مُحَرَّمٌ ومعصوم، لا يجوز انتهاكه.
● كحرمة يومكم هذا: أي أن حرمة الدماء والأموال مثل حرمة هذا اليوم العظيم.
● فليبلغ الشاهد الغائب: ليُخبر الحاضر منكم من لم يحضر.
● كفارًا: هنا بمعنى متقاتلين متعادين، وليس الكفر بالله، بل الكفر بالنعمة أو الكفر العملي بمعصية الله بالقتال بغير حق.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يُعد من جوامع كلم النبي ﷺ، وقد ألقاه في حجة الوداع في يوم النحر (أي يوم العاشر من ذي الحجة) بمنى، وهو يؤكد على حرمة الدماء والأموال والأعراض في الإسلام.
- بدأ النبي ﷺ خطبته بسؤال الصحابة عن اليوم والشهر والبلد؛ ليجذب انتباههم ويؤكد على عظمة هذه الأزمنة والأماكن، وليستعدوا لتلقي الأمر الخطير.
- عندما يسأل ويجيبون بأن الله ورسوله أعلم، يسكت قليلاً ليزيد في تشويقهم واهتمامهم، حتى يظنوا أنه سيعطيهم اسمًا جديدًا لهذه الأمور العظيمة، لكنه يؤكد على أسمائها المعروفة؛ ليربط الحرمة بها.
- ثم يعلن أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة، بحرمة هذا اليوم العظيم (يوم النحر)، وفي هذا الشهر الكريم (ذي الحجة)، وفي هذا البلد الحرام (مكة)، وهذه الحرمة دائمة إلى يوم القيامة.
- ثم يستشهدهم على أنه بلغ الرسالة، ويأمر من حضر أن يبلغ من غاب، لأن البلاغ قد يصل إلى من هو أكثر حفظًا وفهمًا ممن سمعه مباشرة.
- وينهى عن الرجوع بعد موته إلى حالة الجاهلية، حيث كانوا يتقاتلون ويُريقون الدماء بغير حق.


3. الدروس المستفادة منه:


● حرمة الدماء والأموال والأعراض: الإسلام يحفظ على الإنسان دينه ونفسه وعقله وماله وعرضه، وهذه من الكليات الخمس التي جاءت الشريعة بحفظها.
● عظمة الزمان والمكان: مثل يوم النحر وشهر ذي الحجة ومكة المكرمة، مما يدل على أن لله حرمات يجب أن تُصان.
● مسؤولية البلاغ: من سمع علماً فليبلغه، فهذه من صفات المؤمنين الناصحين.
● التحذير من الفتنة والاقتتال: بعد موت النبي ﷺ، حذر من الفتن التي تقع بين المسلمين، وأنهم يجب أن يتقوا الله في دمائهم.
● التأكيد على التوحيد والوحدة: النهي عن الرجوع إلى الكفر والضلال والفرقة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة في المعنى.
- خطبة النبي ﷺ في حجة الوداع كانت مليئة بالمواعظ والتشريعات، مثل المساواة بين الناس، وتحريم الربا، والحقوق الزوجية، وغيرها.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على تحريم القتل بغير حق، وتحريم أخذ المال بالباطل، وأن ذلك من الكبائر.
- فيه إثبات صفة العلم لله تعالى ولرسوله ﷺ، حيث يقول الصحابة: "الله ورسوله أعلم".

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظ علينا ديننا ودماءنا وأموالنا وأعراضنا، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٧٤١)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٣١) كلاهما من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو، حدّثنا قرة بن خالد، حدّثنا محمد بن سيرين، أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة رضي الله عنه، فذكره. واللّفظ للبخاريّ.
ورواه البخاريّ في المغازي (٤٤٠٦)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٢٩) كلاهما من طريق عبد الوهاب الثقفيّ، حدّثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، به، أنه قال: «إنّ الزّمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرم، ثلاثة متواليات: ذو القَعدة، وذو الحِجّة، والمحرم، ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان». ثم قال: «أيّ شهر هذا؟» ثم ذكره بنحوه. وزاد بعد قوله: «فإنّ دماءكم وأموالكم» قال محمد -يعني ابن سيرين-: وأحسبه قال: «وأعراضكم».
ورواه البخاريّ في العلم (٦٧)، ومسلم في القسامة (١٦٧٩: ٣٠) كلاهما من طريق عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، به، قال: «لما كان ذلك اليوم، قعد على بعيره، وأخذ إنسان بخطامه، فقال: «أتدرون أيّ يوم هذا«فذكره بنحوه، وفيه قوله: «وأعراضكم«بالجزم.
وزاد مسلمُ في آخره: قال: «ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما، وإلى جزيعة من الغنم فقسمها بيننا».
وهي زيادة مدرجة ليست من حديث أبي بكرة، وإنّما هي من رواية محمد بن سيرين، عن أنس ابن مالك في خطبة عيد الأضحى، كما في الصحيحين، وغيرهما.
قال القاضي عياض: «والأشبه أنّ هذه الزّيادة إنما هي في حديث آخر في خطبة عيد الأضحى، فوهم فيها الرّاوي، فذكرها مضمومة إلى خطبة الحجة، أو هما حديثان ضمّ أحدهما إلى الآخر، وقد ذكر مسلم هذا بعد هذا في كتاب الضّحايا من حديث أيوب وهشام عن ابن سيرين، عن أنس: «أنّ النبيّ ﷺ صلّى، ثم خطب، فأمر من كان ذبح قبل الصلاة أن يعيد» ثم قال في آخر الحديث: «فانكفأ رسول الله ﷺ إلى كبشين أملحين فذبحهما، فقام الناسُ إلى غنيمة فتوزّعوها» فهذا هو الصّحيح، وهو دافع للاشكال اهـ. نقلًا عن شرح صحيح مسلم للنووي (١١/ ١٧٠ - ١٧١).
ويراجع أيضًا العلل الدارقطني سؤال (١٢٦٥)، (١٢٦٨) فقد أعلّه بنحو ذلك، ووهّم راويه عبد الله بن عون.
قال الأعظمي: وحديث أنس المشار إليه سيأتي تخريجه في كتاب الأضاحي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 533 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا هل بلغت؟ اللَّهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب

  • 📜 حديث: ألا هل بلغت؟ اللَّهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا هل بلغت؟ اللَّهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا هل بلغت؟ اللَّهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا هل بلغت؟ اللَّهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب