حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن أبي هريرة، قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَال: «أَيُّهَا النَّاسُ! قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَام يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ -حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعُمْ». ثُمَّ قَال: «ذَرُوِنِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهِيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ».

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٣٣٧) عن زهير بن حرب، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الربيع بن مسلم القرشيّ، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَال: «أَيُّهَا النَّاسُ! قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَام يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ -حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعُمْ». ثُمَّ قَال: «ذَرُوِنِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهِيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن أبي هريرة، قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَال: «أَيُّهَا النَّاسُ! قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَام يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ -حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ». ثُمَّ قَال: «ذَرُوِنِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهِيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ».
١. شرح المفردات:
● فَرَضَ: أوجب وألزم.
● حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا: حتى كرر سؤاله ثلاث مرات.
● لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ: لو أجبته بالإيجاب لصارت فريضة مؤكدة كل عام.
● وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ: ولم تقدروا على القيام بها due to the hardship.
● ذَرُوْنِي مَا تَرَكْتُكُمْ: اتركوني وما سكت عنه ولم أتحدث فيه.
● هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ: أهلكت الأمم السابقة نفسها.
● بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ: بالإكثار من الأسئلة والتعنت.
● وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ: بمخالفتهم وتجادلهم مع أنبيائهم.
٢. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلن في خطبة له أن الله تعالى قد فرض الحج على المسلمين، فيأمرهم بأداء هذه الفريضة العظيمة.
فيسأله رجل: "أكل عام يا رسول الله؟" أي هل الحج واجب كل عام؟ فيسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن الإجابة، ويكرر الرجل سؤاله ثلاث مرات.
فينبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى حكمة سكوته، ويقول: "لو قلت نعم لوجبت وما استطعتم"، أي أن الإيجاب من النبي صلى الله عليه وسلم له قوة التشريع، فلو أجاب بنعم لصار الحج فريضة سنوية، ولكان ذلك يشق على الناس ويثقُل عليهم أداؤه كل عام.
ثم ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى تعليم أمة مهمة عظيمة، فيقول: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ"، أي اتركوني فيما سكتُّ عنه ولم أُوجبه عليكم، فلا تسألوا عن الأشياء التي لم يُذكر حكمها، فإن في السكوت عنها رحمة بكم.
ويبين سبب هذا النهي عن الإكثار من الأسئلة، فيذكر أن سبب هلاك الأمم السابقة كان "بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم"، حيث كانوا يكثرون من الأسئلة التعنتية، ثم يختلفون في الأجوبة ويعاندون أنبياءهم.
ثم يضع النبي صلى الله عليه وسلم القاعدة الذهبية في التعامل مع التكاليف الشرعية: "إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه". وهذه القاعدة تدخل فيها جميع التكاليف الشرعية، وأن المشقة تجلب التيسير.
٣. الدروس المستفادة منه:
● وجوب الحج: الحديث دليل على وجوب الحج مرة واحدة في العمر على المستطيع.
● الحكمة من عدم وجوب الحج每年: رحمة الله تعالى بعدم إيجاب الحج كل عام تخفيفًا على العباد.
● خطر الإكثار من الأسئلة: النهي عن كثرة الأسئلة خاصة التي لا فائدة منها أو التي يكون مقصدها التعنت.
● الاقتداء بالسلف: ترك المسائل التي لم تقع، وعدم الخوض فيما لم يرد فيه نص.
● قاعدة التيسير: أن التكاليف الشرعية مبنية على التيسير ورفع الحرج، كما في قوله: "فأتوا منه ما استطعتم".
● الانقياد للشرع: وجوب الامتثال للأمر والنهي الشرعي دون اعتراض.
● التأسّي بالأمم السابقة: الاعتبار بما حدث للأمم السابقة من الهلاك due to كثرة أسئلتهم ومخالفتهم.
٤. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتلقاة بالقبول.
- الحديث يدخل في باب "التشديد في السؤال عن الأشياء التي لم تحدث" كما ذكر النووي.
- يستفاد من الحديث أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم للشيء ليس كتركنا له، فتركه تشريع كما أن فعله تشريع.
- القاعدة المستفادة: "الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد النهي" تتماشى مع قوله: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ".
- الحديث أصل عظيم في رفع الحرج والمشقة عن الأمة، وهو من محاسن الشريعة الإسلامية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٣٣٧) عن زهير بن حرب، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الربيع بن مسلم القرشيّ، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره. وسبق ذكره في أول الباب.
وفي رواية أخرى عند غير مسلم: أنّ هذه الآية الكريمة التي في المائدة نزلت في ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ [سورة المائدة: ١٠١].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 544 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا

  • 📜 حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب