حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٣٣٧) عن زهير بن حرب، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الربيع بن مسلم القرشيّ، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن أبي هريرة، قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَال: «أَيُّهَا النَّاسُ! قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَام يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ -حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ». ثُمَّ قَال: «ذَرُوِنِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهِيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ».
١. شرح المفردات:
● فَرَضَ: أوجب وألزم.
● حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا: حتى كرر سؤاله ثلاث مرات.
● لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ: لو أجبته بالإيجاب لصارت فريضة مؤكدة كل عام.
● وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ: ولم تقدروا على القيام بها due to the hardship.
● ذَرُوْنِي مَا تَرَكْتُكُمْ: اتركوني وما سكت عنه ولم أتحدث فيه.
● هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ: أهلكت الأمم السابقة نفسها.
● بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ: بالإكثار من الأسئلة والتعنت.
● وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ: بمخالفتهم وتجادلهم مع أنبيائهم.
٢. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلن في خطبة له أن الله تعالى قد فرض الحج على المسلمين، فيأمرهم بأداء هذه الفريضة العظيمة.
فيسأله رجل: "أكل عام يا رسول الله؟" أي هل الحج واجب كل عام؟ فيسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن الإجابة، ويكرر الرجل سؤاله ثلاث مرات.
فينبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى حكمة سكوته، ويقول: "لو قلت نعم لوجبت وما استطعتم"، أي أن الإيجاب من النبي صلى الله عليه وسلم له قوة التشريع، فلو أجاب بنعم لصار الحج فريضة سنوية، ولكان ذلك يشق على الناس ويثقُل عليهم أداؤه كل عام.
ثم ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى تعليم أمة مهمة عظيمة، فيقول: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ"، أي اتركوني فيما سكتُّ عنه ولم أُوجبه عليكم، فلا تسألوا عن الأشياء التي لم يُذكر حكمها، فإن في السكوت عنها رحمة بكم.
ويبين سبب هذا النهي عن الإكثار من الأسئلة، فيذكر أن سبب هلاك الأمم السابقة كان "بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم"، حيث كانوا يكثرون من الأسئلة التعنتية، ثم يختلفون في الأجوبة ويعاندون أنبياءهم.
ثم يضع النبي صلى الله عليه وسلم القاعدة الذهبية في التعامل مع التكاليف الشرعية: "إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه". وهذه القاعدة تدخل فيها جميع التكاليف الشرعية، وأن المشقة تجلب التيسير.
٣. الدروس المستفادة منه:
● وجوب الحج: الحديث دليل على وجوب الحج مرة واحدة في العمر على المستطيع.
● الحكمة من عدم وجوب الحج每年: رحمة الله تعالى بعدم إيجاب الحج كل عام تخفيفًا على العباد.
● خطر الإكثار من الأسئلة: النهي عن كثرة الأسئلة خاصة التي لا فائدة منها أو التي يكون مقصدها التعنت.
● الاقتداء بالسلف: ترك المسائل التي لم تقع، وعدم الخوض فيما لم يرد فيه نص.
● قاعدة التيسير: أن التكاليف الشرعية مبنية على التيسير ورفع الحرج، كما في قوله: "فأتوا منه ما استطعتم".
● الانقياد للشرع: وجوب الامتثال للأمر والنهي الشرعي دون اعتراض.
● التأسّي بالأمم السابقة: الاعتبار بما حدث للأمم السابقة من الهلاك due to كثرة أسئلتهم ومخالفتهم.
٤. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتلقاة بالقبول.
- الحديث يدخل في باب "التشديد في السؤال عن الأشياء التي لم تحدث" كما ذكر النووي.
- يستفاد من الحديث أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم للشيء ليس كتركنا له، فتركه تشريع كما أن فعله تشريع.
- القاعدة المستفادة: "الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد النهي" تتماشى مع قوله: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ".
- الحديث أصل عظيم في رفع الحرج والمشقة عن الأمة، وهو من محاسن الشريعة الإسلامية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وفي رواية أخرى عند غير مسلم: أنّ هذه الآية الكريمة التي في المائدة نزلت في ذلك: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ [سورة المائدة: ١٠١].
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 544 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 519 رخص لرعاء الإبل أن يرموا بالليل
- 520 آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض
- 521 آخر عهده بالبيت
- 522 حاضت صفية فهل تحبسنا؟
- 523 أخرج بأختك الحرم فلتُهل بعمرة
- 524 ألم تكن طافت معكن فاخرجي
- 525 امرأة طافت ثم حاضت، هل تنفر؟
- 526 النبي ﷺ رخَّص لهنَّ أن ينفرن.
- 527 آخر عهده بالبيت إلا الحيض ورخص لهن رسول الله
- 528 لا يحجّ العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
- 529 يوم الحج الأكبر
- 530 هذا يوم النّحر وهذا يوم الحجّ الأكبر
- 531 إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا
- 532 دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا
- 533 ألا هل بلغت؟ اللَّهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب
- 534 التيسير في الحج ورفع الحرج
- 535 إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض
- 536 إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
- 537 السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم
- 538 إن أمر عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا...
- 539 أتدرون أي يوم هذا و أي بلد هذا و أي...
- 540 المسيح الدجال أعور عين اليمين كأن عينه عنبة طافية
- 541 هذا يوم الحج الأكبر دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
- 542 إذا كان قبل يوم التروية خطب الناس وأخبرهم بمناسكهم
- 543 نهي النبي عن الاقتتال بعد وفاته
- 544 قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا
- 545 خطبة النبي ﷺ بمنى بين أوسط أيام التشريق
- 546 النبي يخطب الناس على ناقته العضباء يوم الأضحى بمنى
- 547 خطبة النبي يوم عرفة على بعيره
- 548 يوم النحر يوم الحج الأكبر
- 549 رسول الله يخطب الناس بمنى على بغلة شهباء
- 550 لا تُنفق المرأة شيئًا من بيتها إلا بإذن زوجها
- 551 بحصى الخذف في مناسك الحج
- 552 لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا...
- 553 ألا إنّ أحرم الأيام يومكم هذا
- 554 دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
- 555 دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم
- 556 إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا
- 557 غفر الله لكم
- 558 لا وصية لوارث والولد للفراش وللعاهر الحجر
- 559 يا أيها الناس أي يوم يومكم هذا
- 560 نضّر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها
- 561 غزا النبي تسع عشرة غزوة وحج حجة الوداع
- 562 كم حج رسول الله ﷺ؟ حجة واحدة واعتمر أربع عمر
- 563 حج النبي ثلاث حجج حجتين قبل الهجرة وحجة بعدها
- 564 ننزل غدًا إن شاء الله بخيف بني كنانة
- 565 وهل ترك لنا عقيل منزلا
- 566 صلّى الظهر يوم التروية بمنى والعصر يوم النفر بالأبطح
- 567 صلى النبي الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم رقد رقدة بالمحصب
- 568 رسول الله ﷺ والخلفاء من بعده قد حصَّبوا
معلومات عن حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا
📜 حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








