شرب النبي ﷺ ماءً في الطواف

حديث: شرب النبي ﷺ ماءً في الطواف

وعن ابن عباس: أنّ النبيّ ﷺ شرب ماءٌ في الطّواف.

حسن: رواه ابن خزيمة (٢٧٥٠)، وابن حبان (٣٨٣٧)، والحاكم (١/ ٤٦٠)، والبيهقي (٥/ ٨٦) كلّهم من طريق العباس بن محمد الدّوري، ثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل بن درهم، أخبرنا عبد السلام بن حرب، عن شعبة، عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

وعن ابن عباس: أنّ النبيّ ﷺ شرب ماءٌ في الطّواف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه: "أن النبي ﷺ شرب ماء في الطواف" حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لكم بفضل الله تعالى وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● شرب ماء: تناول الماء للارتواء.
● في الطواف: أثناء أداء مناسك الطواف حول الكعبة.

2. شرح الحديث:

يشير هذا الحديث إلى أن النبي ﷺ شرب الماء أثناء طوافه حول الكعبة، مما يدل على جواز الشرب أثناء الطواف من غير كراهة أو تحريم، بل هو أمر مباح. وهذا الفعل من النبي ﷺ يعدّ سنة فعلية، حيث بيّن للأمة أن الطواف لا يمنع من تناول ما يحتاجه الإنسان من شراب أو طعام إذا دعت الحاجة إليه، خاصة مع شدة الحر في مكة والمشقة التي قد تلحق بالطائف.

3. الدروس المستفادة منه:

● جواز الشرب أثناء الطواف: لا حرج على المسلم أن يشرب الماء أو يأكل أثناء الطواف إذا احتاج إلى ذلك، ولا يؤثر ذلك على صحة طوافه.
● التيسير في العبادة: الإسلام دين يسر وليس عسرًا، وهذا الفعل النبوي يؤكد على مراعاة الظروف الإنسانية ورفع الحرج عن المكلفين.
● اتباع السنة: ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ في جميع أحواله، حتى في الأمور التي تبدو بسيطة، فهي تحمل معاني عظيمة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في باب "أحكام الطواف"، ويستدل به الفقهاء على أن الطواف لا يشترط له الطهارة من الحدث الأصغر (مثل البول أو الريح) على رأي بعض العلماء، لكن الأفضل أن يكون الطائف على طهارة.
- ينبغي أن يكون الشرب أو الأكل أثناء الطواف بقدر الحاجة دون إفراط أو إضاعة للوقت، مراعاةً لحرمة البيت وأداء النسك بخشوع.
- يُستحب أن يكون الشرب أثناء الطواف إذا دعت الحاجة إليه، دون أن يتعارض مع الخشوع والإقبال على الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٢٧٥٠)، وابن حبان (٣٨٣٧)، والحاكم (١/ ٤٦٠)، والبيهقي (٥/ ٨٦) كلّهم من طريق العباس بن محمد الدّوري، ثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل بن درهم، أخبرنا عبد السلام بن حرب، عن شعبة، عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس، فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث غريب صحيح، ولم يخرجاه بهذا اللّفظ».
وقال ابن خزيمة: الرّخصة في الشرب في الطواف إن ثبت الخبر، فإن في القلب من هذا الإسناد، وأنا خائف أن يكون عبد السلام أو من دونه وهم في هذه اللّفظة أعني في قوله: «في الطّواف».
قال الأعظمي: عبد السلام بن حرب هو الملائيّ من رجال الجماعة مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن في حديثه ما ينكر عليه وقد وجدنا لحديثه ما يشهد له.
ولذا تعقّب بنُ التّركمانيّ قول البيهقيّ تبعًا لشيخه الحاكم: «هذا غريب بهذا اللّفظ».
فقال ابن التركماني: «إسناده جيد، وشيخ البيهقيّ فيه هو الحاكم، قد أخرجه في مستدركهـ، وصحّحه، وأخرجه ابن حبان أيضًا في صحيحه عن هارون بن عيسى، عن ابن عباس بسنده. ولا يلزم من قول البيهقيّ: «غريب» عدم ثبوته، وقد شهد له ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٤/
٤١٢)، فقال: حدّثني يحيى بن يمان، عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود أنه عليه السلام استسقي وهو يطوف بالبيت، فأتى بذنوب نبيذ السقاية فشربه». انتهي.
قال الأعظمي: فيه خالد بن سعد هو الكوفيّ مولى أبي مسعود الأنصاريّ مختلف فيه، وذكر هذا الحديث البخاريّ في «التاريخ الأوسط» بهذا الإسناد وقال: «لا يصح». وذكره ابن عدي في «الكامل» (٣/ ٩٠٠) من جملة منكراته.
وقال الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (٣/ ٩٤): «ورواه يحيي بن سعيد، عن سفيان موقوفًا. وهو الصّحيح».
وروى عبد الرزاق (٩٧٩٦)، وابن أبي شيبة من طريق ابن أبي ليلى، عن عكرمة بن خالد، قال: أخبرني شيخ من آل وداعة: «أنّ النبيّ ﷺ شرب وهو يطوف بالبيت».
وفيه علّتان: الأولى: ابن أبي ليلي سيء الحفظ.
والثانية: شيخ من آل وداعة مجهول، ولم يصرح بالسماع من النبيّ ﷺ. نقل البيهقيّ عن الشّافعيّ أنه قال: «وروي من وجه لا يثبت أنّ النبيّ ﷺ شرب وهو يطوف».
قال ابن التركماني: «لعلّ هذا الحديث (أي حديث شيخ من آل وداعة) هو الذي أراده الشافعيّ فإنّ فيه علتين». فذكرهما ونفى أن يكون الشافعي أراد به حديث ابن عباس الذي صدرنا به الباب.
وكان ابن عباس، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، والثوري لا يرون بأسًا أن يشرب الرجل وهو يطوف بالبيت، كما ذكر ذلك عنهم ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق في مصنفهما.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 510 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شرب النبي ﷺ ماءً في الطواف

📜 حديث: شرب النبي ﷺ ماءً في الطواف

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: شرب النبي ﷺ ماءً في الطواف

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: شرب النبي ﷺ ماءً في الطواف

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: شرب النبي ﷺ ماءً في الطواف

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية