حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطب النبيّ ﷺ في حجّة الوداع

عن ابن عباس: أنّ رسول الله ﷺ خطب النّاس يوم النّحر فقال: «يا أيُّها النّاسُ، أيُّ يوم هذا؟»، قالوا: يومٌ حرام. قال: «فأيُّ بلد هذا؟»، قالوا: بلدٌ حرام. قال: «فأيُّ شهرٍ هذا؟»، قالوا: شهرٌ حرامٌ. قال: «فإنّ دماءكم، وأموالَكم، وأعراضَكم عليكم حرام، كحُرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا». فأعادها مرارًا، ثم رفع رأسه فقال: «اللَّهمّ! هل بلّغت، اللَّهمّ؟ هل بلّغت، اللهمّ! هل بلّغت؟». قال ابن عباس ﵄: فوالذي نفسي بيده، إنّها لوصيتُه إلى أمّته: «فليبلِّغ الشّاهدُ الغائب، لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضربُ بعضكم رقاب بعض».

صحيح: رواه البخاريّ (١٧٣٩) عن علي بن عبد الله (هو ابن المديني)، حدثني يحيى بن سعيد
(هو القطّان)، حدّثنا فضيل بن غزوان، حدّثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس: أنّ رسول الله ﷺ خطب النّاس يوم النّحر فقال: «يا أيُّها النّاسُ، أيُّ يوم هذا؟»، قالوا: يومٌ حرام. قال: «فأيُّ بلد هذا؟»، قالوا: بلدٌ حرام. قال: «فأيُّ شهرٍ هذا؟»، قالوا: شهرٌ حرامٌ. قال: «فإنّ دماءكم، وأموالَكم، وأعراضَكم عليكم حرام، كحُرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا». فأعادها مرارًا، ثم رفع رأسه فقال: «اللَّهمّ! هل بلّغت، اللَّهمّ؟ هل بلّغت، اللهمّ! هل بلّغت؟». قال ابن عباس ﵄: فوالذي نفسي بيده، إنّها لوصيتُه إلى أمّته: «فليبلِّغ الشّاهدُ الغائب، لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضربُ بعضكم رقاب بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي سألت عنه هو من الأحاديث العظيمة التي تضمنت وصية النبي ﷺ الأخيرة لأمته، وقد ألقاها في حجة الوداع يوم النحر، وهو من الأحاديث التي رواها الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

شرح المفردات:


● يوم النحر: هو يوم عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة).
● حرام: مُحَرَّم ومعظَّم لا يجوز انتهاكه.
● الدماء: أي أنفس البشر وحياتهم.
● الأموال: كل ما يملكه الإنسان من مال ومتاع.
● الأعراض: تشمل الشرف والكرامة والسمعة.
● كحرمة يومكم هذا: مثل حرمة هذا اليوم العظيم.
● هل بلغت: استفهام للتأكيد على تبليغ الرسالة.
● كفارًا: هنا بمعنى الكفران بالنعمة أو التكفير بغير حق، أو العودة إلى الجاهلية.

شرح الحديث:


في هذا الموقف الجليل، وقف النبي ﷺ أمام الجموع الغفيرة في حجة الوداع، وسألهم ثلاثة أسئلة لاستثارة انتباههم وتذكيرهم بعظمة الزمان والمكان:
1- أي يوم هذا؟ فأجابوا: يوم حرام (وهو يوم عيد له حرمته).
2- أي بلد هذا؟ فأجابوا: بلد حرام (مكة المكرمة ذات الحرمة الخاصة).
3- أي شهر هذا؟ فأجابوا: شهر حرام (ذو الحجة وهو من الأشهر الحرم).
ثم بين ﷺ أن حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم مثل حرمة هذا اليوم في هذا البلد في هذا الشهر، أي أنها حرمة عظيمة لا يجوز الاعتداء عليها. وأكد هذا المعنى مرارًا ليثبته في أذهانهم.
ثم رفع رأسه إلى السماء ونادى ربه ثلاث مرات: "اللهم هل بلغت؟" وهذا دليل على عظم المسؤولية وحرصه على تبليغ الرسالة.
وقد أكد ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه كانت وصيته الأخيرة لأمته، وأمر بأن يبلغ الشاهد الغائب، وحذر من أن يرتد الناس بعد موته إلى الجاهلية الأولى حيث القتل والعدوان.

الدروس المستفادة:


1- حرمة الدماء والأموال والأعراض: الإسلام يحفظ للإنسان كرامته وحياته وماله، ويحرم الاعتداء عليها.
2- عظمة الزمان والمكان: بعض الأزمنة والأماكن لها حرمة خاصة، ويجب تعظيمها.
3- حرص النبي على أمته: ظهر حرصه ﷺ على هداية أمته وتبليغهم الرسالة كاملة.
4- مسؤولية التبليغ: على كل من سمع علماً أن يبلغه لغيره.
5- التحذير من الفتنة: التحذير من الفتنة والاقتتال بين المسلمين، الذي قد يؤدي إلى التكفير بغير حق أو العودة إلى الجاهلية.

معلومات إضافية:


- هذا الخطاب كان في حجة الوداع، وهي آخر حجة حجها النبي ﷺ.
- الحديث يعد من جوامع الكلم التي أوتيها النبي ﷺ.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على تحريم القتل بغير حق، وتحريم أكل المال بالباطل، وتحريم الاعتداء على الأعراض بالغيبة أو القذف.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظ علينا ديننا وأعراضنا وأموالنا، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ (١٧٣٩) عن علي بن عبد الله (هو ابن المديني)، حدثني يحيى بن سعيد
(هو القطّان)، حدّثنا فضيل بن غزوان، حدّثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 536 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

  • 📜 حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب