حديث: فضل ماء زمزم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حمل ماء زمزم وإهدائه

عن أبي الزبير، قال: كنا عند جابر بن عبد الله فتحدثنا، فحضرت صلاة العصر، فقام فصلى بنا في ثوب واحد قد تلبّب به، ورداؤه موضوع، ثم أُتي بماء من زمزم فشرب. فقالوا: ما هذا؟ قال: هذا ماء زمزم. وقال فيه رسول الله ﷺ: «ماء زمزم لما شرب له». قال: ثم أرسل النبيّ ﷺ وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو: «أن اهِد لنا من ماء زمزم ولا يترك». قال: فبعث إليه بمزادتين.

حسن: رواه البيهقيّ (٥/ ٢٠٢) من طريقين عن أبي محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي بهراة، أنا معاذ بن نجدة، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا إبراهيم بن طهمان، ثنا أبو الزبير، قال (فذكره).

عن أبي الزبير، قال: كنا عند جابر بن عبد الله فتحدثنا، فحضرت صلاة العصر، فقام فصلى بنا في ثوب واحد قد تلبّب به، ورداؤه موضوع، ثم أُتي بماء من زمزم فشرب. فقالوا: ما هذا؟ قال: هذا ماء زمزم. وقال فيه رسول الله ﷺ: «ماء زمزم لما شرب له». قال: ثم أرسل النبيّ ﷺ وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو: «أن اهِد لنا من ماء زمزم ولا يترك». قال: فبعث إليه بمزادتين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

1. شرح المفردات:


● تلبّب به: أي أدخل رأسه فيه ولفه على جسده، كأنه يلبس القميص.
● رداؤه موضوع: أي أن رداءه (عباءته أو غطاءه الخارجي) كان موضوعًا جانبًا لم يلبسه.
● مزادتين: المزادة هي القربة أو الوعاء الجلدي الذي يحفظ فيه الماء، والمزادتان تعني قربتين.


2. شرح الحديث:


- يروي أبو الزبير أنه كان مع الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وبينما هم يتحدثون حضر وقت صلاة العصر.
- قام جابر فصلى بهم إمامًا وهو لابسٌ ثوبًا واحدًا فقط (قد تلبّب به، أي جعله كالقميص يغطي جسده)، بينما كان رداؤه موضوعًا لم يلبسه. وهذا يدل على جواز الصلاة في ثوب واحد إذا ستر العورة، وهو ما عليه جمهور العلماء.
- بعد الصلاة، أُتي بماء زمزم فشربه جابر رضي الله عنه، فتعجب القوم من شربه للماء في هذا الوقت (ربما لأنه لم يكن وقت عطش معتاد)، فقال لهم: "هذا ماء زمزم"، ثم ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ماء زمزم لما شرب له».
- ثم ذكر جابر رضي الله عنه قصة أخرى وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة (قبل فتح مكة) أرسل إلى سهيل بن عمرو (وكان من زعماء قريش يومئذ) يطلب منه أن يهدي له من ماء زمزم، وأوصاه ألا يترك ذلك (أي يحرص على إرساله). فبعث سهيل إليه بمزادتين (قربتين) من ماء زمزم.


3. الدروس المستفادة:


1- فضل ماء زمزم: فهو ماء مبارك، وقد ثبت في الحديث الصحيح (عند ابن ماجه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ماء زمزم لما شرب له»، أي أنه يحقق الغاية التي يشرب من أجلها إذا صدق النية وتوكل على الله، سواء كان للشفاء، أو للبركة، أو للتقوى، وغير ذلك.
2- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على بركة زمزم: حتى وهو في المدينة كان يطلب إرساله إليه، مما يدل على عظيم مكانة هذا الماء عند النبي صلى الله عليه وسلم.
3- جواز الصلاة في ثوب واحد: إذا ستر العورة، كما فعل جابر رضي الله عنه حين صلى بهم في ثوب واحد.
4- قبول هدية الكفار: فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدية سهيل بن عمرو وهو لم يسلم بعد، وهذا من حسن تعامله صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين، ما دامت الهدية مباحة.


4. معلومات إضافية:


- ماء زمزم هو الماء الذي فجره الله تعالى لإسماعيل وأمه هاجر في مكة، وهو موجود إلى يومنا هذا، وهو من أعظم آيات الله.
- يستحب الشرب من ماء زمزم بنية صالحة، كالشفاء من مرض، أو التوفيق للطاعة، مع التوكل على الله تعالى وحسن الظن به.
- القصة المذكورة في الحديث تدل على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على البركة حتى في الأمور الظاهرة البسيطة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقيّ (٥/ ٢٠٢) من طريقين عن أبي محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي بهراة، أنا معاذ بن نجدة، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا إبراهيم بن طهمان، ثنا أبو الزبير، قال (فذكره).
وإسناده حسن، فإن معاذ بن نجدة وهو الهروي وشيخه خلاد بن يحيى حسنا الحديث، وبقية الرجال الذين فوقهم ثقات، ولا ينظر إلى من بعدهم؛ لأن الحديث قد اشتهر قبلهم، وقد حسّنه المنذريّ كما سبق.
ورواه أيضًا البيهقيّ (٥/ ٢٠٢) من وجه آخر عن هشيم، عن عبد الله بن المؤمل المخزومي، عن ابن محيصن، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: «استهدي رسول الله ﷺ سهيل بن عمرو من ماء زمزم».
وقال: روي ذلك عن عكرمة، عن ابن عباس.
وفيه هشيم وهو ابن بشير الواسطيّ، ثقة ثبت إلّا أنه كان يرسل ويدلّس.
وعبد الله بن المؤمل سبق الكلام عليه، ولكنه لا بأس به في المتابعات والشواهد كما هنا.
وروي عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها كانت تحمل من ماء زمزم، وتخبر أنّ رسول الله ﷺ كان يحمله.
رواه الترمذيّ (٩٦٣) عن أبي كريب، حدّثنا خلاد بن يزيد الجعفي، حدثنا زهير بن معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه الحاكم (١/ ٤٨٥) وعنه البيهقي (٥/ ٢٠٢) من طريق ابن خزيمة، عن محمد بن العلاء بن
كريب، بإسناده، مثله.
قال البيهقيّ: ورواه غيره عن أبي كريب وزاد فيه: «حمله رسول الله ﷺ في الأداوي والقرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم».
قال الأعظمي: هكذا رواه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ١٨٩) في ترجمة خلاد قال: قال أحمد: حدثنا أبو كريب، بإسناده، فذكره. وقال: خلاد لا يتابع عليه.
قال الأعظمي: خلاد بن يزيد الجعفي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال: «ربما أخطأ». وهذا من خطئه فإنه لم يثبت في الأخبار الصحيحة أنّ النبيّ ﷺ كان يحمل زمزم.
قال الترمذي: «حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
وصحّحه الحاكم وتعقّبه الذهبي فقال: خلاد لا يتابع عليه كما قال البخاريّ.
وقال البيهقي في «شعب الإيمان» (٣/ ٤٨٢): «تفرّد به خلاد بن يزيد الجعفيّ هذا». وضعّفه الحافظ في التلخيص (٢/ ٢٨٧) وذلك لتفرده، وإلّا فهو ليس بضعيف مطلقًا، فلو توبع لقبلت متابعته وأجاد في التقريب عندما قال: «صدوق ربما وهم».
وإنما الذي جاء في الأخبار أنه ﷺ أهدي له ماء زمزم، وكان السّلف يحملونه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 509 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فضل ماء زمزم

  • 📜 حديث: فضل ماء زمزم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فضل ماء زمزم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فضل ماء زمزم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فضل ماء زمزم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب