حديث: امرأة طافت ثم حاضت، هل تنفر؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سقوط طواف الوداع عن الحائض

عن عكرمة: أنّ أهل المدينة سألوا ابن عباس ﵄، عن امرأة طافت، ثم حاضتْ؟ قال لهم: تنفرُ. قالوا: لا نأخذُ بقولك وندع قول زيد. قال: إذا قدمتم المدينة فسلُوا، فقدموا المدينة فسألوا، فكان فيمن سألوا أمَّ سُليم (فذكرتْ حديث صفيّة).

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٧٥٨: ١٧٥٩) من طريق أيوب، عن عكرمة، به، فذكره.

عن عكرمة: أنّ أهل المدينة سألوا ابن عباس ﵄، عن امرأة طافت، ثم حاضتْ؟ قال لهم: تنفرُ. قالوا: لا نأخذُ بقولك وندع قول زيد. قال: إذا قدمتم المدينة فسلُوا، فقدموا المدينة فسألوا، فكان فيمن سألوا أمَّ سُليم (فذكرتْ حديث صفيّة).

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث المرفوع:

نص الحديث:


عن عكرمة: أن أهل المدينة سألوا ابن عباس رضي الله عنهما، عن امرأة طافت، ثم حاضت؟ قال لهم: تنفر. قالوا: لا نأخذ بقولك وندع قول زيد. قال: إذا قدمتم المدينة فسلوا، فقدموا المدينة فسألوا، فكان فيمن سألوا أم سليم (فذكرت حديث صفية).

شرح المفردات:


● طافت: أدت طواف الإفاضة (وهو ركن من أركان الحج).
● حاضت: نزل بها دم الحيض.
● تنفر: تنصرف وتخرج من مناسك الحج (أي تتم حجها وتخرج من الإحرام).
● زيد: هو زيد بن ثابت رضي الله عنه، الصحابي الجليل ومفتي المدينة.
● أم سليم: هي الصحابية الجليلة أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها، أم أنس بن مالك.
● صفية: هي صفية بنت حيي رضي الله عنها، إحدى أمهات المؤمنين.

شرح الحديث:


وقع في هذا الحديث قصة فيها سؤال فقهي مهم يتعلق بأحكام الحج، وذلك أن امرأة أدت طواف الإفاضة (الذي هو ركن من أركان الحج)، ثم حاضت قبل أن تتم المناسك، فسأل أهل المدينة ابن عباس رضي الله عنهما عن حكمها، فأفتاهم بأنها تنفر (أي تتم حجها وتتحلل من الإحرام)، لأنها أدت الركن الأساسي وهو الطواف.
لكنهم لم يقبلوا فتواه، وقالوا: "لا نأخذ بقولك وندع قول زيد"، وكان زيد بن ثابت رضي الله عنه يرى أن المرأة إذا حاضت بعد الطواف يجب عليها أن تبقى حتى تطهر وتطوف طواف الإفاضة مرة أخرى، لأن الطواف لا يصح مع الحيض.
فأرشدهم ابن عباس رضي الله عنهما إلى أن يسألوا أهل المدينة عندما يعودون، لأنهم أعلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. فلما قدموا المدينة سألوا بعض الصحابة، وكان من بينهم أم سليم رضي الله عنها، فذكرت لهم حديث صفية رضي الله عنها.
وحديث صفية الذي أشارت إليه أم سليم هو ما رواه البخاري ومسلم أن صفية رضي الله عنها حاضت في حجة الوداع، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنفر مع الناس بعد أن طافت طواف الإفاضة، ولم يأمرها بانتظار الطهر ولا بإعادة الطواف.

الدروس المستفادة من الحديث:


1- الاحتكام إلى السنة: فإن الخلاف في المسائل الشرعية يجب أن يحل بالرجوع إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما حين أرشدهم إلى سؤال أهل المدينة الذين عندهم العلم.
2- أخذ العلم من أهله: ينبغي للمسلم أن يرجع إلى العلماء الثقات وأهل الاختصاص في فهم النصوص الشرعية.
3- جواز طواف الحائض إذا كان طواف الإفاضة: الحديث دليل على أن المرأة إذا حاضت بعد طواف الإفاضة فإنها تتم حجها وتنفر، ولا يلزمها إعادة الطواف، لأنها أدت الركن قبل الحيض.
4- أدب السائل والمفتي: ابن عباس رضي الله عنهما لم يغضب لردّ قوله، بل أرشدهم إلى من عندهم العلم، وهذا من أدب العلماء.
5- مكانة المرأة في نقل العلم: فقد نقلت أم سليم رضي الله عنها الحديث عن صفية، مما يدل على دور المرأة في رواية الحديث ونشر العلم.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأحكام الحج.
- المسألة الفقهية الواردة في الحديث فيها خلاف بين العلماء، ولكن الراجح هو قول ابن عباس رضي الله عنهما، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر صفية رضي الله عنها بالنفر بعد طواف الإفاضة رغم أن حيضها.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٧٥٨: ١٧٥٩) من طريق أيوب، عن عكرمة، به، فذكره.
ورواه مسلم في الحجّ (١٣٢٨: ٣٨١) من طريق الحسن بن مسلم، عن طاوس، قال: «كنتُ مع ابن عباس، إذ قال زيد بن ثابت: تُفتي أنّ تصدُر الحائض قبل أن يكون آخر عهدها بالبيت؟ فقال له ابن عباس: إمّا لا! فسلْ فلانة الأنصاريّة، هل أمرها بذلك رسولُ الله ﷺ؟ قال: فرجع زيد ابن ثابت إلى ابن عباس يضحك، وهو يقول: ما أراك إلّا قد صدقت».
والأنصاريّة الظاهر أنّها أمُّ سُليم المذكورة في رواية عكرمة عند البخاريّ. بل وجزم الحافظ في
الفتح (٣/ ٥٨٨) بذلك.
وأمُّ سليم هي ابنة ملحان، وهي أمُّ أنس بن مالك ﵄.
وقول ابن عباس: «إمّا لا» قال ابن الأثير: «أصل هذه الكلمة»إنْ«و»ما«فأُدغمت النون في الميم، وما زائدة في اللفظ لا حكم لها، وقد أمالت العرب»لا«إمالة خفيفة، ومعناه: إن لم تفعل هذا، فليكن هذا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 525 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: امرأة طافت ثم حاضت، هل تنفر؟

  • 📜 حديث: امرأة طافت ثم حاضت، هل تنفر؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: امرأة طافت ثم حاضت، هل تنفر؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: امرأة طافت ثم حاضت، هل تنفر؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: امرأة طافت ثم حاضت، هل تنفر؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب