حديث: يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التوقي في التجارة

عن قيس بن أبي غرزة قال: كنا في عهد رسول اللَّه ﷺ نسمى السماسرة، فمر بنا رسول اللَّه ﷺ، فسمانا باسم هو أحسن، فقال: «يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة».

صحيح: رواه أبو داود (٣٣٢٦)، والترمذي (١٢٠٨)، والنسائي (٣٧٩٧)، وابن ماجه (٢١٤٥)، وأحمد (١٦١٣٤) كلهم من طرق عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن قيس بن أبي غرزة فذكره.

عن قيس بن أبي غرزة قال: كنا في عهد رسول اللَّه ﷺ نسمى السماسرة، فمر بنا رسول اللَّه ﷺ، فسمانا باسم هو أحسن، فقال: «يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، عن الصحابي الجليل قيس بن أبي غرزة رضي الله عنه، وسأشرحه لكم بفضل الله تعالى وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● السَّمَاسِرَة: جمع "سِمْسَار"، وهو الوسيط في البيع والشراء الذي يتوسط بين البائع والمشتري لأخذ عمولة.
● اللَّغْو: الكلام الذي لا فائدة فيه، أو الكذب والفحش من القول، وأحيانًا يشمل الحلف الكاذب أو الباطل.
● الحَلِف: أي اليمين والقسم، والمقصود هنا الحلف الكثيف في البيع أو الحلف الكاذب لترويج السلعة.
● شُوبُوه: أي اخلطوه وامزجوه، من المشابَة والمزج.
● بالصَّدَقَة: المقصود هنا التصدق على الفقراء أو فعل الخير ليكفر عن ذنوب البيع المحتملة.

2. شرح الحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم في بداية الإسلام يمارسون مهنة الوساطة التجارية (السمسرة) وكانوا يُسمَّوْن بهذا الاسم، فمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وناداهم باسم أفضل وهو "التجار"، ليرفع من شأنهم ويشجعهم على التجارة الشريفة. ثم نصحهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو والحلف" أي أن البيع والتجارة يصاحبها في الغالب كلام كثير قد يكون فيه لغو لا فائدة منه، أو حلف كثيف قد يقع فيه الإنسان أحيانًا بالكذب أو الإسراف في القسم، ولذلك أمرهم أن يخلطوا تجارتهم بالصدقة، أي يتصدقوا من أرباحهم أو يفعلوا الخير ليكفّر الله عنهم ما قد يقع منهم من أخطاء أو ذنوب في المعاملات.

3. الدروس المستفادة منه:


- مشروعية العمل في التجارة والوساطة بشرط الالتزام بالأخلاق الإسلامية.
- تحسين الأسماء والتحلي بالألقاب الحسنة مما يرفع معنويات الإنسان ويشجعه على العمل.
- التحذير من اللغو والحلف الكاذب في البيع، لأنه من الكبائر وقد قال الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89].
- الحث على الصدقة والتطوع بالخير لتكفير السيئات وزيادة البركة في الرزق.
- أن التجارة تحتاج إلى تزكية وتطهير بالصدقات والأعمال الصالحة.
- التوازن بين الدنيا والآخرة، فالمسلم يتاجر لكن لا ينسى آخرته.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربط دائماً بين الأعمال الدنيوية والآخرة.
- الصدقة هنا لا تعني الزكاة الواجبة فقط، بل تشمل التطوع والإنفاق في سبيل الله.
- بعض العلماء استدل بهذا الحديث على استحباب التصدق عند البدء في التجارة أو بعد تحقيق الربح.
- ينبغي للتاجر المسلم أن يتحرى الصدق والأمانة ويجتنب الغش والحلف الكاذب، لقوله صلى الله عليه وسلم: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء" رواه الترمذي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٣٢٦)، والترمذي (١٢٠٨)، والنسائي (٣٧٩٧)، وابن ماجه (٢١٤٥)، وأحمد (١٦١٣٤) كلهم من طرق عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن قيس بن أبي غرزة فذكره.
وإسناده صحيح، وصحّحه أيضًا الحاكم (٢/ ٥)، وقال: «ولم يخرجاه لما قدمت ذكره من تفرّد أبي وائل بالرواية عن قيس بن أبي غرزة، وهكذا رواه منصور بن المعتمر، والمغيرة بن مقسم، وحبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل». ثم أخرج أحاديثهم نحوه.
وقال الترمذيّ: «حسن صحيح». وقال: «ولا نعرف لقيس عن النبي ﷺ غير هذا». ثم رواه من وجه آخر عن الأعمش، عن شقيق بن أبي سلمة، عن قيس بن أبي برزة، عن النبي ﷺ نحوه بمعناه، وقال: «حديث صحيح».
وقوله: «كنا نسمى السماسرة» جمع سمسار بكسر السين. قال الخطابي: «هو اسم أعجمي، وكان كثير ممن يعالج البيع والشراء فيهم العجم، فتلقوا هذا الاسم عنهم، فغيره النبي ﷺ بالتجار الذي هو من الأسماء العربية».
وقوله: «فشوبوه» بضم الشين، أمر من الشوب بمعنى الخلط، أمرهم بذلك ليكون كفارة لما يجري بينهم الكذب وغيره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 285 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة

  • 📜 حديث: يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب