حديث: النهي عن الشراء والبيع في المسجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في كراهية البيع والشراء في المساجد

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة.

حسن: رواه أبو داود (١٠٧٩)، والترمذي (٣٢٢)، والنسائي (٧١٦)، وابن ماجه (٧٤٩)، وصحّحه ابن خزيمة (١٣٠٦) كلهم من طرق عن محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب بإسناده مثله.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث صحيح رواه أهل السنن كأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة).
وفي رواية: (مَنْ بَاعَ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا: لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ، وَمَنْ نَشَدَ فِيهِ ضَالَّةً فَقُولُوا: لَا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ).
وهذا الحديث جمع أربع نهيات تتعلق بآداب المسجد ويوم الجمعة. وإليك الشرح المفصل:


أولاً. شرح المفردات:


* نهى: أي حرّم أو منع منعاً شديداً.
* الشراء والبيع: المعاملات التجارية بكافة أنواعها.
* تنشد ضالة: تطلب وتُنادي على شيء ضاع منك (كأن يقول: من وجد كذا فليؤدِّه إليَّ).
* ينشد شعر: يُلقي أو يُنادي بأبيات من الشعر، سواء كان مدحاً أو هجاءً أو غيره.
* التحلق: أن يجلس الناس على شكل حلقات دائرية.
* قبل الصلاة يوم الجمعة: في وقت انتظار الصلاة، بعد دخول وقتها وقبل أن يَخطُب الإمام.


ثانياً. شرح الحديث وفقهه:


اشتمل هذا الحديث على أربعة محاذير منهي عنها:
1- النهي عن البيع والشراء في المسجد:
* الحكمة: المسجد بني لذكر الله تعالى والصلاة وقراءة القرآن، لا للمعاملات الدنيوية والتجارة. البيع والشراء فيه يُذهب الخشوع، ويشغل المصلين، وقد يؤدي إلى المماراة والخصومة والكذب والحلف الكاذب، مما ينافي حرمة المسجد وقدسيته.
* حكمه: هو من الأمور المحرمة المنافية لحرمة المسجد. وقد ذهب جمهور العلماء إلى كراهة البيع والشراء في المسجد كراهة تحريم، وعدّه بعضهم من الكبائر لشدّة النهي عنه.
2- النهي عن إنشاد الضالة في المسجد:
* الحكمة: مثل البيع والشراء، فهو إشغال للمسجد بأمور دنيوية، وإزعاج للمصلين والمعتكفين بالنداء والبحث. المسجد ليس مكاناً للإعلانات أو البحث عن المفقودات.
* حكمه: محرم، وفيه إضاعة لوقت المسجد فيما لا يُعبد الله به.
3- النهي عن إنشاد الشعر في المسجد:
* الحكمة: الشعر في الغالب من باب اللهو والدنيا، إلا ما كان في مدح الإسلام أو حث على virtue. المسجد ليس مكاناً للمنافرة أو المفاخرة بالشعر أو إظهار المهارات الأدبية التي قد تثير العصبية أو تشغل عن العبادة.
* الاستثناء: يستثنى من ذلك الشعر الحسن الذي فيه حكمة أو مدح للإسلام والدفاع عنه، أو ما كان من الشعر الذي لا يشغل عن ذكر الله، وقد رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع شعراً في المسجد من حسان بن ثابت وغيره، لكن هذا كان للرد على المشركين والدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو من الجهاد في سبيل الله.
4- النهي عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة:
* المقصود: النهي عن الجلوس في حلقات منفصلة للتحدث في أمور الدنيا وهمومها، ورفع الأصوات، مما يسبب الضجيج ويمنع الناس من استماع الخطبة والانشغال بالذكر والقراءة.
* الحكمة: الوقت قبل صلاة الجمعة وقت شريف، ينبغي للمسلم أن يستغله في الاستعداد للصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والاستماع للخطبة. التحلق للتحدث يشتت الذهن ويُضيع هذه الأجور العظيمة.
* ما يُفعل عوضاً عن ذلك: يُستحب للمسلم أن ينصت ويستمع إذا كان الإمام يخطب، أو يشتغل قبل ذلك بالصلاة النافلة وقراءة القرآن والذكر بصوت لا يُزعج غيره.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تعظيم حرمات المساجد: يجب على المسلم أن يُعظم شأن المساجد ويصونها عن كل ما لا يليق بها من أمور الدنيا وضجيجها.
2- تخصيص الأماكن لأغراضها: لكل مكان غرضه، فالمسجد للعبادة، والأسواق للتجارة، والبيوت للسكن. الخلط بينها يُفقد كل مكان هيبته وفائدته.
3- الاستعداد لصلاة الجمعة: يوم الجمعة له خصوصيته، ويجب على المسلم أن يُحسن استقباله بالطاعة والذكر وترك ما يشغله عن الخير.
4- مراعاة حقوق الآخرين: النهيات الأربع كلها تحافظ على حق المصلين في جوٍ من الخشوع والسكينة، فلا يُشغلهم أحد بأصوات البيع أو البحث عن الضالة أو إنشاد الشعر أو الثرثرة.
5- التأدب مع الله: ترك هذه الأمور في المسجد هو من كمال الأدب مع الله تعالى في بيوته.


رابعاً. معلومات إضافية:


* هذا الحديث يدخل في باب "آداب المسجد" و"سنن الجمعة".
* من ارتكب شيئاً
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٠٧٩)، والترمذي (٣٢٢)، والنسائي (٧١٦)، وابن ماجه (٧٤٩)، وصحّحه ابن خزيمة (١٣٠٦) كلهم من طرق عن محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب بإسناده مثله.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب؛ فإنه حسن الحديث.
وفي الباب ما روي عن أبي هريرة مرفوعا: «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح اللَّه تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا رد اللَّه عليك».
رواه الترمذيّ (١٣٢١)، وابن خزيمة (١٣٠٥)، وابن حبان (١٦٥٠)، والحاكم (٢/ ٥٦) كلهم من طرق عن عبد العزيز بن محمد، أخبرنا يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة. فذكره. قال الترمذيّ: «حسن غريب».
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإن عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- مختلف فيه، غير أنه صدوق، وقد اختلف عليه في وصله وإرساله:
فرواه عارم -وهو محمد بن الفضل-، وسعيد بن سليمان، عن الدراوردي، عن يزيد بن
خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة موصولا.
ورواه يعقوب الدورقي، وابن أبي مذعور، عن الدراوردي، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة. هكذا بالشك عن أبي هريرة.
ورواه سعيد بن منصور، وعبد الأعلى بن حماد، عن الدراوردي مرسلا.
ورواه الثوري عن يزيد بن خصيفة، واختلف عليه: فرواه سيف بن محمد، عن الثوري، عن يزيد بن خصيفة، عن ابن ثوبان، عن أبيه موصولا.
وخالفه عبد الرحمن بن مهدي، فرواه عن الثوري، عن يزيد بن خصيفة، عن ابن ثوبان مرسلا. والحق معه لقوته، ولاختلافه على الدراوردي. ولذا رجح الدارقطني الإرسال. انظر «العلل» (١٠/ ٦٥).
قال الترمذيّ: «وقد كره قوم من أهل العلم البيع والشراء في المسجد، وبه يقول أحمد، وإسحاق.
وقد روي عن بعض أهل العلم من التابعين رخصة في البيع والشراء في المسجد». انتهى.
إلا أنه وقع الإجماع على أن من باع في المسجد شيئًا فبيعه صحيح لتوفر شروط البيوع، ولكن ترفع عنه البركة لدعاء النبي ﷺ عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 288 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النهي عن الشراء والبيع في المسجد

  • 📜 حديث: النهي عن الشراء والبيع في المسجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النهي عن الشراء والبيع في المسجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النهي عن الشراء والبيع في المسجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النهي عن الشراء والبيع في المسجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب