حديث: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جريان ربا الفضل والنسيئة في الأصناف الربوية

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما».

صحيح: رواه مالك في البيوع (٢٩) عن موسى بن إبراهيم، عن أبي الحُباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا».
(رواه مسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


* الدينار: عملة ذهبية كانت متداولة في ذلك الزمان.
* الدرهم: عملة فضية كانت متداولة.
* بِالدِّينَارِ: يعني مبادلة دينار ذهب بدينار ذهب.
* لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا: لا يجوز لأحدهما أن يزيد على الآخر في هذه المبادلة المماثلة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث أصل عظيم من أصول فقه المعاملات المالية في الإسلام، وتحديداً في باب "بيوع الربا".
المقصود بالحديث: تحريم ربا النسيئة في بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة (وهي الأصناف النقدية في ذلك العصر، ويقاس عليها الأوراق النقدية اليوم).
التفصيل:
إذا أراد شخص أن يبادل ذهباً بذهب (مثل دينار بدينار)، أو فضة بفضة (درهم بدرهم)، فهناك شرطان أساسيان يجب توفرهما حتى تكون الصفقة حلالاً:
1- التقابض في المجلس (يداً بيد): يجب أن يتم تبادل السلعتين (النقدين) في نفس مجلس العقد، قبل أن يفترق الطرفان. لا يجوز لأحدهما أن يعطي والآخر يؤجل التسليم.
2- التساوي (مثلًا بمثل): يجب أن تكون الكميات متساوية تمامًا (دينار بدينار، درهم بدرهم). لا يجوز أن يعطي ديناراً ويأخذ ديناراً وزيادة (فضل)، لأن هذه الزيادة هي الربا المحرم.
فالحديث ينهى عن أمرين:
* الزيادة (ربا الفضل): وهو التفاضل في المقدار عند المبادلة.
* النَّسَاء (ربا النسيئة): وهو التأخير في التسليم.
فلو قال شخص لآخر: "أعطيك هذا الدينار (القديم/الجيد) على أن تعطيني بعد شهر ديناراً وربعاً"، فهذه الصفقة حرام لأنها جمعت بين ربا الفضل (الزيادة) وربا النسيئة (التأجيل).


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الربا: يؤكد الحديث على تحريم الربا بجميع أنواعه تحريماً قاطعاً، فهو من الكبائر.
2- الحكمة من التشريع: الحكمة من هذا التشريع الحكيم هي:
* سدُّ ذريعة الوقوع في الربا الصريح.
* حفظ أموال الناس من الظلم والاستغلال.
* إقامة المعاملات على أساس العدل والتقوى، لا على أساس الغبن والجشع.
3- العدل في المعاملات: الإسلام دين العدل، حتى في أدق التفاصيل المالية، فيأمر بالمساواة في المماثلات.
4- شمولية الإسلام: ينظم الإسلام جميع مناحي الحياة، including المعاملات المالية، ويضع لها ضوابط تحفظ حقوق الناس وتُطهِّر المجتمع من المفاسد.
5- التقابض الفوري: أهمية إتمام المعاملات نقداً وعدم تركها معلقة لتجنب النزاعات والمنازعات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم الأوراق النقدية اليوم: أجمع علماء العصر على أن الأوراق النقدية (كالريال والدولار واليورو) تأخذ حكم الذهب والفضة في باب الربا؛ لأنها أصبحت نقوداً معيارية. لذلك، لا يجوز بيع دولار بدولار مع زيادة أو تأجيل، بل يجب أن يكون مثلًا بمثل، يداً بيد.
* الصرف (التحويل): عندما تريد صرف عملة بعملة أخرى (مثل صرف الريال بالدولار)، فهذا جائز بشرط التقابض في المجلس (تسلم العملتين فوراً)، ولكن لا يشترط التساوي لأنها عملات مختلفة، بل حسب سعر الصرف السائد في ذلك اليوم.
* الحديث في سياق أوسع: هذا الحديث جزء من حديث أطول عن الربا، جاء فيه: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الْأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ».
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويزيدنا علماً.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في البيوع (٢٩) عن موسى بن إبراهيم، عن أبي الحُباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه مسلم في المساقاة (١٥٨٨: ٨٥) من طريق مالك به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 305 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما

  • 📜 حديث: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب