حديث: الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جريان ربا الفضل والنسيئة في الأصناف الربوية

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الذهب بالذهب وزنا بوزن، مثلا بمثل، والفضة بالفضة وزنا بوزن، مثلا بمثل، فمن زاد أو استزاد فهو ربا».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٨٨: ٨٤) من طريق ابن فضيل بن غزوان، عن أبيه، عن ابن أبي نعم (هو عبد الرحمن)، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الذهب بالذهب وزنا بوزن، مثلا بمثل، والفضة بالفضة وزنا بوزن، مثلا بمثل، فمن زاد أو استزاد فهو ربا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وهو متفق عليه، يضع قاعدةً عظيمةً من قواعد المعاملات المالية في الإسلام، ويحذر من الوقوع في محظور الربا.

أولاً. شرح المفردات:


● الذهب بالذهب: أي بيع الذهب بالذهب.
● الفضة بالفضة: أي بيع الفضة بالفضة.
● وزناً بوزن: أي أن يكون المتبايعان متساويين في الوزن.
● مثلاً بمثل: أي أن يكونا متساويين في الجودة والنوعية.
● فمن زاد أو استزاد: أي من أعطى زيادة في أحد العوضين أو طلبها.
● فهو ربا: أي أن هذه الزيادة محرمة وهي من الربا.

ثانياً. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حكم بيع الأجناس الربوية بعضها ببعض، ويتناول هنا نوعين منها هما: الذهب والفضة، وهما أصل النقدين في ذلك الوقت.
فالحكم الذي قرره النبي صلى الله عليه وسلم هو:
إذا أراد شخص أن يبيع ذهباً بذهب (مثل أن يبيع قطعة ذهب قديمة بقطعة جديدة، أو عملة ذهبية بأخرى)، أو فضة بفضة، فإن شروط صحة هذا البيع وخلوه من الربا هي:
1- التساوي في الوزن: فلا يجوز بيع 10 جرامات من الذهب بـ 11 جراماً، سواء كان ذلك نقداً أو كان الذهب المُستلم على شكل حلي أو سبائك.
2- التساوي في الجودة والنوع (مثلاً بمثل): فلا يجوز بيع ذهب عيار 24 بذهب عيار 21 مع التساوي في الوزن فقط، لأن هذا يعني أنك تأخذ نفس الوزن ولكن بجودة أقل، وهذه هي الزيادة المحرمة. بل يجب أن يكون العيار واحداً.
3- التقابض في المجلس (وهو شرط مستفاد من أحاديث أخرى): أي أن يتم تبادل الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة في نفس مجلس العقد، قبل افتراق المتعاقدين. فلا يجوز أن يعطيك أحد ذهبه اليوم وتقول له: سأعطيك ذهبي غداً.
فإذا اختل شرط من هذه الشروط، بأن زاد أحد الطرفين في العطاء، أو استزاد (أي طلب زيادة) في الأخذ، فإن هذه الزيادة هي الربا المحرم شرعاً.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الربا بجميع أنواعه: والربا في هذا النوع يسمى ربا الفضل، وهو التحريم لذات الزيادة في بيع الجنس الواحد، حتى ولو كان البائع والمشتري راضيين بها.
2- الحكمة من التحريم: منع الاستغلال والظلم في المعاملات، وسد الذرائع الموصلة إلى ربا النسيئة (وهو الربا المتعارف عليه بالفوائد على القروض). فلو أُبيح بيع 10 جرامات بـ 11 جراماً، لتحول إلى قرض جر نفعاً (ربا).
3- العدل في المعاملات: أمر الإسلام بالعدل والتساوي في المبادلات التي تتعلق بالأموال الربوية لتحقيق المصلحة للطرفين ودرء المفسدة عنهما.
4- شمولية الإسلام: تناولت الشريعة الإسلامية regulation جميع جوانب الحياة، including المعاملات المالية، ووضعت لها ضوابط دقيقة تحمي المجتمع من المفاسد الاقتصادية.
5- التفريق بين العروض (السلع) والنقود: الذهب والفضة هنا هما أصل النقود، وقاعدة (وزناً بوزن، مثلاً بمثل) تنطبق على النقود من جنس واحد. أما بيع سلعة (كسيارة أو قمح) بالذهب أو بالفضة، فيجوز فيه التفاضل (أي بيع السيارة بأكثر من وزنها ذهباً) لأنها بيع مال بغير جنسه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث هو أصل في باب بيوع الربا، وقد ضمّ الفقهاء إلى الذهب والفضة الأجناس الربوية الأخرى التي وردت في حديث آخر، وهي: البر، والشعير، والتمر، والملح. واشترطوا في بيعها بجنسها (قمح بقمح، تمر بتمر) نفس الشروط: التساوي في المقدار (الكيل أو الوزن) والتقابض في المجلس.
- النقود الورقية المعاصرة تعتبر من أصناف النقد، فينطبق عليها حكم الفضة والذهب. فلا يجوز بيع دولار أمريكي بدولار أمريكي مع زيادة (مثل 100 دولار نقداً بـ 110 دولار ديناً)، لأن هذا ربا محرم.
- يجب على المسلم أن يتعلم أحكام المعاملات ليأكل الحلال ويبتعد عن الحرام، فالمال الذي يدخل فيه شبهة الربا لا بركة فيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٨٨: ٨٤) من طريق ابن فضيل بن غزوان، عن أبيه، عن ابن أبي نعم (هو عبد الرحمن)، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 307 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل

  • 📜 حديث: الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب