حديث: آخر ما نزل من القرآن آية الربا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الزجر عن أكل الربا وبيعه
حسن: رواه ابن ماجه (٢٢٧٦) عن الخالد بن الحارث، والإمام أحمد (٢٤٦) عن يحيى بن سعيد، والأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (١٤٠٥) عن عبد الوهاب بن عطاء، كلهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الأحاديث المهمة التي تتعلق بأخطر المعاملات المحرمة في الإسلام، وهي مسألة الربا.
نص الحديث:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا، وإن رسول الله ﷺ قبض، ولم يفسرها، فدعوا الربا والريبة."
شرح المفردات:
● آخر ما نزل: آخر الآيات نزولاً على النبي ﷺ.
● آية الربا: وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 278-279].
● قبض: أي توفي النبي ﷺ.
● لم يفسرها: لم يبين التفاصيل الكاملة لبعض أنواع الربا وأحكامها.
● فدعوا الربا والريبة: فاتركوا الربا وما يشبهه ويشتبه به.
شرح الحديث:
يخبرنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن آية الربا كانت من آخر ما نزل من القرآن الكريم، وأن النبي ﷺ انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل أن يفسر هذه الآية تفسيراً مفصلاً يبين جميع أحكامها وتفاصيلها.
وهذا لا يعني أن النبي ﷺ لم يبين حرمة الربا أبداً، فقد جاءت أحاديث كثيرة تحرم الربا وتحذر منه، ولكن المقصود أن بعض التفاصيل الدقيقة والجزئيات لم تتبين بشكل كامل بسبب قرب وفاة النبي ﷺ من نزول هذه الآية.
لذلك يوصي عمر رضي الله عنه بالأخذ بالاحتياط في مسألة الربا، فيقول: "فدعوا الربا والريبة"، أي اتركوا الربا المحرم clearly، واتركوا أيضاً ما يشتبه به ويحتمل أن يكون من الربا.
الدروس المستفادة:
1- خطورة الربا: حيث أن آية الربا كانت من آخر ما نزل من القرآن، وهذا يدل على عظم شأنها وخطورة التعامل بها.
2- الحذر من المشتبهات: يؤخذ من قول عمر رضي الله عنه وجوب الابتعاد عن الأمور المشتبهة التي قد تؤدي إلى الوقوع في المحرمات.
3- الاحتياط في الدين: خصوصا 在 المسائل التي فيها غموض أو احتمال للحرام، فالأولى تركها والتزام الحلال الواضح.
4- فقه الصحابة: حيث فهم عمر رضي الله عنه أن عدم تفسير النبي ﷺ للآية بشكل كامل يستدعي التحذير من الاقتراب من كل ما له علاقة بالربا.
5- التدرج في التشريع: حيث نزل تحريم الربا في آخر المراحل، بعد أن تهيأت النفوس لقبوله.
معلومات إضافية:
- الربا من الكبائر، وقد توعد الله المتعاملين به بالحرب من الله ورسوله.
- العلماء قسموا الربا إلى نوعين: ربا النسيئة وربا الفضل.
- من الحكمة في تحريم الربا الحفاظ على أموال الناس، ومنع الظلم، وتشجيع الاستثمار الحقيقي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وسعيد بن أبي عروبة اختلط في آخر عمره لكن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف سمع منه قبل اختلاطه، فأثبته أحمد وغيره، ونفاه الآخرون.
وفي الباب ما روي عن علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، ومانع الصدقة، وكان ينهى عن النوح.
رواه النسائي (٥١٠٣) -واللّفظ له-، وأبو داود (٢٠٧٧)، والترمذي (١١١٩)، وابن ماجه (١٩٣٥)، وأحمد (٦٣٥، ٦٦٠) كلهم من طرق عن الشعبي، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب، يزيد بعضهم على بعض، وبعضهم ذكره مختصرا.
وإسناده ضعيف من أجل الحارث، وهو الأعور.
ثم اختلف على الشعبي:
فرواه جماعة عنه، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب.
ورواه الآخرون عنه، عن الحارث، عن النبي ﷺ، ولم يذكروا عليا.
قال الدارقطني في «العلل» (٣/ ١٥٥): «المحفوظ عن علي. وقال: ورواه أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد، فجوده، فقال: عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر، وعن الحارث، عن علي قالا: إن رسول اللَّه ﷺ لعن.
وقال: ورواه الأعمش عن عبد اللَّه بن مرة، فخالف رواية الشعبي، رواه عن الحارث، عن عبد اللَّه بن مسعود».
قال الأعظمي: ومن هذا الطريق رواه أحمد (٣٨٨١)، وابن حبان (٣٢٥٢).
والخلاصة أن إسناد هذا الحديث يدور على الحارث الأعور، وهو ضعيف عند جمهور أهل العلم، ومنهم من كذبه، ولا يبعد أن يكون هذا مما أخطأ فيه؛ لأنه مرة يرويه عن علي، وثانية عن ابن مسعود وثالثة مرسلًا.
ولكن له أسانيد أخرى ذكرتها في كتاب الزّكاة.
وفي الباب أيضًا ما روي عن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب».
رواه أحمد (١٧٨٢٢) عن موسى بن داود، أخبرنا ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن سليمان، عن محمد بن راشد المرادي، عن عمرو بن العاص، فذكره.
وفيه ابن لهيعة سيء الحفظ، ومحمد بن راشد المرادي هو الكلابي من رجال «التعجيل» (٩٣٣) قال فيه: «مجهول غير معروف».
قال الحافظ: «في السند ابن لهيعة، رواه عن عبد اللَّه بن سليمان وهو الطويل، عن محمد بن راشد، عن عمرو، رفعه: فذكر الحديث. وقال: وقد سقط رجل بين محمد وعمرو، فقد ذكر ابن يونس في المصريين محمد بن راشد المرادي، روى عن رجل، عن عبد اللَّه بن عمرو. وذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في: الثقات«محمد بن راشد بن أبي سكنة، عن أبيه، وعن حرملة بن عمران المصري. قال البخاري: حديثه في المصريين. وأنا أظن أنه هذا. واللَّه أعلم».
وقال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ١١٨): «وفيه من لم أعرفه».
وفي الباب أيضًا ما روي عن أبي هريرة مرفوعا: «أربع حق على اللَّه أن لا يدخلهم الجنّة، ولا يذيقهم نعيمها: مدمن الخمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم بغير حق، والعاق لوالديه».
رواه الحاكم (٢/ ٣٧) من حديث إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد اتفقا على خُثيم».
وتعقبه الذهبي، فقال: «إبراهيم قال النسائي: متروك».
وبه أعله المنذري في «الترغيب والترهيب» (٢٨٧١).
وفي الباب أيضًا ما روي عن أبي هريرة مرفوعا: «ليأتين على النّاس زمان لا يبقى أحد إلا آكل الربا، فإن لم يأكله أصابه من بخاره». قال ابن عيسى: «أصابه من غباره».
رواه أبو داود (٣٣٣١) من طريقين:
عن محمد بن عيسى، حدّثنا هشيم، أخبرنا عباد بن راشد قال: سمعت سعيد بن أبي خيرة يقول: حدّثنا الحسن منذ أربعين سنة، عن أبي هريرة فذكره.
ح وحدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن داود، يعني ابن أبي هند -وهذا لفظه-، عن سعيد ابن أبي خيرة، عن الحسن، عن أبي هريرة فذكره.
رواه الإمام أحمد (١٠٤١٠) عن هشيم بإسناده مثله.
ورواه الحاكم (٢/ ١١) من طريق وهب بن بقية، والبيهقي (٥/ ٢٧٦) من طريق أبي داود عنه مثله.
ورواه النسائي (٤٤٥٥)، وابن ماجه (٢٢٧٨) كلاهما من وجهين آخرين عن داود بن أبي هند.
وفي الإسناد علتان:
إحداهما: مداره على سعيد بن أبي خيرة، روى عنه ثلاثة، كما ذكر المزي، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٦/ ٣٦٠)، ولم يذكر من الرواة عنه إلا داود بن أبي هند، ولم يوثّقه غيره، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول». أي عند المتابعة، ولم أجد له متابعة.
والثانية: الحسن وهو البصري، الإمام المعروف كثير التدليس والإرسال، وقد نص جمهور أهل العلم أنه لم يسمع من أبي هريرة، ففيه انقطاع.
ولذا قال الحاكم: «قد اختلف أئمتنا في سماع الحسن عن أبي هريرة، فإن صح سماعه منه فهذا حديث صحيح».
وقد أعل المنذري في «الترغيب والترهيب» (٢٨٩٢) بأن الجمهور على أنه لم يسمع منه. وذكر أبو حيان الأصبهاني في «طبقات المحدثين» موعظة طويلة للحسن البصري، منها هذا الحديث من قوله.
وفي الباب عن أبي هريرة أيضًا قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أتيت ليلة أسري بي على قوم بطونهم كالبيوت، فيها الحيات ترى من خارج بطونهم. فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا».
رواه ابن ماجه (٢٢٧٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا الحسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي الصلت، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٨٦٤٠) من حديث حماد بن سلمة بأطول من هذا.
وإسناده ضعيف من أجل علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وجهالة أبي الصلت.
ثم حديث الإسراء ثابت في الصحيحين، وليس فيه ذكر هذا الجزء من الحديث بأن النبي ﷺ رأى آكل الربا بطونهم كالبيوت، لذا هذا الجزء من الحديث منكر جدا.
وفي الباب ما روي أيضًا عن أبي هريرة أيضًا قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الربا سبعون حوبا، أيسرها أن ينكح الرجل أمه».
رواه ابن ماجه (٢٢٧٤) عن عبد اللَّه بن سعيد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن إدريس، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.
وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني ضعيف باتفاق أهل العلم. حتى قال ابن المديني: «كان ضعيفا ضعيفا. . .، وروى عن المقبري بأحاديث منكرة».
ومن طريقه رواه البيهقي في «شعب الإيمان» (٤/ ٣٩٥)، وقال: «أبو معشر وابنه غير قويين، رواه أيضًا عبد اللَّه بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال: عن جده، عن أبي هريرة. وعبد اللَّه ضعيف».
قال الأعظمي: ومن هذا الوجه رواه الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (١٤٠٩).
وللحديث طريق آخر، وهو ما رواه العقيلي في الضعفاء (٨٠٨)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (١٢٢٤) من طريق عبد اللَّه بن زياد قال: حدّثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا: «الربا سبعون بابا، أصغرها كالذي ينكح أمه».
قال العقيلي: قال البخاري: عبد اللَّه بن زياد عن عكرمة بن عمار منكر الحديث.
ورواه البيهقي في «شعب الإيمان» (٤/ ٣٩٤) من طريق عفيف بن سالم، ثنا عكرمة بن عمار بإسناده، وقال:
«غريب بهذا الإسناد، وإنما يعرف بعبد اللَّه بن زياد، عن عكرمة. وعبد اللَّه بن زياد منكر الحديث».
وفي معناه ما روي عن كعب: «لأن أزني ثلاثا وثلاثين زنية أحب إلي من آكل درهم ربا يعلم اللَّه أني أكلته حين أكلته ربا».
رواه أحمد (٢١٩٥٨) عن وكيع، والدارقطني (٢٨٤٤) عن الفريابي، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٤/ ٣٩٣) عن حماد بن أسامة، كلهم عن سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن ابن حنظلة، عن كعب فذكره.
قال الدارقطني: «هذا أصح من المرفوع».
وهو يقصد بالمرفوع ما رواه هو (٢٨٤٣)، والإمام أحمد (٢١٩٥٧) كلاهما من حديث حسين ابن محمد، حدّثنا جرير -يعني ابن حازم-، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عبد اللَّه بن حنظلة غسيل الملائكة قال: قال رسول اللَّه ﷺ فذكر نحوه.
وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في كتابه «الموضوعات» (١٢٢٩)، وأعله بحسين بن محمد، فقال: «هو المروزي، قال أبو حاتم: رأيته ولم أسمع منه. وسئل أبو حاتم عن حديث يرويه حسين، فقال: خطأ. فقيل له: الوهم من من؟ فقال: من حسين ينبغي أن يكون».
وتعقبه ابن حجر في القول المسدد (الحديث الثاني عشر): حسين هذا احتج به الشيخان، وقال أحمد: اكتبوا عنه. ووثّقه العجلي، وابن سعد، والنسائي، وابن قانع، ومحمد بن مسعود اللخمي، وآخرون. . . .، ثم إنه لم ينفرد، بل توبع، رواه الدارقطني (٢٨٤٥) عن البغوي، عن هاشم بن الحارث، عن عبيد اللَّه بن عمرو الرقي، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي مليكة به.
وقال: وليث -وإن كان ضعيفا- فإنما ضعف من قبل حفظه، فهو متابع قوي. انتهى. وذكر له
شاهدا من حديث ابن عباس، وهو الآتي.
وفي معناه ما روي عن ابن عباس مرفوعا: «من أكل درهما ربة فهو مثل ستة وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من السحت فالنار أولى به».
رواه ابن الجوزي في «الموضوعات» (١٢٢٦) عن الدارقطني، عن أبي حاتم بن حبان بإسناده عن محمد بن حمير قال: حدّثنا إسماعيل، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
ورواه البيهقي في «شعب الإيمان» (٤/ ٣٩٣ - ٣٩٤) من وجه آخر، عن الفضل بن جابر، ثنا يحيى بن إسماعيل بن عباس، عن حسين بن قيس الرحبي، عن عكرمة، عن ابن عباس نحوه. وقال: روي في الربا من وجه آخر عن ابن عباس.
وحسين بن قيس الرحبي الملقب بـ «حنش» متروك.
وأورده ابن حجر في القول المسدد من جهة ابن عدي من طريق علي بن الحسن بن شقيق، أخبرني ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس نحوه.
وقال: وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس في أثناء حديث.
وقال: وأخرجه الطبراني أيضًا من طريق عطاء الخراساني، عن عبد اللَّه بن سلام. وعطاء لم يسمع من ابن سلام، وهو شاهد قوي.
وفي معناه ما روي أيضًا عن أنس بن مالك قال: خطبنا رسول اللَّه ﷺ، فذكر الربا، وعظم شأنه، وقال: «إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند اللَّه في الخطيئة من ستة وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم».
رواه ابن عدي في «الكامل» (٤/ ١٥٤٨)، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» (١٢٢٧)، والأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (١٤١٠) كلهم عن عبد اللَّه بن كيسان أبي مجاهد، عن ثابت، عن أنس فذكره.
ونقل ابن عدي عن البخاري أنه قال: عبد اللَّه بن كيسان أبو مجاهد منكر الحديث.
وقال: «ولعبد اللَّه بن كيسان عن عكرمة، عن ابن عباس غير ما أمليت غير محفوظة، وثابت عن أنس كذلك».
ثم رواه ابن الجوزي (١٢٢٨) من وجه آخر عن طلحة بن زيد، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس مرفوعا: «الربا سبعون بابا، أهون باب منه الذي يأتي أمه في الإسلام وهو يعرفها، وإن أربا الربا خرق المرء عرض أخيه المسلم، وخرق عرضه أن يقول فيه ما يكره من مساويه، والبهتان أن يقول فيه ما ليس فيه».
وقال: «تفرّد به طلحة بن زيد، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. واتهمه أيضًا ابن المديني. وقال أحمد، وأبو داود: منكر الحديث».
وفي معناه ما روي عن عائشة مرفوعا: «إن الربا بضع وسبعون بابا، أصغرها كالواقع على أمه، والدرهم الواحد من الربا أعظم عند اللَّه من ستة وثلاثين زنية».
رواه أبو نعيم في «الحلية» (٥/ ٧٤)، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» (١٢٣١) من طريق سوار بن مصعب، عن ليث، وخلف بن حوشب، عن مجاهد، عن عائشة فذكرته.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث خلف، لم نكتبه إلا من هذا الوجه».
قال الأعظمي: وفيه سوار بن مصعب، وهو الهمداني، قال أحمد، وأبو حاتم، والنسائي: «متروك الحديث». وقال البخاري: «منكر الحديث».
وله طريق آخر، أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (١٣٠٢) في ترجمة عمران بن أنس أبي أنس، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعا: «الدرهم ربا أعظم عند اللَّه من سبعة وثلاثين زنية».
ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» (١٢٣٢).
قال العقيلي: «عن ابن أبي مليكة، ولا يتابع على حديثه».
وقال: «وهذا يروى من غير هذا الوجه مرسلا، والإسناد فيه من طريق لين».
وفي الباب أيضًا ما روي عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «الربا ثلاثة وسبعون بابا» وفي رواية: «الربا بضعة وسبعون بابا، أهونها كمن أتى أمه في الإسلام».
رواه ابن ماجه (٢٢٧٥)، والحاكم (٢/ ٣٧) كلاهما عن عمرو بن علي الصيرفي أبي حفص قال: حدّثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد اللَّه فذكره. واللّفظ لابن ماجه.
وزاد الحاكم: «وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم». ورواه عن محمد بن غالب، عن عمرو ابن علي الصيرفي الفلاس.
وقال: «صحيح على شرط الشيخين».
وهو كما قال؛ وزبيد -مصغرا- هو ابن الحارث اليمامي. وإبراهيم هو ابن يزيد النخعي.
ولكن اختلف على زبيد بن الحارث.
فرواه ابن أبي عدي، عن شعبة، عن زبيد مرفوعا.
ورواه النضر بن شميل، عن شعبة، عنه موقوفا. انظر «السنة لمحمد بن نصر» (ص ٥٩).
وكذلك رواه الثوري عن زبيد موقوفا على ابن مسعود.
رواه عبد الرزاق في مصنفه (٨/ ٣١٥)، وعبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن الثوري، عن زبيد موقوفا من قول ابن مسعود.
وهذا أشبه بالصواب، وكذا قال البيهقي في «شعب الإيمان» (٤/ ٣٩٤) بعد أن رواه عن الحاكم بإسناده ومتنه: «هذا إسناد صحيح، والمتن منكر بهذا الإسناد، ولا أعلمه إلا وهما، وكأنه دخل
لبعض رواة الإسناد في إسناده».
وهو كما قال؛ فإن محمد بن غالب تمتام وهم في أحاديث، كما قال الدارقطني، فلعله وهم في المتن، فزاد فيه ما لم يذكره غيره، وجعل الحديث من مسند ابن مسعود، والصحيح أنه من مسند أبي هريرة، والصواب من ابن مسعود موقوفا عليه.
والخلاصة أنه لم يثبت في هذا المعنى شيء. وإنما الصحيح هو قول ابن مسعود. قال ابن الجوزي: «ليس في هذه الأحاديث شيء صحيح».
وقال: «واعلم أن مما يرد صحة هذه الأحاديث أن المعاصي إنما تعلم مقاديرها بتأثيراتها، والزنى يفسد الأنساب، ويصرف الميراث إلى غير مستحقه، ويؤثر في القبائح ما لا يؤثر أكل لقمة لا يتعدى ارتكاب نهي؛ فلا وجه لصحة هذا». انتهى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 297 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 272 من غشنا فليس منا، ومن رمانا فليس منا
- 273 المسلم أخو المسلم لا يحل له بيع فيه عيب إلا...
- 274 من غشنا فليس منا
- 275 الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة
- 276 رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها...
- 277 البياع الحلاف والفقير المختال والشيخ الزاني والإمام الجائر
- 278 المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب
- 279 ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه...
- 280 إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا
- 281 إياكم وكثرة الحلف في البيع
- 282 التجار هم الفجار لأنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون فيأثمون
- 283 أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله له بضاعة لا...
- 284 باع آخرته بدنياه
- 285 يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة
- 286 التجار يحشرون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى وبر وصدق
- 287 صفة رسول الله في التوراة
- 288 النهي عن الشراء والبيع في المسجد
- 289 أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك
- 290 السبع الموبقات التي حذر منها النبي
- 291 نهى النبي عن ثمن الكلب وثمن الدم وآكل الربا ومؤكله
- 292 آكل الربا في النهر يرمى بالحجارة كلما أراد الخروج
- 293 آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه
- 294 آكل الربا وموكله
- 295 عاقبة أمر آكل الربا إلى قلة
- 296 آخر آية نزلت على النبي ﷺ آية الربا
- 297 آخر ما نزل من القرآن آية الربا
- 298 الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء
- 299 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل
- 300 البر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر
- 301 بيعوا الذهب بالفضة والفضة بالذهب كيف شئتم
- 302 بيع النسيئة ربا
- 303 الذهب بالذهب والفضة بالفضة مثلاً بمثل يدا بيد
- 304 نهى رسول الله ﷺ عن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة...
- 305 الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما
- 306 التمر بالتمر والحنطة بالحنطة مثلاً بمثل يدا بيد
- 307 الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل
- 308 لا تبيعوا الدينار بالدينارين ولا الدرهم بالدرهمين
- 309 تحريم التفاضل في بيع الذهب والفضة
- 310 بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا
- 311 بيع التمر صاعين بصاع
- 312 بع التمر بيعًا آخر ثم اشتره
- 313 الطعام بالطعام مثلا بمثل
- 314 بع بالورق ثم اشتر به
- 315 لا ربا فيما كان يدا بيد
- 316 الربا في النسيئة
- 317 قولك في الصرف؟
- 318 بيع التمر بالتمر ربا
- 319 بيع التمر بالتمر إذا زدت بعض الزيادة
- 320 الذهب بالذهب مثلا بمثل والورق بالورق مثلا بمثل
- 321 نهى رسول الله ﷺ عن الصرف
معلومات عن حديث: آخر ما نزل من القرآن آية الربا
📜 حديث: آخر ما نزل من القرآن آية الربا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: آخر ما نزل من القرآن آية الربا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: آخر ما نزل من القرآن آية الربا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: آخر ما نزل من القرآن آية الربا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








