حديث: رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الحلف في البيع

عن أبي هريرة يقول: قال رسول اللَّه ﷺ: «ثلاثة لا ينظر اللَّه إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر، فقال: واللَّه الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل» ثم قرأ هذه الآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ [سورة آل عمران: ٧٧].

متفق عليه: رواه البخاريّ في المساقاة (٢٣٥٨) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش قال: سمعت أبا صالح يقول: سمعت أبا هريرة فذكر الحديث.

عن أبي هريرة يقول: قال رسول اللَّه ﷺ: «ثلاثة لا ينظر اللَّه إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر، فقال: واللَّه الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل» ثم قرأ هذه الآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ [سورة آل عمران: ٧٧].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، رواه الإمام البخاري في صحيحه، يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ثلاث صفات خبيثة توجب لصاحبها غضب الله وعذابه، وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● لا ينظر الله إليهم: النظر هنا بمعنى النظر الرحيم، أي لا يتفضل عليهم برحمته ورضوانه.
● ولا يزكيهم: لا يطهرهم من ذنوبهم، بل يتركهم لعذابهم.
● عذاب أليم: عذاب شديد موجع.
● فضل ماء: ماء زائد عن حاجته.
● ابن السبيل: المسافر المنقطع عن بلده والمحتاج للمساعدة.
● بايع إماماً: بايع حاكماً أو أميراً على السمع والطاعة في المعروف.
● أقام سلعته: عرض بضاعته للبيع وحضّرها.
● بعد العصر: في وقت العصر، وهو وقت تنتهي فيه الأسواق ويقل الناس، فيحتال البائع لبيعها.

ثانياً. شرح الحديث:


يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أصناف من الناس توعدهم الله بهذا الوعيد الشديد:
1- مانع فضل الماء من ابن السبيل:
هذا رجل يملك ماءً أكثر من حاجته، ويجده مسافرٌ محتاج على الطريق يموت عطشاً، فيبخل عليه به ولا يسقيه. هذا الفعل يتنافى مع الرحمة والإيمان، ويظهر قسوة القلب وشح النفس، وهو منكر عظيم في مجتمع المسلمين القائم على التراحم والتعاون.
2- من بايع الإمام طمعاً في الدنيا:
هذا رجل يبايع الحاكم أو الأمير (أي ي pledge له بالسمع والطاعة في المعروف) لا طاعة لله وإقامة الدين، بل طمعاً في منصب أو مال أو جاه من الدنيا. فإذا أعطاه الحاكم ما يريد رضي وظهرت طاعته، وإذا لم يعطه سخط وعصى وظهر شره وحقده. هذه بيعة نفاق، تجعل الدين وسيلة للدنيا، وتجعل الولاية مجالاً للمصالح الشخصية لا لخدمة الأمة.
3- الحالف كذباً في البيع لخداع المشتري:
هذا تاجر يأتي في آخر النهار (بعد العصر) عندما يريد الناس الانصراف، فيحلف بالله كذباً أنه اشترى سلعته بسعر معين (أعلى من الحقيقة) ليوهم المشتري أنها ذات قيمة فيصدقه ويشتريها بثمن غال. فهو يجمع بين كذب وغش وخيانة، ويستغل اسم الله تعالى للتحليل على الناس وأكل أموالهم بالباطل.
ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم الآية الكريمة: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77]، والتي تشير إلى أن هؤلاء استبدلوا عهد الله وأيمانهم الكاذبة بحطام الدنيا الزائل، وهو ثمن قليل لا قيمة له أمام غضب الله وعذابه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة البخل والشح: خصوصا في الأمور الأساسية التي تتعلق بحياة الناس، كالماء والطعام.
2- إخلاص النية في الطاعة والبيعة: يجب أن تكون بيعة الحكام وطاعتهم لله تعالى، لا للوصول إلى مكاسب دنيوية.
3- تحريم الغش والكذب في المعاملات: وأكل أموال الناس بالباطل، especially باستخدام اسم الله تعالى وأيمانه الكاذبة.
4- التخويف من عذاب الله: هذا الحديث تذكير قوي بأن بعض الذنوب الكبيرة قد تصل بصاحبها إلى درجة يستحق معها هذا الوعيد الأليم، مما يحث المسلم على اجتنابها.
5- الترابط بين الإيمان والأخلاق: فالإيمان الحقيقي يظهر في التعامل مع الناس بالرحمة والأمانة والإخلاص.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث يدل على أن هذه الذنوب من الكبائر، لما فيها من الوعيد الشديد.
- يجب على المسلم أن يحذر من اليأس من رحمة الله، فمهما عظم الذنب فإن باب التوبة مفتوح، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53]. فمن وقع في شيء من هذا فعليه أن يسرع بالتوبة النصوح.
- ينبغي للمسلم أن يراقب نيته في جميع أعماله، ويجعلها خالصة لله تعالى، لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا هذه الصفات الذميمة، وأن يوفقنا للإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المساقاة (٢٣٥٨) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش قال: سمعت أبا صالح يقول: سمعت أبا هريرة فذكر الحديث.
ورواه مسلم في الإيمان (١٠٨) من وجه آخر عن الأعمش، فذكر نحوه، ولم يذكر في حديثه آية سورة آل عمران.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 276 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط

  • 📜 حديث: رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب