حديث: كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الشركة عمومًا

روي عن السائب بن أبي السائب قال: أتيت النبي ﷺ، فجعلوا يثنون علي، ويذكروني، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أنا أعلمكم»يعني به. قلت: صدقت بأبي أنت وأمي، كنت شريكي، فنعم الشريك، كنت لا تداري، ولا تماري.

ضعيف: رواه أبو داود (٤٨٣٦)، وابن ماجه (٢٢٨٧)، وأحمد (١٥٥٠٢) كلهم من حديث سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب فذكره.

روي عن السائب بن أبي السائب قال: أتيت النبي ﷺ، فجعلوا يثنون علي، ويذكروني، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أنا أعلمكم»يعني به. قلت: صدقت بأبي أنت وأمي، كنت شريكي، فنعم الشريك، كنت لا تداري، ولا تماري.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الشريف الذي ذكر فيه موقف عظيم من مواقف النبي ﷺ مع أصحابه، وفيه دلالات عظيمة. سأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.
الراوي والسياق:
الراوي هو السائب بن أبي السائب المخزومي رضي الله عنه، وكان من صحابة النبي ﷺ، وكان قد شارك النبي ﷺ في التجارة قبل البعثة. جاء إلى النبي ﷺ وفي المجلس بدأ الناس يمدحونه ويذكرون محاسنه.
شرح المفردات:
● يَثْنُونَ عَلَيَّ: يمدحونني ويذكرون صفاتي الحسنة.
● يَذْكُرُونِي: يتحدثون عني وعن أخلاقي وأعمالي.
● أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِهِ: أنا أعلم الناس بحقيقته وصدقه (أي بالسائب).
● كُنْتَ شَرِيكِي: كنت شريكي في التجارة قبل النبوة.
● لا تُدَارِي: لا تجامل في الباطل، أو لا تخفي عيوب البضاعة عند البيع (من "المداراة" وهي المجاملة التي قد تصل إلى حد كتم العيب).
● لا تُمَارِي: لا تجادل بالباطل أو تُكثر الجدال (من "المماراة" وهي الجدال والمخاصمة).
شرح الحديث:
يحدثنا السائب بن أبي السائب رضي الله عنه أنه أتى النبي ﷺ، فجعل الحاضرون في المجلس يمدحونه ويعددون محاسنه وأخلاقه. فلما سمع النبي ﷺ هذا الثناء، قال للحاضرين: «أنا أعلمكم به»، أي أنا أعلم منكم بحقيقة هذا الرجل وصدقه وأخلاقه، لأنني عاشرته وعملت معه. فما كان من السائب إلا أن صدق النبي ﷺ في قوله، وشهد له بأعظم شهادة، فقال: "صدقت يا رسول الله، كنت شريكي في التجارة قبل البعثة، فكنت نعم الشريك الصادق الأمين، كنت لا تجامل في الباطل فتكتم عيوب السلع، ولا تدخل في مراء وجدال عقيم".
الدروس المستفادة والعبر:
1- صدق النبي ﷺ وأمانته: الحديث شهادة عملية من شريك سابق للنبي ﷺ على أخلاقه العظيمة في التعامل التجاري، حيث كان المثل الأعلى في الصدق والأمانة وعدم الغش.
2- عدم المجاملة في الدين: كان النبي ﷺ لا يداري، أي لا يجامل إذا كان في المجاملة كتمان للحق أو تضليل للآخرين، وهذا من كمال أخلاقه.
3- اجتناب الجدال العقيم: كان ﷺ لا يماري، أي لا يجادل بغير حق أو في أمور لا طائل من ورائها، مما يعلمنا ترك الجدال الباطل.
4- فضل المعرفة بالمعايشة: علم النبي ﷺ بحقيقة السائب came من خلال المعايشة والعمل معه، مما يدل على أن معرفة الأشخاص تكون عن قرب.
5- رد الثناء بما هو أفضل: لم يرد النبي ﷺ الثناء على السائب بإنكاره، بل بشهد له بما هو أعظم مما قالوه، مما يدل على حسن خلقه في التعامل مع الناس.
6- التواضع والأدب: أدب السائب رضي الله عنه مع النبي ﷺ حيث قال: "بأبي أنت وأمي"، وهي من أعظم عبارات التقدير والمحبة في لغة العرب.
خاتمة:
هذا الحديث من الشواهد الناطقة على سمو أخلاق النبي ﷺ قبل البعثة وبعدها، وهو دليل على أن الإسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق التي كان عليها النبي ﷺ. وفيه حث للمسلم على التحلي بالصدق والأمانة وترك الغش والمجادلة في أمور الدنيا والدين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨٣٦)، وابن ماجه (٢٢٨٧)، وأحمد (١٥٥٠٢) كلهم من حديث سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب فذكره.
وإسناده ضعيف لاضطراب وقع فيه، ولعل ذلك يعود إلى إبراهيم بن مهاجر البجلي، فإنه -وإن كان وثّقه ابن سعد والعجلي- فقد وصف بكثرة الخطأ والغلط، فروى مرة أخرى، فأسقط الواسطة بين مجاهد والسائب، وهو «قائد السائب».
كما روى الإمام أحمد (١٥٥٠٠) عن أسود بن عامر، عن إسرائيل، عن إبراهيم -يعني ابن مهاجر-، عن مجاهد، عن السائب بن عبد اللَّه قال: جيء بي إلى النبي ﷺ يوم فتح مكة جاء بي عثمان بن عفان وزهير، فجعلوا يثنون عليه، فقال لهم رسول اللَّه ﷺ: «لا تعلموني به قد كان صاحبي في الجاهلية». قال: قال: نعم يا رسول اللَّه، فنعم الصاحب كنت. قال: فقال: «يا سائب، انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاجعلها في الإسلام، أقر الضيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك».
وفي إسلام السائب بن أبي السائب كلام كثير، فقيل: إنه قتل يوم بدر كافرا، والذي أسلم هو ابنه، فجعلوا القصة لابنه عبد اللَّه بن السائب، ومنهم من قال: هو شخص آخر.
وقد أطال ابن عبد البر، فقال: «وهذا اضطراب لا يثبت به شيء، ولا تقوم به حجة». وكذلك ابن حجر في ترجمة السائب في تهذيب التهذيب.
انظر للمزيد «المنة الكبرى» (٥/ ٣٤٥).
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي هريرة مرفوعا: «إن اللَّه عز وجل يقول: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما».
رواه أبو داود (٣٣٨٣) عن محمد بن سليمان المصيصي، حدّثنا محمد بن الزبرقان، عن أبي حيان التيمي، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
وأخرجه أيضًا الدارقطني (٣/ ٣٥)، والحاكم (٢/ ٥٢)، والبيهقي (٦/ ٦٧٧) كلهم من هذا الطريق.
وأبو حيان اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي. قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
والصواب أنه ضعيف، فيه علتان:
إحداهما: جهالة سعيد بن حبان التيمي والد أبي حيان يحيى بن سعيد، فإنه لم يوثّقه غير العجلي، وهو الذي ذكره ابن حجر في التقريب، وذلك إشارة منه إلى أنه لا يرى له توثيقا مطلقا،
كما هو عادته في التقريب، والعجلي معروف بالتساهل في التوثيق، ولذا لم يقبل ابن القطّان توثيقه، فقال: لا يعرف حاله.
العلة الثانية: الاختلاف في الوصل والإرسال، فقال الدارقطني: «لم يسند أحد إلا أبو همام وحده». ثم روى من جرير، عن أبي حيان التيمي، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه ﷺ. فذكر الحديث.
قال الأعظمي: وجرير هذا ثقة فاضل صحيح الكتاب، وأبو همام هو محمد بن الزبرقان، صدوق ربما أخطأ، كما في التقريب، ولذا صوب الدارقطني إرساله. انظر «التلخيص» (٣/ ٤٩).
وكذلك لا يصح ما روي عن ابن عباس قال: كان العباس بن عبد المطلب إذا دفع مالا مضاربة اشترط على صاحبه أن لا يسلك به بحرا، ولا ينزل به واديا، ولا يشتري به ذا كبد رطبة، فإن فعله فهو ضامن. فرفع شرطه إلى رسول اللَّه ﷺ، فأجازه.
رواه الدارقطني (٣/ ٧٨)، وقال: «فيه أبو الجارود ضعيف».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 264 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري

  • 📜 حديث: كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب