لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل

حديث: لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل

عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل، ولا تُشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا منها شيئًا غائبا بناجز».

متفق عليه: رواه مالك في البيوع (٣٠) عن نافع، عن أبي سعيد به.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الأساسية في باب البيوع والمعاملات المالية في الإسلام، وقد أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح المفردات:

● لا تبيعوا الذهب بالذهب: أي لا تقوموا بتبادل الذهب بذهب آخر.
● إلا مثلاً بمثل: يعني يجب أن يكون المقدار متساوياً تماماً بين البدلين.
● ولا تُشفوا: من الشفّ، وهو الزيادة. أي لا تزيدوا أحد البدلين على الآخر.
● الورق: هو الفضة، وكانت تُسكّ قديماً على شكل نقود.
● غائباً بناجز: الغائب هو الشيء غير الحاضر المتأخر التسليم، والناجز هو الحاضر الذي يتم التسليم فوراً.

ثانياً. شرح الحديث:

يضع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قواعد أساسية لتبادل الأموال الربوية، والتي تتمثل في الذهب والفضة (وهما أصل النقود في ذلك الوقت). والحكمة من هذه القواعد منع الوقوع في الربا الذي حرمه الله تعالى.
1- تحريم بيع الذهب بالذهب إلا مثلاً بمثل: فلا يجوز بيع ذهب بذهب آخر مع زيادة أحد الطرفين، ولو كان الاختلاف في الجودة أو الصنعة. فمثلاً: لا يجوز بيع خاتم ذهب عيار 24 بوزنه من الذهب الخام عيار 21، لأن هذا يعد زيادة محرمة.
2- تحريم بيع الفضة بالفضة إلا مثلاً بمثل: نفس الحكم ينطبق على الفضة، فلا يجوز بيع فضة بفضة مع التفاضل.
3- وجوب التقابض في المجلس: وهو المقصود بقوله: "ولا تبيعوا منها شيئاً غائباً بناجز". أي لا يجوز بيع ذهب أو فضة حاضر (ناجز) بذهب أو فضة مؤجل التسليم (غائب)، بل يجب أن يتم التقابض -تسليم البدلين- في نفس مجلس العقد قبل التفرق.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- تحريم الربا بجميع أشكاله: والربا هو الزيادة في بيع الأموال الربوية، وهو من كبائر الذنوب.
2- العدل في المعاملات: الإسلام يحقق العدل والمساواة في المعاملات المالية، ويمنع استغلال حاجة الناس.
3- الحكمة من التشريع: هذه القواعد تمنع الاحتيال والغش، وتحافظ على استقرار النظام الاقتصادي.
4- شمولية الإسلام: الإسلام لم يترك جانباً من جوانب الحياة إلا ونظمه، بما فيه المعاملات المالية.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

● الأموال الربوية: هي التي تجب فيها الزيادة عند التبادل، وهي ستة أموال ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: (الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، فمن زاد أو استزاد فقد أربى).
● التقابض شرط: في بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة، يجب التقابض في المجلس كما هو واضح في الحديث.
● التفريق بين الربا والبيع المشروع: الربا محرم لأنه زيادة بدون مقابل، أما البيع والشراء فهو مباح لأنه تبادل منفعة حقيقية.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يوفقنا للعمل بشرعه، والاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في البيوع (٣٠) عن نافع، عن أبي سعيد به.
ورواه البخاريّ في البيوع (٢١٧٧)، ومسلم في المساقاة (١٥٨٤: ٧٥) كلاهما من طريق مالك
به مثله.
ورواه مسلم من وجه آخر عن نافع به مثله، وزاد «إلا يدا بيد».
قوله: «ولا تشفوا» أي لا تفضلوا، وهو رباعي من أشف، والشف -بالكسر- الزيادة، وتطلق على النقص.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 299 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل

📜 حديث: لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية