حديث: ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن الحلف في البيع
قال: قلت: من الثلاثة الذين يحبهم اللَّه عز وجل؟ قال: «رجل غزا في سبيل اللَّه، فلقي العدو مجاهدا محتسبا، فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدون في كتاب اللَّه عز وجل ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا﴾ [سورة الصف: ٤]، ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه اللَّه إياه بموت أو حياة، ورجل يكون مع قوم فيسيرون حتى يشق عليهم الكرى أو النعاس، فينزلون في آخر الليل، فيقوم إلى وضوئه وصلاته».
قال: قلت: من الثلاثة الذين يبغضهم اللَّه؟ قال: «الفخور المختال، وأنتم تجدون في كتاب اللَّه عز وجل ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [سورة لقمان: ١٨]، والبخيل المنان، والتاجر -أو البياع- الحلاف».
قال: قلت: يا أبا ذر، ما المال؟ قال: فِرقٌ لنا وذودٌ -يعني بالفِرق غنمًا يسيرة-. قال: قلت: لست عن هذا أسأل، إنما أسألك عن صامت المال. قال: ما
أصبح لا أمسى، وما أمسى لا أصبح. قال: قلت: يا أبا ذر، ما لك ولإخوتك قريش؟ قال: واللَّه لا أسألهم دنيا، ولا أستفتيهم عن دين اللَّه حتى ألقى اللَّه ورسوله. ثلاثا يقولها.
صحيح: رواه أحمد (٢١٥٣٠)، والطبراني في الكبير (٢/ ١٦١)، والحاكم (٢/ ٨٨ - ٨٩)، والبيهقي (٩/ ١٦٠) كلهم من طريق الأسود بن شيبان، عن يزيد بن أبي العلاء، عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير فذكره.
![عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير قال: بلغني عن أبي ذر حديث، فكنت أحب أن ألقاه، فلقيته، فقلت له: يا أبا ذر، بلغني عنك حديث، فكنت أحب أن ألقاك فأسألك عنه، فقال: قد لقيت فاسأل. قال: قلت: بلغني أنك تقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «ثلاثة يحبهم اللَّه، وثلاثة يبغضهم اللَّه» قال: نعم، فما إخالُني أكذب على خليلي محمد ﷺ. -ثلاثا يقولها-
قال: قلت: من الثلاثة الذين يحبهم اللَّه ﷿؟ قال: «رجل غزا في سبيل اللَّه، فلقي العدو مجاهدا محتسبا، فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدون في كتاب اللَّه ﷿ ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا﴾ [سورة الصف: ٤]، ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه اللَّه إياه بموت أو حياة، ورجل يكون مع قوم فيسيرون حتى يشق عليهم الكرى أو النعاس، فينزلون في آخر الليل، فيقوم إلى وضوئه وصلاته».
قال: قلت: من الثلاثة الذين يبغضهم اللَّه؟ قال: «الفخور المختال، وأنتم تجدون في كتاب اللَّه ﷿ ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [سورة لقمان: ١٨]، والبخيل المنان، والتاجر -أو البياع- الحلاف».
قال: قلت: يا أبا ذر، ما المال؟ قال: فِرقٌ لنا وذودٌ -يعني بالفِرق غنمًا يسيرة-. قال: قلت: لست عن هذا أسأل، إنما أسألك عن صامت المال. قال: ما
أصبح لا أمسى، وما أمسى لا أصبح. قال: قلت: يا أبا ذر، ما لك ولإخوتك قريش؟ قال: واللَّه لا أسألهم دنيا، ولا أستفتيهم عن دين اللَّه حتى ألقى اللَّه ورسوله. ثلاثا يقولها. عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير قال: بلغني عن أبي ذر حديث، فكنت أحب أن ألقاه، فلقيته، فقلت له: يا أبا ذر، بلغني عنك حديث، فكنت أحب أن ألقاك فأسألك عنه، فقال: قد لقيت فاسأل. قال: قلت: بلغني أنك تقول: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «ثلاثة يحبهم اللَّه، وثلاثة يبغضهم اللَّه» قال: نعم، فما إخالُني أكذب على خليلي محمد ﷺ. -ثلاثا يقولها-
قال: قلت: من الثلاثة الذين يحبهم اللَّه ﷿؟ قال: «رجل غزا في سبيل اللَّه، فلقي العدو مجاهدا محتسبا، فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدون في كتاب اللَّه ﷿ ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا﴾ [سورة الصف: ٤]، ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه اللَّه إياه بموت أو حياة، ورجل يكون مع قوم فيسيرون حتى يشق عليهم الكرى أو النعاس، فينزلون في آخر الليل، فيقوم إلى وضوئه وصلاته».
قال: قلت: من الثلاثة الذين يبغضهم اللَّه؟ قال: «الفخور المختال، وأنتم تجدون في كتاب اللَّه ﷿ ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [سورة لقمان: ١٨]، والبخيل المنان، والتاجر -أو البياع- الحلاف».
قال: قلت: يا أبا ذر، ما المال؟ قال: فِرقٌ لنا وذودٌ -يعني بالفِرق غنمًا يسيرة-. قال: قلت: لست عن هذا أسأل، إنما أسألك عن صامت المال. قال: ما
أصبح لا أمسى، وما أمسى لا أصبح. قال: قلت: يا أبا ذر، ما لك ولإخوتك قريش؟ قال: واللَّه لا أسألهم دنيا، ولا أستفتيهم عن دين اللَّه حتى ألقى اللَّه ورسوله. ثلاثا يقولها.](img/Hadith/hadith_5570.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإن الحديث الذي سألت عنه حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهما، وهو من الأحاديث التي تبين صفات المحبوبين عند الله والمبغوضين عنده، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بعون الله وتوفيقه.
أولاً. شرح المفردات:
● يُبْغِضُهُم: يكرههم ويمقتهم.
● الفخور المختال: المتكبر المعجب بنفسه، الذي يرى نفسه أعلى من الآخرين.
● البخيل المنان: الذي يبخل بماله ولا ينفق في الخير، وإذا أعطى أحدًا منّ عليه بمعروفه.
● التاجر الحلاف: البائع الذي يكثر من الحلف كذبًا في بيعه وشرائه ليوهم الناس ويغشهم.
● الفرق و الذود: الفرق هو القليل من الغنم، والذود هو الإبل القليلة، يعني أن المال القليل الذي يملكه.
● ما أصبح لا أمسى، وما أمسى لا أصبح: كناية عن قلة المال وعدم الاستقرار فيه، أي أنه لا يضمن أن يمسي وهو يملك ما أصبح فيه، أو العكس.
ثانيًا. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بأن مطرف بن عبد الله بلغه عن أبي ذر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب ليسأله عنه، فأخبره أبو ذر أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأكد من صدقه بقوله: "فما إخالي أكذب على خليلي محمد" ثلاث مرات، مما يدل على حرصه على الدقة والتثبت في نقل الحديث.
ثم ذكر أبو ذر ثلاثة أصناف يحبهم الله تعالى:
1- المجاهد في سبيل الله: الذي يخرج للجهاد ويقاتل حتى يُقتل، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: 4]. وهذا يدل على فضل الجهاد والشهادة في سبيل الله.
2- الصابر على أذى الجار: الذي يصبر على أذى جاره ويحتسب الأجر عند الله، حتى يكفيه الله هذا الأذى إما بموت الجار أو بحياته إذا تاب أو انقطع أذاه.
3- المحافظ على الصلاة في السفر: الذي يكون مع قوم في سفر، وعندما ينزلون آخر الليل يتعبون أو ينامون، فهو يقوم يتوضأ ويصلي، وهذا يدل على حرصه على العبادة حتى في أصعب الأوقات.
ثم ذكر ثلاثة أصناف يبغضهم الله تعالى:
1- الفخور المختال: المتكبر المعجب بنفسه، المستشهد بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].
2- البخيل المنان: الذي يبخل بماله ولا ينفق في سبيل الله، وإذا أعطى أحدًا منّ عليه بمعروفه، وهذا ينقص أجره ويبطل ثوابه.
3- التاجر الحلاف: الذي يكثر الحلف في بيعه وشرائه، سواء كان كاذبًا أو مبالغًا، مما يورث النفاق ويفسد المعاملة.
ثم سأله مطرف عن المال، فأجابه أبو ذر بأن المال عنده قليل (فرق من الغنم وذود من الإبل)، ثم بين أن المال غير مستقر، وهو كناية عن زهده في الدنيا وعدم تعلقه بها.
وأخيرًا، سأله عن علاقته بقريش، فأجاب بأنه لا يسألهم دنيا ولا يستفتيهم في دين الله، بل يعتمد على الله ورسوله، وهذا يدل على استقلاليته في الدين وعدم تبعيته لأحد في أمر دينه.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- فضل الجهاد في سبيل الله: وأن المجاهد الذي يقاتل حتى يُقتل من المحبوبين عند الله.
2- الصبر على أذى الآخرين: خاصة الجار، وأن الصبر عليه يحتسب أجرًا عظيمًا.
3- المحافظة على الصلاة: حتى في أوقات المشقة والسفر، مما يدل على أهمية العبادة في كل حال.
4- ذم الكبر والبخل والكذب في المعاملة: وأن هذه الصفات من أبغض الأشياء إلى الله.
5- الزهد في الدنيا: وعدم التعلق بها، كما ظهر من كلام أبي ذر عن المال.
6- الاستقلالية في الدين: وعدم الاعتماد على الناس في أمور الدين، بل على الكتاب والسنة.
رابعًا. معلومات إضافية:
- أبو ذر الغفاري رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام، وكان معروفًا بالزهد والورع والصدق.
- الحديث يدل على حرص الصحابة على نقل الحديث بدقة، وتثبتهم في الرواية.
- فيه تحذير من صفات ذميمة يجب على المسلم تجنبها، كالكبر والبخل والغش في البيع.
أسأل الله أن يجعلنا من المحبوبين عنده، ويبعدنا عن صفات المبغوضين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم». وهو كما قال.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 279 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 254 بعث رسول الله ﷺ بعثا قبل الساحل
- 255 الأشعريون إذا أرملوا في الغزو جمعوا طعامهم واقتسموه بالسوية
- 256 لا تقرنوا؛ فإن النبي ﷺ نهى عن القران
- 257 من أعتق شركا له في عبد
- 258 من أعتق شقيصا من مملوكه فعليه خلاصه في ماله
- 259 البدل في الاضحية البقرة عن سبعة اشخاص
- 260 كل سبعة منا في بدنة
- 261 يتراجع الخليطان بينهما بالسوية
- 262 لا يبيع أحد شريكه حتى يؤذنه
- 263 من يأخذ الناقة على النصف مما يغنم
- 264 كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري
- 265 من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه
- 266 الحلال بيّن والحرام بيّن وبين ذلك شبهات
- 267 لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن الحلال أم من...
- 268 إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة...
- 269 يعبدوه ولا تشركوا به شيئًا
- 270 من غش فليس مني
- 271 معنى: من غشنا فليس منا
- 272 من غشنا فليس منا، ومن رمانا فليس منا
- 273 المسلم أخو المسلم لا يحل له بيع فيه عيب إلا...
- 274 من غشنا فليس منا
- 275 الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة
- 276 رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها...
- 277 البياع الحلاف والفقير المختال والشيخ الزاني والإمام الجائر
- 278 المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب
- 279 ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه...
- 280 إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا
- 281 إياكم وكثرة الحلف في البيع
- 282 التجار هم الفجار لأنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون فيأثمون
- 283 أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله له بضاعة لا...
- 284 باع آخرته بدنياه
- 285 يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة
- 286 التجار يحشرون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى وبر وصدق
- 287 صفة رسول الله في التوراة
- 288 النهي عن الشراء والبيع في المسجد
- 289 أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك
- 290 السبع الموبقات التي حذر منها النبي
- 291 نهى النبي عن ثمن الكلب وثمن الدم وآكل الربا ومؤكله
- 292 آكل الربا في النهر يرمى بالحجارة كلما أراد الخروج
- 293 آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه
- 294 آكل الربا وموكله
- 295 عاقبة أمر آكل الربا إلى قلة
- 296 آخر آية نزلت على النبي ﷺ آية الربا
- 297 آخر ما نزل من القرآن آية الربا
- 298 الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء
- 299 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل
- 300 البر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر
- 301 بيعوا الذهب بالفضة والفضة بالذهب كيف شئتم
- 302 بيع النسيئة ربا
- 303 الذهب بالذهب والفضة بالفضة مثلاً بمثل يدا بيد
معلومات عن حديث: ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة
📜 حديث: ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








