حديث: التجار هم الفجار لأنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون فيأثمون
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن الحلف في البيع
صحيح: رواه أحمد (١٥٥٣٠)، والحاكم (٢/ ٦ - ٧)، وعنه البيهقي في كتاب الآداب (١١٠٠)، وشعب الإيمان (٤/ ٢١٨) من طريق هشام الدستوائي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني قال: قال عبد الرحمن بن شبل فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني.
أولاً. شرح المفردات:
● التجار: جمع تاجر، وهم الذين يتعاطون البيع والشراء لأجل الربح.
● الفجار: جمع فاجر، وهو العاصي المصر على المعصية، الذي تجاوز حدود الله.
● يحدثون: أي يتكلمون ويصفون سلعتهم.
● يكذبون: أي في وصف سلعهم، بذكر محاسن غير حقيقية أو إخفاء عيوبها.
● يحلفون: أي يقسمون بالله كذبًا لإقناع المشتري.
● يأثمون: أي يقعون في الإثم بسبب الحلف الكاذب.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبر النبي ﷺ أن كثيرًا من التجار يقعون في الفجور، أي المعاصي والآثام، بسبب ممارساتهم الخاطئة في التجارة. ولما استغرب الصحابة من هذا الوصف، لأن الله تعالى قد أحل البيع، بين لهم النبي ﷺ أن الإشكال ليس في أصل التجارة، بل في سلوك بعض التجار الذين يرتكبون المحرمات أثناء ممارستهم لها، وأهمها:
1- الكذب: وذلك بذكر صفات غير حقيقية في السلعة، أو المبالغة في مدحها، أو إخفاء عيوبها.
2- الحلف الكاذب: وذلك للحث على الشراء، فيحلفون بأن السلعة بكذا وكذا وهم كاذبون.
فهذه الأفعال هي التي تجعل التاجر من الفجار، لأنها معاصٍ متعمدة تخالف أخلاق الإسلام.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- تحذير شديد من الكذب والحلف الكاذب في البيع: فهذا من كبائر الذنوب، وقد جاء في حديث آخر: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ... وَذَكَرَ مِنْهُمْ: التَّاجِرُ الَّذِي يَحْلِفُ كَاذِبًا» (رواه مسلم).
2- التجارة المشروعة عبادة: إذا التزم التاجر بالأمانة والصدق، فإن تجارته تكون عبادة يُثاب عليها.
3- النهي عن الغش: كما في الحديث: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا» (رواه مسلم).
4- وجوب الصدق والأمانة في المعاملات: وهذا من كمال الإيمان.
5- التوسط في الإسلام: فليس الإسلام ضد التجارة، بل ينظمها ويضبطها بضوابط أخلاقية.
رابعاً. معلومات إضافية:
- من الأدلة على حل البيع قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275].
- ينبغي للتاجر المسلم أن يتقي الله في تجارته، ويصدق في قوله، ويبتعد عن الحلف مطلقًا إلا عند الضرورة وبالصدق.
- من الأمثلة على الأمانة في البيع: إظهار عيوب السلعة، وعدم المبالغة في الثناء، والوفاء بالوعود.
أسأل الله أن يجعلنا من الصادقين الأمناء، وأن يعيننا على تطبيق هدي نبينا ﷺ في جميع معاملاتنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقد صرّح يحيى بن أبي كثير سماعه من أبي راشد الحبراني عند الحاكم.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح».
وهو كما قال. ولكن رواه أبان (وهو ابن يزيد العطار) عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي راشد الحبراني بإسناده.
ومن هذا الطريق رواه أحمد (١٥٦٦٩)، والبيهقي في شعب الإيمان.
وكذلك رواه علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلّام، عن أبي راشد فذكره. ومن طريقه رواه البيهقي في شعب الإيمان، وذكره في كتاب الآداب.
وقال في شعب الإيمان: وخالفهما هشام الدستوائي، فرواه عن يحيى، عن أبي راشد، وذكر فيه سماعه من أبي راشد. انتهى.
وقال في كتاب الآداب: «هشام أحفظ».
قال الأعظمي: اختلف في سماع يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد، فأثبته أبو حاتم، وصحح هذا الإسناد في «كتاب العلل» (٢/ ٦٣) في متن حديث آخر.
وهو الحديث الذي رواه وهيب، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد، عن عبد الرحمن بن شبل، عن النبي ﷺ قال: «اقرؤوا القرآن». قال أبو حاتم: «رواه بعضهم، فقال: عن يحيى، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، عن النبي ﷺ. كلاهما صحيح، غير أن أيوب ترك من الإسناد رجلين». انتهى.
قال الأعظمي: يحيى بن أبي كثير اليمامي أحد الأعلام، وقد روى عن جماعة من الصحابة، منهم جابر، وأنس، وأبو أمامة، وحديثه عنهم في صحيح مسلم، انظر «جامع التحصيل» (٨٨٠) إلا أنه كثير التدليس، لكنه صرح بسماعه من أبي راشد في مستدرك الحاكم، كما مضى.
ولا خلاف في سماعه من زيد بن سلام، فإن كان في الإسناد الأول انقطاع فقد ثبت بالإسناد الثاني. والحمد للَّه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 282 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 257 من أعتق شركا له في عبد
- 258 من أعتق شقيصا من مملوكه فعليه خلاصه في ماله
- 259 البدل في الاضحية البقرة عن سبعة اشخاص
- 260 كل سبعة منا في بدنة
- 261 يتراجع الخليطان بينهما بالسوية
- 262 لا يبيع أحد شريكه حتى يؤذنه
- 263 من يأخذ الناقة على النصف مما يغنم
- 264 كنت شريكي فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري
- 265 من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه
- 266 الحلال بيّن والحرام بيّن وبين ذلك شبهات
- 267 لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن الحلال أم من...
- 268 إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة...
- 269 يعبدوه ولا تشركوا به شيئًا
- 270 من غش فليس مني
- 271 معنى: من غشنا فليس منا
- 272 من غشنا فليس منا، ومن رمانا فليس منا
- 273 المسلم أخو المسلم لا يحل له بيع فيه عيب إلا...
- 274 من غشنا فليس منا
- 275 الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة
- 276 رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها...
- 277 البياع الحلاف والفقير المختال والشيخ الزاني والإمام الجائر
- 278 المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب
- 279 ورجل له جار يؤذيه، فيصبر على أذاه، ويحتسبه حتى يكفيه...
- 280 إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا
- 281 إياكم وكثرة الحلف في البيع
- 282 التجار هم الفجار لأنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون فيأثمون
- 283 أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله له بضاعة لا...
- 284 باع آخرته بدنياه
- 285 يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة
- 286 التجار يحشرون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى وبر وصدق
- 287 صفة رسول الله في التوراة
- 288 النهي عن الشراء والبيع في المسجد
- 289 أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك
- 290 السبع الموبقات التي حذر منها النبي
- 291 نهى النبي عن ثمن الكلب وثمن الدم وآكل الربا ومؤكله
- 292 آكل الربا في النهر يرمى بالحجارة كلما أراد الخروج
- 293 آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه
- 294 آكل الربا وموكله
- 295 عاقبة أمر آكل الربا إلى قلة
- 296 آخر آية نزلت على النبي ﷺ آية الربا
- 297 آخر ما نزل من القرآن آية الربا
- 298 الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء
- 299 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل
- 300 البر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر
- 301 بيعوا الذهب بالفضة والفضة بالذهب كيف شئتم
- 302 بيع النسيئة ربا
- 303 الذهب بالذهب والفضة بالفضة مثلاً بمثل يدا بيد
- 304 نهى رسول الله ﷺ عن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة...
- 305 الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما
- 306 التمر بالتمر والحنطة بالحنطة مثلاً بمثل يدا بيد
معلومات عن حديث: التجار هم الفجار لأنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون فيأثمون
📜 حديث: التجار هم الفجار لأنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون فيأثمون
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: التجار هم الفجار لأنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون فيأثمون
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: التجار هم الفجار لأنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون فيأثمون
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: التجار هم الفجار لأنهم يحدثون فيكذبون ويحلفون فيأثمون
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








