حديث: من غشنا فليس منا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم الغش في البيوع

عن عائشة أن النبي ﷺ قال: «من غشنا فليس منا».

حسن: رواه البزار -كشف الأستار (١٢٥٦) - عن عمرو بن علي وبشر بن آدم قالا: ثنا أبو علي الحنفي، ثنا هارون الشامي، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة فذكره.

عن عائشة أن النبي ﷺ قال: «من غشنا فليس منا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من جوامع كلمه ﷺ التي تحوي أحكاما عظيمة ومعاني جليلة.

أولاً. شرح المفردات:


● غشنا: الغش هو إظهار خلاف ما يُبطن، وإخفاء العيب والتدليس على الآخرين.
● فليس منا: أي ليس على هدينا وطريقتنا، أو ليس من أهل ديننا وأخلاقنا.

ثانيًا. شرح الحديث:


يُبين النبي ﷺ في هذا الحديث أن الغش خلق ذميم، ومن فعل ذلك فقد برئ منه ﷺ وبرئت منه تعاليم الإسلام. والغش هنا عام يشمل جميع أنواع الغش في المعاملات، سواء في البيع والشراء، أو في الصناعة والزراعة، أو في النصيحة والمشورة، أو في الامتحانات والوظائف، أو في أي مجال من مجالات الحياة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تحريم الغش بجميع أنواعه: فالغش محرم في الإسلام، وهو من كبائر الذنوب؛ لأنه يتضمن الخداع والكذب والظلم.
2- الغش ينافي الإيمان: فالمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، والغش يدل على نقص الإيمان وضعف التقوى.
3- البراءة من الغشاش: فمن اتصف بالغش فقد تبرأ منه النبي ﷺ، وهذا وعيد شديد يدل على قبح هذا الفعل.
4- المسلم ينصح ولا يغش: فمن نصح الناس وأرشدهم إلى الحق وابتعد عن الخداع فهو على هدي النبي ﷺ.
5- التحذير من الغش في المعاملات: خاصة في البيع والشراء، كإخفاء العيوب أو التلاعب في الموازين أو الغش في السلع.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب الأخلاق والمعاملات، ويظهر سماحة الإسلام وعدله.
- الغش ليس فقط في المال، بل حتى في النصيحة والرأي، كمن يستشيره أحد في أمر فيخدعه أو يخفي عنه الحق.
- من صور الغش الحديثة: الغش في الامتحانات، والغش في الوظائف، والغش في المنتجات والتقليد، والغش في العقود والاتفاقيات.
فالواجب على المسلم أن يتقي الله تعالى، ويبتعد عن الغش، ويتحلى بالأمانة والصدق، حتى يكون من أهل سنة النبي ﷺ وهديه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار -كشف الأستار (١٢٥٦) - عن عمرو بن علي وبشر بن آدم قالا: ثنا أبو علي الحنفي، ثنا هارون الشامي، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة فذكره.
وإسناده حسن من أجل هارون الشامي، فلم أستطع تعيينه، ولكن قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٨٧): «رواه البزار، ورجاله ثقات» فلعله عرفه وقال أيضًا الحافظ ابن حجر في «مختصر زوائد البزار» (٨٧٩): «ورجاله ثقات».
وفي الباب عن ابن عمر قال: مر رسول اللَّه ﷺ بطعام، وقد حسنه صاحبه، فأدخل يده فيه، فإذا طعام رديء، فقال: «بع هذا على حدة، وهذا على حدة. فمن غشنا فليس منا».
رواه أحمد (٥١١٣)، والبزار -كشف الأستار (١٢٥٥) -، والطبراني في الأوسط (٢٥١١)
كلهم من حديث أبي معشر، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
وأبو معشر اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف.
وفي الباب ما روي أيضًا عن أبي الحمراء قال: رأيت رسول اللَّه ﷺ مر بجنبات رجل عنده طعام في وعاء، فأدخل يده فيه، فقال: «لعلك غششت، من غشنا فليس منا».
رواه ابن ماجه (٢٢٢٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي داود، عن أبي الحمراء فذكره.
ورواه القضاعي في «مسند الشهاب» (٣٥٣) من وجه آخر عن أبي نعيم.
وأبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى المشهور بكنيته، كذبه ابن معين، وقال النسائي: «متروك». وقال ابن حبان: «يروي عن الثقات الموضوعات توهما، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار به». المجروحين (١١١٦). وذكره أيضًا في الثقات (٥/ ٢٨٤).
قال البخاري: «أبو الحمراء له صحبة، ولا يصح حديثه هذا، وهذا الحديث انفرد به».
وفيه أيضًا ما روي عن أبي بردة بن نيار قال: انطلقت مع النبي ﷺ إلى بقيع المصلى، فأدخل يده في طعام، ثم أخرجها، فإذا هو مغشوش أو مختلف، فقال: «من غشنا فليس منا».
رواه أحمد (١٥٨٣٣)، والبزار -كشف الأستار (٩٩) -، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٥٢١) كلهم من طريق شريك، عن عبد اللَّه بن عيسى، عن جميع بن عمير، عن خاله أبي بردة بن نيار فذكره.
وإسناه ضعيف من أجل جميع بن عمير التميمي أبو الأسود، قال البخاري: «فيه نظر». وقال ابن حبان: «كان رافضيا يضع الحديث». وأما أبو حاتم فقال: «محله الصدق».
والصواب أنه ضعيف جدا؛ فإنه شيعي رافضي محترق، وشريك هو ابن عبد اللَّه النخعي سيء الحفظ، إلا أنه توبع، رواه الطبراني في الأوسط (٤/ ٢٩٣)، والدارقطني في «العلل» (٦/ ٢٤ - ٢٥) عن قيس بن الربيع، عن عبد اللَّه بن عيسى، عن سعيد بن أبي بردة، عن عمه أبي بردة، فخالفه في موضعين: أحدهما في قوله: جميع بن عمير. والثاني في قوله: عن خاله.
وقد رجح ابن حجر في «الإصابة» أن أبا بردة بن نيار عم لسعيد بن عمير بن نبار، فالخطأ من شريك؛ فإنه سيء الحفظ، كما مضى.
وفي الباب أيضًا عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعا: «من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النّار».
رواه الطبراني في الكبير (١٠/ ١٣٨)، والصغير (١/ ٢٦١)، وأبو نعيم في «الحلية» (٤/ ١٨٩)، وابن حبان في صحيحه (٥٦٧)، والقضاعي في مسند الشهاب (٢٥٣، ٣٥٤) كلهم من طريق الفضل بن الحباب قال: حدّثنا عثمان بن الهيثم بن الجهم قال: حدّثنا أبي، عن عاصم، عن زر، عن عبد اللَّه فذكره.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث عاصم، تفرّد به عثمان، ولم نكتبه إلا من حديث الفضل بن الحباب».
قال الأعظمي: وعلته عثمان بن الهيثم، فإنه مع صدقه تغير فصار يتلقن. والراوي عنه الفضل بن الحباب سمع منه بعد ما تغير، وأبوه الهيثم بن الجهم لم يرو عنه إلا ابنه عثمان، ولم يوثّقه أحد فهو مجهول.
وأما قول أبي حاتم فيه كما في «الجرح والتعديل» (٩/ ٨٣): «لم أر في حديثه مكروها» فليس توثيقا له، وإنما فيه الإشارة إلى أن ما يرويه يوافق حديث غيره. وليس كل من يروي حديثا موافقا لغيره ثقة، فقد يخطئ في عزو الحديث إلى غير صاحبه.
وفي الباب أحاديث أخرى لا تصح، إنما الصحيح ما ذكرناه.
وأما قوله ﷺ: «من غشنا فليس منا» فمعناه أنه ليس على سيرتنا وهدينا، وهي الصدق والوفاء.
وأما من حمله على أنه خرج من ملتنا فهو خطأ.
وأما ما جاء عن سفيان الثوري أنه كان يكره تفسير «ليس منا» ليس مثلنا، كما ذكره أبو داود (٣/ ٧٣٢)، فكان مراده أن يترك ذلك ليكون أوقع في النفوس، وأبلغ في الزجر، لا أنه كان يكفره، ويخرجه عن الملة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 274 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من غشنا فليس منا

  • 📜 حديث: من غشنا فليس منا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من غشنا فليس منا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من غشنا فليس منا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من غشنا فليس منا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب