حديث: يعبدوه ولا تشركوا به شيئًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن إضاعة المال

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل اللَّه جميعا، ولا تفرقوا. ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».

صحيح: رواه مسلم في الأقضية (١٧١٥) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل اللَّه جميعا، ولا تفرقوا. ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين فيه ما يحبه الله من عباده وما يكرهه، وسأشرحه لك على النحو التالي:
### أولاً. نص الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل اللَّه جميعا، ولا تفرقوا. ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».
رواه مسلم في صحيحه.

### ثانياً. شرح المفردات
● يَرْضَى: الرضا هو القبول والمحبة والاستحسان.
● يَكْرَهُ: الكراهية هنا بمعنى المبغوض الذي نهى عنه الشرع.
● تَعْتَصِمُوا: التمسك والقوة والاعتماد.
● حَبْلَ اللَّهِ: هو القرآن الكريم، وقيل: الإسلام كله.
● قِيلَ وَقَالَ: هو نقل الكلام بدون تثبت، والإكثار من الحديث فيما لا فائدة فيه، والغيبة والنميمة.
● كَثْرَةَ السُّؤَالِ: الإكثار من الأسئلة التي لا حاجة لها، أو السؤال عن الأشياء التعجيزية، أو السؤال للتكلف والعنت.
● إضَاعَةَ الْمَالِ: تبذير المال وإنفاقه في غير وجهه الشرعي.

### ثالثاً. شرح الحديث
يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثة أمور يحبها الله ويرضاها لعباده، وثلاثة أمور يكرهها لهم وينهى عنها.
الأمور التي يرضاها الله:
1- أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا: هذا هو أساس الدين وغاية الخلق، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}. والعبادة هنا تشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، مع الإخلاص لله تعالى وعدم صرف شيء منها لغير الله.
2- أن تعتصموا بحبل الله جميعًا: أي تمسكوا بدين الله الذي أنزله على رسوله، وهو القرآن والسنة، وتوحدوا عليه. والاعتصام بالجماعة وعدم التفرق من أعظم أسباب قوة الأمة وتماسكها، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}.
3- ولا تفرقوا: النهي عن التفرق في الدين، وهو الذنب العظيم الذي حذر الله منه، leading إلى اختلاف الكلمة وذهاب القوة وانتشار العداوة. والتفرق يكون في الاعتقادات، وفي المذاهب، وفي الطاعات، وفي الجماعة.
الأمور التي يكرهها الله:
1- قيل وقال: وهو الكلام الكثير بغير فائدة، ونقل الأخبار بدون تثبت، والاشتغال بأمور الناس وأخبارهم مما لا يعني المرء، وهو باب واسع للغيبة والنميمة والكذب وإضاعة الوقت.
2- كثرة السؤال: والمقصود هنا السؤال عن الأشياء التي لم تحصل، أو التعمق والتكلف في الأسئلة التي قد تؤدي إلى التشديد في الدين، كما حصل من بعض الصحابة حين سألوا عن أشياء فشق عليهم العمل بها. وكذلك السؤال عن الأمور الغيبية التي لا طائل من وراء معرفتها. وفي هذا حفظ للوقت والجهد واتباع لليسر الذي جاء به الإسلام.
3- إضاعة المال: وهو إنفاق المال في غير الوجوه المشروعة، أو تبذيره في المعاصي والمنكرات، أو التفريط فيه بعدم صرفه في مصارفه المفيدة. والمال نعمة من الله يجب شكرها بحفظها وإنفاقها في الخير، قال تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- التوحيد أولاً: تأكيد على أن أعظم ما يرضي الله هو توحيده وعبادته وحده لا شريك له.
2- وحدة الأمة: الحث على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله والاجتماع على ذلك، والتحذير من أسباب الفرقة والاختلاف.
3- آداب الكلام: النهي عن الكلام الباطل والاشتغال بما لا يعنينا، والحث على حفظ اللسان.
4- التيسير وعدم التنطع: النهي عن التعمق والتكلف في الدين بكثرة الأسئلة التي تؤدي إلى المشقة.
5- الحفاظ على النعم: وجوب صيانة المال وإنفاقه في الطاعات والمباحات، والتحذير من تبذيره وإضاعته.
6- الوسطية والاعتدال: يجمع الحديث بين حق الله (العبادة) وحق الجماعة (الاعتصام) وحق النفس (حفظ المال واللسان)، مما يعطي صورة متكاملة للدين.


خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحديث من "الجوامع" التي جمعت بين الحث على الفضائل والنهي عن الرذائل.
- ينبغي للمسلم أن يجعل هذه الأمور الست نصب عينيه، فيحرص على ما يرضي الله ويجتنب ما يكرهه.
● حبل الله هو القرآن، كما فسره كثير من المفسرين، وهو السبب الموصل إلى رضا الله وجنته.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يعبد الله ولا يشرك به شيئاً، ويعتصم بحبله جميعاً ولا يتفرق، ويجتنب قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأقضية (١٧١٥) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 269 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يعبدوه ولا تشركوا به شيئًا

  • 📜 حديث: يعبدوه ولا تشركوا به شيئًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يعبدوه ولا تشركوا به شيئًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يعبدوه ولا تشركوا به شيئًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يعبدوه ولا تشركوا به شيئًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب