حديث: لا يبيع أحد شريكه حتى يؤذنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الشركاء في الدور والأراضي وغيرها، وأنه لا يبيع أحد حتى يستأذن شركاءه إذا لم تقسم

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من كان له شريك في رَبْعة أو نخل فليس له أن يبيع حتى يؤذن شريكهـ، فإن رضي أخذ، وإن كره ترك».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٦٠٨: ١٣٣) من حديث زهير أبي خيثمة، وابن جريج، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من كان له شريك في رَبْعة أو نخل فليس له أن يبيع حتى يؤذن شريكهـ، فإن رضي أخذ، وإن كره ترك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من كان له شريك في رَبْعة أو نخل فليس له أن يبيع حتى يؤذن شريكه، فإن رضي أخذ، وإن كره ترك».


1. شرح المفردات:


● شريك: الشخص الذي يشاركه في ملكية الشيء.
● رَبْعة: بفتح الراء والباء - وهي البيت أو الدار للسكنى. وقيل: هي ما يسكن من البيوت.
● نخل: النخيل أو بستان النخيل.
● يؤذن: يستأذنه ويخبره بالبيع.
● فإن رضي أخذ: إذا وافق الشريك على البيع، أخذ المشتري حصة الشريك أو انتهى الأمر بالبيع.
● وإن كره ترك: إذا لم يوافق الشريك على البيع، ترك البيع ولم يتم.


2. شرح الحديث:


يوجه النبي ﷺ في هذا الحديث خطابًا لكل من له شريك في عقار (مثل دار سكنى) أو في نخيل (أي بستان أو مزرعة)، فيبين أن الشريك لا يجوز له أن يبيع حصته من هذا العقار أو النخيل حتى يخبر شريكه ويستأذنه في البيع. فإذا وافق الشريك على البيع وأراد أن يأخذ حقه (كأن يشتري حصة الشريك البائع أو يوافق على البيع للغير) فإنه يتم البيع، وإذا كره البيع ولم يوافق، فإن الشريك البائع يترك البيع ولا يبيعه.
والحكمة من ذلك أن الشريك له حق الشفعة، أي حق أولوية في شراء حصة شريكه إذا أراد بيعها، حتى لا يدخل عليه شريك لا يريده أو لا يستطيع التعامل معه. وهذا من رعاية الإسلام لحقوق الشركاء وحفظًا للعلاقات بينهم.


3. الدروس المستفادة منه:


● حرمة اغتصاب حقوق الشركاء: لا يجوز للشريك التصرف في الملك المشترك دون علم الشريك الآخر وموافقته.
● الشفعة حق للشريك: للشريك الحق في أن يطلب أخذ حصة شريكه إذا أراد بيعها، وهذا ما يعرف بحق الشفعة، وهو ثابت في الإسلام لحماية الشركاء من دخول الغرباء عليهم دون رغبتهم.
● العدل والشفافية في المعاملات: يأمر الإسلام بالعدل والإعلان في البيع والشراء وعدم التصرف خلسة، مما يبني الثقة بين الناس.
● التقوى في المعاملات: هذا الحديث يدل على وجوب التقوى في البيع والشراء والمعاملات المالية، ومراعاة حقوق الآخرين.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب الشفعة، وقد اتفق الفقهاء على أن للشريك حق الشفعة إذا بيعت حصة شريكه، وهو حق ثابت شرعًا.
- رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد، وغيرهم، وهو حديث صحيح.
- المعنى: أن الشريك لا يبيع حصته حتى يعلم شريكه، فإن أراد الشريك أن يأخذها بالشفعة فهو أحق بها، وإن لم يرد تركها وباعها البائع لغيره.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على وجوب استئذان الشريك قبل بيع الحصة، وأن للشريك الحق في الأخذ بالشفعة.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٦٠٨: ١٣٣) من حديث زهير أبي خيثمة، وابن جريج، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر. هذا لفظ زهير أبي خيثمة.
ولفظ ابن جريج: «قضى رسول اللَّه ﷺ بالشفعة في كل شركة لم تقسم ربعة أو حائط، لا يحل له أن يبيع حتى يؤذن شريكهـ، فإن شاء أخذ، وإن شاء ترك، فإذا باع ولم يؤذنه فهو أحق به».
وزهير أبو خيثمة هو ابن معاوية الجعفي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 262 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يبيع أحد شريكه حتى يؤذنه

  • 📜 حديث: لا يبيع أحد شريكه حتى يؤذنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يبيع أحد شريكه حتى يؤذنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يبيع أحد شريكه حتى يؤذنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يبيع أحد شريكه حتى يؤذنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب