حديث: المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

المسلمون تتكافأ دماؤهم وذمتهم واحدة ولا يقتل مؤمن بكافر

عن الأشتر أنه قال لعلي: إن الناس قد تفشّع بهم ما يسمعون. فإن كان رسول الله ﷺ عهد إليك عهدًا فحدّثنا به، قال: ما عهد إلي رسول الله ﷺ عهدًا لم يعهده إلى الناس غير أن في قراب سيفي صحيفة فإذا فيها: المؤمنون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، لا يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده».

صحيح: رواه النسائي (٤٧٤٦)، عن أحمد بن حفص قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن الأشتر فذكره.

عن الأشتر أنه قال لعلي: إن الناس قد تفشّع بهم ما يسمعون. فإن كان رسول الله ﷺ عهد إليك عهدًا فحدّثنا به، قال: ما عهد إلي رسول الله ﷺ عهدًا لم يعهده إلى الناس غير أن في قراب سيفي صحيفة فإذا فيها: المؤمنون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، لا يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما، وهو حديث صحيح.

أولاً. شرح المفردات:


● تفشّع بهم ما يسمعون: أي خافوا وارتبكوا بسبب ما يسمعونه من الفتن والاختلافات.
● عهد إليك عهدًا: أي أوصاك وصية خاصة.
● قراب سيفي: الغمد الذي يوضع فيه السيف.
● تتكافأ دماؤهم: أي تتساوى في الدية والحرمة.
● يسعى بذمتهم أدناهم: أي أن عهد وأمان أدنى المسلمين يعم جميع المسلمين.
● لا يُقتل مؤمن بكافر: أي لا يقتل مسلم بسبب قتل كافر.
● ولا ذو عهد في عهده: أي لا يُقتل معاهد (كافر له عهد مع المسلمين) أثناء مدة عهده.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الحديث أن الأشتر النخعي - وهو من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه - سأل عليًا رضي الله عنه بسبب ما سمع الناس من فتن واختلافات، طالبًا منه أن يخبرهم إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصاه بوصية خاصة لم يطلع عليها الناس. فأجابه علي رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوصه بوصية خفية عن الناس، إلا أن هناك صحيفة في غمد سيفه فيها ثلاث وصايا عظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم:
1- "المؤمنون تتكافأ دماؤهم": أي أن دماء المسلمين متساوية في القيمة والحرمة، فلا فرق بين شريف ووضيع، أو عربي وأعجمي، فالدية واحدة، والحرمة واحدة. وهذا من مظلة التكافل والتآخي في الإسلام.
2- "يسعى بذمتهم أدناهم": أي أن عهد وأمان أي مسلم - حتى لو كان من أدنى المسلمين - يكون ملزمًا لجميع المسلمين، يجب عليهم احترامه وعدم نقضه. وهذا يدل على عظم حق المعاهدين والمواثيق في الإسلام.
3- "لا يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده":
● "لا يُقتل مؤمن بكافر": أي لا يقتل مسلم قصاصًا إذا قتل كافرًا، لأن المسلم أعلى درجة عند الله من الكافر، فلا يستوي قاتل ومقتول في الكفر والإيمان. ولكن تجب الدية على القاتل لورثة المقتول الكافر.
● "ولا ذو عهد في عهده": أي لا يُقتل معاهد (كافر له عهد مع المسلمين) أثناء مدة عهده، بل يجب الوفاء بعهده واحترامه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وحدة الأمة الإسلامية: فالمسلمون أمة واحدة، تتساوى دماؤهم، ويتكافلون في الحقوق والواجبات.
2- قدسية العهود والمواثيق: فالإسلام يحترم العهود ويأمر بالوفاء بها، حتى لو كان المعاهد أدنى المسلمين.
3- تفضيل الإسلام والإيمان: فالمؤمن أعلى منزلة عند الله من الكافر، ولا يستويان.
4- العدل والإنصاف: فالإسلام يضمن حقوق الجميع، حتى غير المسلمين المعاهدين.
5- الحكمة في معالجة الفتن: حيث استخدم علي رضي الله عنه هذه الوصايا النبوية لتهدئة النفوس وترسيخ مبادئ العدل والتآخي.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه الصحيفة كانت من الكنوز التي حفظها علي رضي الله عنه، وكانت دليلاً عمليًا على حرص الصحابة على حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- الحديث يدل على أن الإسلام دين العدل والرحمة، حتى مع غير المسلمين.
- يستدل الفقهاء بهذا الحديث على أحكام الديات والقصاص والعهود.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٧٤٦)، عن أحمد بن حفص قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن الأشتر فذكره.
وأبو حسان هو مسلم بن عبد الله الأحرد، مشهور بكنيته.
ورواه أبو داود (٢٠٣٥) والنسائي (٤٧٤٥) وأحمد (٩٥٩) كلهم من طريق همام، أخبرنا قتادة، عن أبي حسان أن عليًّا كان يأمر بالأمر فيُوتي فذكره. وأبو حسان لم يسمع من علي.
ولكن في سياق أحمد إشعار بأن الجزء المرفوع من الحديث يرويه الأشتر عن علي بن أبي طالب.
وقوله: «تفشّغ» أي فشا وانتشر.
وقال قيس بن عبّاد: انطلقت أنا والأشتر إلى علي، فقلنا: هل عهد إليك نبي الله ﷺ شيئًا لم يعهده إلى الناس عامة، فقال: لا، إلا ما كان في كتابي هذا. فأخرج كتابًا من قراب سيفه فإذا فيه: «المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد بعده ....» فذكر الحديث.
رواه النسائي (٤٧٣٤) وأبو داود (٤٥٣٠) وأحمد (٩٩٣) والبيهقي (٧/ ١٣٣ - ١٣٤) كلهم من
حديث يحيى بن سعيد، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عُباد فذكره.
رجاله ثقات وكان سماع يحيى بن سعيد من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه. والحسن مدلس وقد عنعن والحديث صحيح بما قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 75 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم

  • 📜 حديث: المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب