حديث: من قتل عبده قتلناه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: يقتل الحر بالعبد

رُوي عن سمرة بن جندب أن النبي ﷺ قال: «من قتل عبده قتلناه، ومن جدعه جدعناه، ومن خصاه خصيناه».

ضعيف: رواه أبو داود الطيالسي (٩٤٧) عن هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة فذكره.

رُوي عن سمرة بن جندب أن النبي ﷺ قال: «من قتل عبده قتلناه، ومن جدعه جدعناه، ومن خصاه خصيناه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم، عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاهُ، وَمَنْ خَصَاهُ خَصَيْنَاهُ».

أولاً. شرح المفردات:


● قتل عبده: المقصود به قتل الإنسان لعبدِه أو خادمه الذي يملكه.
● جدعه: الجَدْع هو قطع الأنف أو الشفة أو الأذن، وهو تشويه للوجه أو العضو.
● خصاه: الخصاء هو إزالة الخصيتين (الإخصاء)، وكان بعض الناس في الجاهلية يفعلون ذلك بالعبيد ليكونوا أخلص في الخدمة.

ثانياً. شرح الحديث:


يؤكد هذا الحديث العظيم على مبدأ العدل والمساواة في الإسلام، حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان لا يُعفى من العقاب لمجرد أنه ارتكب جريمة في حق عبدٍ أو خادمٍ يملكه، بل يُعاقب بنفس الفعل الذي فعله بالضبط، تطبيقاً للقاعدة الشرعية «القصاص في النفس والأطراف».
فمن قتل عبده عمداً بغير حق، فإن الحاكم الشرعي يقتله به قصاصاً.
ومن جدع عبده (أي قطع أنفه أو أذنه أو شفته) فإن الحاكم يقطع نفس العضو منه.
ومن خصى عبده (أي أزال خصيتيه) فإن الحاكم يخصيه قصاصاً به.
وهذا الحديث يرد على من كان يعتقد أن له الحق في التصرف في عبده كيفما شاء، بل يبين أن العبد له حقوق كاملة، وأن الاعتداء عليه جريمة يعاقب مرتكبها.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- العدل المطلق في الإسلام: فلا فرق بين حر وعبد في الحقوق، فالجريمة واحدة والعقوبة واحدة.
2- تحريم الاعتداء على الخدم والعبيد: فليس للإنسان أن يتصرف في مملوكه بما يشاء، بل له حدود شرعية.
3- التأكيد على مبدأ القصاص: الذي جاءت به الشريعة لحماية النفوس والأبدان.
4- رفع قيمة الإنسان: regardless of his social status، فالإنسان مكرم في الإسلام سواء كان حراً أو عبداً.
5- تحريم التشويه والتعذيب: فالإسلام حرم كل forms of torture and mutilation.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر عظمة الإسلام في حفظ حقوق الإنسان، حتى قبل أن تظهر المواثيق الدولية بقرون.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث أن العقوبة تكون من جنس الجناية (قاعدة: الجناية تقابل بمثلها).
- هذا الحكم ينطبق على الحاكم الشرعي، وليس للأفراد أن يقتصوا لأنفسهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود الطيالسي (٩٤٧) عن هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة فذكره.
وروى هذا الحديث عن قتادةَ شعبةُ وحمادٌ أيضا مجزءًا وحديثهم عند أبي داود (٤٥١٥، ٤٥١٦) والترمذي (١٤١٤) وابن ماجه (٢٦٦٣) والدارمي (٢٤٠٣) وابن المنذر في الأوسط (١٣/ ٥٠) وغيرهم. ولكن رواه ابن أبي شيبة (١٤/ ١٨٧) عن عبد الرحيم، حدثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن النبي ﷺ قال: «من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه» مرسلًا.
ثم نسي الحسن هذا الحديث فكان يقول: لا يقاد الحر بالعبد.
رواه أبو داود (٤٥١٨) عن مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام، عن قتادة، عن الحسن. فمع اختلاف سماع الحسن من سمرة مطلقًا وقع فيه اضطراب أيضا ولذا طعن فيه الإمام أحمد وغيره.
ولكن نقل الترمذي في العلل الكبير (٢/ ٥٨٨) عن البخاري قال: كان علي بن المديني يقول بهذا الحديث. وقال البخاري: وأنا أذهب إليه.
وذكر البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢٩٠) في ترجمة الحسن البصري قال علي: وسماع الحسن من سمرة صحيح، وأخذ بحديثه: «من قتل عبده قتلناه».
وقال الترمذي: «حسن غريب». وقال: «وذهب بعض أهل العلم من التابعين منهم إبراهيم النخعي إلى هذا الحديث».
قال الأعظمي: وبه قال ابن المسيب والشعبي وقالوا: «القصاص بين الأحرار والعبيد ثابت في النفس.
وذهب سفيان الثوري إلى أنه إذا قتل عبده عمدا قُتل. وفرق أبو حنيفة بين عبده وعبد غيره.
فقال: إن قتل عبد غيره عمدًا قتل. وهو قول سفيان الثوري أيضا.
وذهب جمهور أهل العلم منهم: مالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، إلى أنه لا قصاص بين الأحرار والعبيد. وهو مذهب أبي بكر وعمر. وكذلك روي عن ابن الزبير والحسن وعطاء وعكرمة وعمر بن عبد العزيز وغيرهم، لأنهم أجمعوا على أن لا قصاص بين الأحرار والعبيد في الأطراف فإذا منعوا منه في القليل كان منعه في الكثير أولى. هذا مختصر من إفادة الخطابي في: معالمه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل عبده قتلناه

  • 📜 حديث: من قتل عبده قتلناه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل عبده قتلناه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل عبده قتلناه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل عبده قتلناه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب