حديث: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
المسلمون تتكافأ دماؤهم وذمتهم واحدة ولا يقتل مؤمن بكافر
متفق عليه: رواه البخاري في الاعتصام (٧٣٠٠) ومسلم في الحج (١٣٧٠) كلاهما من حديث الأعمش، عن إبراهيم التيمي بإسناده فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 111)، وهو حديث صحيح ثابت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أولاً. شرح المفردات:
● خطبنا علي: أي ألقى علينا خطبة أو موعظة.
● هذه الصحيفة: المقصود بها صحيفة صغيرة مكتوبة.
● أسنان الإبل: الأعمار التي تُقدّر بها الدية في القتل الخطأ (كالخمس من الإبل لابن لبون، والحقة، والجذعة... إلخ).
● الجراحات: الديات المقدرة للجروح المختلفة (كالعين، واليد، والرجل...).
● ذمة المسلمين واحدة: أي عهدهم وضمانهم وأمانهم.
● يسعى بها أدناهم: أي يلتزم بها ويقوم بحقها حتى أقلهم شأناً.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل إبراهيم التيمي عن أبيه أنه سمع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخطب في الناس ويؤكد على أمر عظيم، وهو أن ما عند أهل البيت من علم مكتوب لا يتعدى أمرين:
1- كتاب الله تعالى: وهو القرآن الكريم.
2- هذه الصحيفة: وهي صحيفة صغيرة كانت عند علي رضي الله عنه، مكتوب فيها بعض الأحكام العملية التي أملاها عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تتعلق بموضوعين:
● أسنان الإبل: أي تفاصيل الديات في القتل الخطأ، وما يجب من الإبل بحسب عمرها ونوعها.
● أشياء من الجراحات: أي الديات المقدرة للجروح المختلفة التي توضحها السنة النبوية.
● أن ذمة المسلمين واحدة: أي أن عهد المسلمين وضمانهم وأمانهم شيء واحد متساوٍ، لا فرق بين شريف ووضيع، فإذا أعطى مسلمٌ – حتى لو كان بسيطاً – أماناً لشخص، وجب على جميع المسلمين احترام هذا الأمان.
ويحذر علي رضي الله عنه تحذيراً شديداً كل من يدعي أن عند آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كتباً أخرى أو مصاحف خاصة غير القرآن الكريم، ويصف من يقول ذلك بالكذب، لأنه لا يوجد عندهم إلا القرآن وهذه الصحيفة التي تحتوي على بعض الأحكام العملية.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الحث على التمسك بالقرآن والسنة: الحديث يؤكد أن مصدري التشريع الأساسيين هما القرآن والسنة فقط، ولا يوجد مصدر ثالث.
2- التحذير من الافتراء على أهل البيت: فيه رد على من ادعى أن عند أهل البيت علوماً باطنة أو كتباً منزلة غير القرآن، كبعض الطوائف التي ادعت وجود "مصحف فاطمة" أو غير ذلك، وهو كذب وافتراء.
3- بيان أهمية السنة النبوية: الصحيفة المذكورة هي في الحقيقة تدوين لبعض أحكام السنة النبوية، مما يدل على حرص الصحابة على حفظ السنة ونقلها.
4- توحيد الأمة: قوله "ذمة المسلمين واحدة" يدل على أن الأمة الإسلامية وحدة واحدة، ويتكافل أفرادها في الحقوق والواجبات.
5- مكانة علي رضي الله عنه العلمية: حيث كان حريصاً على بيان الحق وتحذير الناس من الضلال.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأدلة القوية التي يستدل بها أهل السنة على بطلان ما تدعيه بعض الفرق من وجود مصحف خاص بعلي رضي الله عنه أو بأهل البيت.
- الحديث يظهر حرص الخلفاء الراشدين على تصفية مصادر الدين من الشوائب والبدع.
- القاعدة الفقهية "ذمة المسلمين واحدة" مستفادة من هذا الحديث، وهي قاعدة مهمة في أبواب الأمان والعهود في الفقه الإسلامي.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الفهم في دينه، والثبات على السنة والجماعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 74 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 49 من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله
- 50 من جزع من جرح فقطع يده فمات حرمت عليه الجنة
- 51 فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم...
- 52 قاتل النفس لا يكفر، ولله وليديه فاغفر
- 53 قتل تسعة وتسعين نفسًا فهل له توبة
- 54 من السائق؟ قالوا: عامر
- 55 من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام
- 56 من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
- 57 قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
- 58 من أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه إن شاء...
- 59 دم امرئ مسلم لا يحل إلا بإحدى ثلاث
- 60 من تصدق به فهو كفارة له
- 61 من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا
- 62 قتلته دخلت النار
- 63 اعف، فإنك مثله
- 64 ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو
- 65 لا يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة
- 66 عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده
- 67 قضى بالقصاص في السن
- 68 طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص
- 69 «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»
- 70 قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة
- 71 لا قود إلا بالسيف
- 72 لا يُقتل مسلم بكافر
- 73 المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا
- 74 من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
- 75 المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 76 دية الكافر نصف دية المسلم
- 77 لا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها
- 78 من قتل عبده قتلناه
- 79 قتل عبده متعمدًا فجلده النبي مائة ونفاه سنة
- 80 علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه
- 81 لا يقاد الأب من ابنه
- 82 لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
- 83 من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه
- 84 كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
- 85 العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
- 86 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
- 87 دفع القاتل عمدًا إلى أولياء القتيل
- 88 من قتل له قتيل فأهله بين خيرين
- 89 من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين
- 90 من قتل عمدًا فهو قود
- 91 على كل بطن عقوله
- 92 العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في...
- 93 قضاء النبي ﷺ في جنين المرأة المقتول بغرة عبد أو...
- 94 دية الجنين غرة عبد أو وليدة
- 95 قضى النبي ﷺ بالغرة عبد أو أمة
- 96 دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
- 97 قضى النبي في الجنين بغرة عبد أو أمة
- 98 دية المرأة على النصف من دية الرجل
معلومات عن حديث: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
📜 حديث: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








