حديث: دية الكافر نصف دية المسلم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
المسلمون تتكافأ دماؤهم وذمتهم واحدة ولا يقتل مؤمن بكافر
حسن: رواه الترمذي (١٤١٣) واللفظ له، وأحمد (٦٦٩٢) وغيرهما من طرق عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
الحديث الذي طلبت شرحه: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده (عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما) أن رسول الله ﷺ قال: «لا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَقَالَ: دِيَةُ عَقْلِ الْكَافِرِ نِصْفُ دِيَةِ عَقْلِ الْمُؤْمِنِ».
### أولاً. تخريج الحديث ومصادره المعتمدة
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم. وهو حديث صحيح بشواهده، وقد صححه جماعة من أهل العلم، وعمل بمضمونه فقهاء المذاهب الأربعة.
### ثانياً. شرح المفردات
● لا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ: أي لا يُقتل المسلم قصاصاً إذا قتل كافراً.
● دِيَةُ عَقْلِ الْكَافِرِ: الدية هي المال الواجب في الجناية على النفس. والعقل هنا بمعنى الدية، أي المال الذي يُعقل به (يُربط ويمنع) ولي الدم من القصاص.
● نِصْفُ دِيَةِ عَقْلِ الْمُؤْمِنِ: أي أن دية الكافر (الذمي الذي يعيش في دار الإسلام بعهد وأمان) هي نصف دية المسلم.
### ثالثاً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي
يحتوي هذا الحديث على حكمين فقهيين عظيمين:
1- الحكم الأول: «لا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ»
● المعنى: إذا قتل مسلمٌ كافراً (مقصوداً أو خطأً) عمداً، فلا يُقتل المسلم به قصاصاً، سواء كان الكافر ذمياً (معاهداً) أو مستأمناً.
● الحكمة والعلة: هذا الحكم مبني على التفاضل في الدين، فحرمة المسلم أعلى من حرمة الكافر. فكما أن دم المسلم أعظم حرمة عند الله، فلا يستوي من قتل مؤمناً متعمداً بمن قتل كافراً. وهذا من كمال عدل الإسلام، فهو يرفع من شأن الإيمان.
● التفصيل المهم: هذا الحكم خاص بالقتل العمد. أما إذا كان القتل خطأً، فتجب الدية الكاملة في مال القاتل المسلم (وليست على العاقلة) لورثة الكافر، وهذا قول جمهور العلماء.
2- الحكم الثاني: «دِيَةُ عَقْلِ الْكَافِرِ نِصْفُ دِيَةِ عَقْلِ الْمُؤْمِنِ»
● المعنى: أن دية الكافر الذمي إذا قُتل خطأً هي نصف دية المسلم. فدية المسلم الكاملة مئة من الإبل، أو ما يعادلها من الذهب أو الفضة، ودية الذمي نصف ذلك.
● الحكمة والعلة: هذا أيضاً من مظاهر تكريم الإسلام للمسلم ورفعته بشهادة أن لا إله إلا الله. فقيمة الإنسان في الإسلام ليست مادية بحتة، بل هي قيمته عند ربه، والإيمان هو أعلى القيم. وهذا الحكم يخص الكفار الذين لهم عهد وأمان (أهل الذمة)، أما المحاربون فليس لهم دية.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفَوائد
1- عِظَم حرمة دم المسلم: فدم المسلم لا يُكافئه دم كافر في القصاص، مما يدل على المكانة الرفيعة التي منحها الإسلام للمؤمن.
2- العدل ليس المساواة المطلقة: فالمساواة في غير محلّها ظلم. العدل هو وضع كل شيء في موضعه. فالمسلم والكافر ليسا متساويين في الدرجة عند الله، فلا يستويان في الأحكام الدنيوية المتعلقة بذلك.
3- رحمة الإسلام وعدله مع غير المسلمين: فمع أن الدية نصف دية المسلم، إلا أن هذا حكم عادل يناسب وضعهم، وهو أفضل بكثير من أي نظام آخر في ذلك الوقت، حيث كان غير المسلم يُقتل ولا دية له. فالإضمن لهم الحقوق المالية (الدية) عند القتل الخطأ، مما يحفظ حياتهم ويعزز الأمن في المجتمع.
4- تفضيل أهل الإيمان: فيه تربية للمسلم على الشعور بقيمة إيمانه، وأن الانتساب للإسلام هو أعظم شرف، مما يعزز انتماءه واعتزازه بدينه.
خامساً:
معلومات إضافية مهمة● استثناء: ذهب بعض أهل العلم (كالإمام أبي حنيفة رحمه الله) إلى أنه يُقتل المسلم بالذمي إذا قتله عمداً، مستدلين بآيات القصاص العامة. ولكن الراجح هو قول الجمهور (الشافعية والمالكية والحنابلة) بالحديث الصحيح، وأن القصاص لا يجب، وعليه أكثر العلماء.
● التفريق بين أنواع الكفار: الحكم (عدم القصاص ونصف الدية) خاص بـ أهل الذمة (اليهود والنصارى الذين يعيشون في دولة الإسلام) والمستأمنين (كالتجار والزوار). أما الكفار المحاربون فليس لهم أي ذمة أو عهد، فلا دية لهم إذا قُتلوا.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يفقهنا في ديننا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
وهو جزء من خطبة النبي ﷺ في فتح مكة. وهي بتمامها في فتح مكة.
وفي معناه ما روي عن ابن عمر في حديث طويل: «ولا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده.
رواه ابن حبان (٥٩٩٦) من طريق القاسم بن الوليد، عن سنان بن الحارث بن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر فذكره.
وذكر ابن حبان سنان هذا في «الثقات» (٦/ ٤٢٤) ولم يذكر من الرواة عنه إلا القاسم بن الوليد وزاد أبو حاتم: محمد بن طلحة، وزاد ابنه «صالح بن حيي والد حسن بن صالح». ولكن لم يوثقه أحد غيره فهو على رأي ابن حجر «مقبول» أي عند المتابعة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 76 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 51 فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم...
- 52 قاتل النفس لا يكفر، ولله وليديه فاغفر
- 53 قتل تسعة وتسعين نفسًا فهل له توبة
- 54 من السائق؟ قالوا: عامر
- 55 من طلب بدم الجاهلية من أهل الإسلام
- 56 من أشد الناس عتوًا رجل ضرب غير ضاربه
- 57 قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
- 58 من أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه إن شاء...
- 59 دم امرئ مسلم لا يحل إلا بإحدى ثلاث
- 60 من تصدق به فهو كفارة له
- 61 من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا
- 62 قتلته دخلت النار
- 63 اعف، فإنك مثله
- 64 ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو
- 65 لا يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة
- 66 عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده
- 67 قضى بالقصاص في السن
- 68 طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص
- 69 «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»
- 70 قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة
- 71 لا قود إلا بالسيف
- 72 لا يُقتل مسلم بكافر
- 73 المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا
- 74 من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
- 75 المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 76 دية الكافر نصف دية المسلم
- 77 لا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها
- 78 من قتل عبده قتلناه
- 79 قتل عبده متعمدًا فجلده النبي مائة ونفاه سنة
- 80 علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه
- 81 لا يقاد الأب من ابنه
- 82 لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
- 83 من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه
- 84 كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
- 85 العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
- 86 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
- 87 دفع القاتل عمدًا إلى أولياء القتيل
- 88 من قتل له قتيل فأهله بين خيرين
- 89 من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين
- 90 من قتل عمدًا فهو قود
- 91 على كل بطن عقوله
- 92 العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في...
- 93 قضاء النبي ﷺ في جنين المرأة المقتول بغرة عبد أو...
- 94 دية الجنين غرة عبد أو وليدة
- 95 قضى النبي ﷺ بالغرة عبد أو أمة
- 96 دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
- 97 قضى النبي في الجنين بغرة عبد أو أمة
- 98 دية المرأة على النصف من دية الرجل
- 99 عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا
- 100 دية الخطأ على أهل القرى أربع مئة دينار
معلومات عن حديث: دية الكافر نصف دية المسلم
📜 حديث: دية الكافر نصف دية المسلم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دية الكافر نصف دية المسلم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دية الكافر نصف دية المسلم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دية الكافر نصف دية المسلم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








